أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر6














المزيد.....

من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر6


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 7870 - 2024 / 1 / 28 - 17:54
المحور: الارشيف الماركسي
    


أصول الفلسفة الماركسية
الجزء الأول
تأليف جورج بوليتزر، جي بيس وموريس كافين

الحلقة السادسة

4 – المنطق الشكلي والمنهج الجدلي
ليس هناك من فائدة في أن نتبع هذا الدرس الأول بعض الملاحظات عن المنطق. فلقد رأينا (مسألة 2، ب) أن العلوم في، أول الأمر، لم تكن تستطيع إلا أن تستخدم المنهج الميتافيزيقي. ولقد وضع الفلاسفة اليونان (ولا سيما ارسطو) بعد أن عمموا هذا المنهج، عددا من القواعد الشاملة، التي يجب على الفكر اتباعها في كل آن لتجنب الخطأ. واتخذت هذه القواعد اسم المنطق. ويقوم موضوع المنطق على دراسة المبادىء والقواعد التي يجب على الفكر إتباعها في بحثه عن الحقيقة. وليست هذه المبادىء والقواعد من وضع الخيال بل استنبطها الإنسان في اتصاله المستمر بالطبيعة: لأن الطبيعة هي التي جعلت الإنسان "منطقيا" وعلمته أنه لا يمكننا أن نفعل أي شيء!
وهاك القواعد الثلاث الرئيسية في المنطق التقليدي الذي يسمى بالمنطق الشكلي:
1) مبدأ التماثل (Le principe didentite)؛ كل شيء مماثل لنفسه. فالنبات نبات دائما والحيوان حيوان . والحياة هي الحياة والموت هو الموت. ولقد صاغ المنطقيون هذا لمبدأ في قولهم أ = أ.
2) مبدأ عدم التناقض (Le principe de non-contradiction)؛ لا يمكن أن يكون الشيء نفسه ومناقضا لنفسه في نفس الوقت. وهكذا ليس النبات حيوانا، وليس الحيوان نباتا، كما أن الحياة ليست الموت، والموت ليس الحياة. فيقول المنطقيون: "ليس "أ" مناقضا لـ "أ".
3) مبدأ الثالث المستحيل: (Le principe du tiers exclu)؛ بين إمكانيتين متناقضتين، لا مجال لإمكانية ثالثة. فالكائن إما أن يكون حيوانا أو نباتا ولا مجال لإمكانية ثالثة. ولهذا يجب أن نختار بين الموت والحياة، ولا مجال لإمكانية ثالثة. فإذا كان "أ" و "غير أ" متناقضين فالشيء أما أن يكون "أ" أو مناقضا لـ"أ"
فهل لهذا المنطق من قيمة؟ أجل. لأنه يصور لنا تجربة تراكمت خلال عدد من القرون. ولكنها غير كافية إذا ما أردنا أن نتعمق في البحث، لأنه يبدو لنا عندئذ أن هناك كائنات حية لا يمكن تصنيفها ضمن طوائف الحيوان والنبات لأنها كلا الاثنين معا. كما أنه ليس هناك من حياة مطلقة أو موت مطلق، إذ يتجدد كل كائن حي في نضال مستمر ضد الموت، كما أن الموت يحمل في أحشائه عناصر حياة جديدة ( ليس الموت زوال الحياة بل هو تحلل جسم). وإذا كان المنطق القديم له قيمة إلى حد ما، فهو يعجز عن سبرغور الواقع. حتى إذا ما حاولنا أن نحمله على أن يعطينا أكثر مما يمكنه إعطاؤه وجدنا أنفسنا في ميدان الميتافيزيقا. وليس المنطق التقليدي خاطئا في ذاته. بل هو يؤدي إلى الخطأ إذا ما حاولنا أن نطبقه خارج حدوده.
صحيح أن الحيوان ليس نباتا، وكذلك صحيح أنه يجب، حسب مبدأ عدم التناقض، تجنب الخلط بين الأشياء لأن الجدل ليس هو الخلط بين الأشياء. بل يقول الجدل أنه صحيح أيضاً أن الحيوان والنبات مظهران للواقع لا يمكن الفصل بينهما حتى أن بعض الكائنات تجمع بينهما (وحدة الأضداد).
ويكفي المنطق الشكلي الذي نشأ في فجر العلوم للاستخدام اليومي فهو يعيننا على التصنيف والتميز. حتى إذا ما حاولنا التعمق في التحليل ظهر نقصه. فلماذا ؟ لأن الواقع متحرك، ولهذا لا يسمح منطق التماثل (أ = أ) للأفكار أن تصور الواقع في حركته. ولأن هذه الحركة، من ناحية ثانية هي ثمرة تناقضات، كما سنرى، غير أن منطق التماثل لا يسمح بتصور وحدة المتناقضات والانتقال من النقض إلى النقيض.
لا يدرك المنطق الشكلي سوى المظهر المباشر للواقع. أما المنهج الجدلي فهو يسعى لأدراك جميع مظاهر الواقع.
ويسمى تطبيق المنهج الجدلي على قوانين الفكر المنطق الجدلي.
يتبع



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - الفلسفة الماركسية-بوليتزر5
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر4
- 3من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - أصول الفلسفة الماركسية - بوليت ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر1
- 2من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - نصر حامد أبو زيد
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - نصر حامد أبو زيد - تجديد الخطا ...
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة -دفاتر السجن-غرامشي 3
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - دفاتر السجن- غرامشي2
- 1 من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - دفاتر السجن - غرامشي
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 206
- من أجل ثقافة جماهيرية بدياة 205
- 204 من أجل ثقافة جماهيرية بديلة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 203
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة102
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة101
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 100
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 99
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة98
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة97


المزيد.....




- نصب تذكاري في كاراكاس تخليدا لانتصار الجيش الأحمر السوفييتي ...
- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...
- مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز ...
- بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا ...
- الحفريات الحديثة تدحض أسطورة حول حتمية وجود فجوة كبيرة بين ا ...
- توجهات دولية في الحرب التجارية الضروس
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 600


المزيد.....

- مايكل هارينجتون حول الماركسية والديمقراطية (مترجم الي العربي ... / أحمد الجوهري
- وثائق من الارشيف الشيوعى الأممى - الحركة الشيوعية في بلجيكا- ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الثقافة والاشتراكية / ليون تروتسكي
- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة-أصول الفلسفة الماركسية-بوليتزر6