رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 7870 - 2024 / 1 / 28 - 23:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وجود فراغ خزني كبير في خزانات السدود والمنخفضات الطبيعة تعدُ فرصة لإدارة مياه الأمطار والثلوج في هذا الموسم المطري 2023-2024، بصورة جيدة وتعويض انخفاض مخزون المياه بخزانات السدود والمنخفضات الطبيعية، كي لا تتكرر المخاوف بشأن "كارثة محتملة على صعيد نقص الموارد المائية" في البلاد في موسم الصيف القادم، لان لذلك سيكون لها تداعيات بيئية واقتصادية وسياسية ايضا للأزمة المائية ومدى تأثيرها على مستقبل البلد واستقراره السياسي والاجتماعي في غياب الحوكمة والتخطيط والإدارة المتكاملة للمياه المتوفرة، لان هذه العوامل ستزيد بلا شك من أزمة الجفاف، وتعرقل أيضاً تطبيق أي تفاهمات سياسية أو مائية بين الدول الاربع المتشاركة قي حوضي نهري دجلة والفرات .
تراجع كميات المياه في خزانات السدود والمنخفضات الطبيعية في العراق كان سببها عدة عوامل منها تكرار مواسم الجفاف لسنوات بسبب التغير المناخي وتبدل الأنماط المناخية، وسوء إدارة المتوفر، واستخدام المياه في الزراعة بالطرق التقليدية والاستخدام غير الفعال للمياه من المصادر الطبيعية، وتفاقمت الأزمة بسبب تلوث الموارد المائية بالمخلفات المنزلية والصناعية والزراعية،
اذن هل ستستمر الازمات المائية وتوقع كوارث محتملة رغم المعدلات العالية من الامطار والثلوج لهذا الموسم؟
العراق أصبح من الدول التي تعاني من "الإجهاد المائي"، أي أن حجم المياه المستهلكة أكبر من حجم المياه الواردة من جميع المصادر. ويبلغ نصيب الفرد في العراق اقل من 1000 متر مكعب من المياه سنويا، ومع توقعات بزيادة عدد سكانها عام 2030 إلى 50 مليون نسمة، فمن المتوقع ان يصبح العراق دولة "فقيرة مائيا"، مع زيادة تلك المخاطر وتفاقم أزمة تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، قد تكون هناك مواسم جفاف اخرى وانخفاض في هطول الأمطار وانحسار في سقوط الثلوج من جانب آخر، مما يتطلب من الحكومة العراقية رسم خريطة لسياسة مائية حكيمة ضمن رؤى واستراتيجية واضحة لزيادة مخزون سدودها عند ارتفاع معدل الأمطار وزيادة تصاريف نهري دجلة والفرات، لكي لا يعاني البلد من انخفاض مثير للقلق لمناسيب الخزانات والانهار في الصيف المقبل، بسبب السدود التركية والإيرانية نتيجة نقص كمية المياه الواصلة الى العراق، ولكي لا يهدد الجفاف الأمن المائي والغذائي، ويدفع المزارعين إلى الهجرة للمدن للعمل في قطاعات أخرى، الأمر الذي يهدد بانهيار القطاع الزراعي في مناطق واسعة من العراق وخاصة جنوب ووسط البلاد. واستمرار الجفاف ونقص المياه يؤدي ايضاً إلى نفوق الثروة السمكية وزيادة تركيز الملوثات في الأنهار وخاصة في مدينة البصرة، كما يهدد الصحة العامة ويوفر بيئة لانتشار الأمراض السارية خصوصاً عند الأطفال وكبار السن،
ومما لا شك ان استمرار أزمات المياه ستؤدي إلى "مشاكل وأزمات سياسية" بين الدول المتشاركة على الموارد المائية خصوصا في حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني. عليه يجب المحافظة على اية قطرة مياه من الامطار وايرادات الانهار كي لا تهدر الى البحر ويكون مصدر خير وبركة.. لان هدرها سيكون مصدر لتهديد متوقع وتداعيات خطيرة لمستقبل العراق الزراعي والبيئي في الصيف المقبل.؟
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟