أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 37















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 37


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7868 - 2024 / 1 / 26 - 15:08
المحور: الادب والفن
    


الدولة والحرية
بوجود الدولة لا يوجد حرية، الحرية مفهوم غامض من الصعب تفكيكه وتقييمه وتعريفه بدقة، بوجود الدولة هو قيد، تنظيم النهب بالقانون.
إن استخدام المفاهيم بدقة ضرورة حتى لا نتوه.
الحرية كذبة كبيرة لانها تتعارض مع البناء النفسي للإنسان في ظل الحضارة البطريركية.
إن استخدام مفهوم الديمقراطية السياسية أفضل وأدق من مفهوم الحرية في الممارسة.
إن مفهوم الديمقراطية السياسية مفهوم فضفاض، تحت سقفه يحدث كل شيء، كالقيد بالقانون، ضبط المجتمع وتنميطه وتحويله إلى شيء، إلى كائن ممتثل.
إن الشتائم والإهانات الذي نراها في الديمقراطية في الولايات المتحدة أثناء فترة الانتخابات هو أقرب إلى السيرك الواسع، قرود يتصارعون على موزة واحدة لقردين منضبطين يعرفان حدود حركتهما أين تبدأ وأين تنتهي.
القانون حمولة سياسية اقتصادية اجتماعية، أنه سيد العبودية والخضوع، ودونه لا يمكنه أن تسير الحضارة.
إيماننا بالمستقبل هو الذي يبقينا متفائلين

نظافة البيئة من نظافة عقل الإنسان
عندما تكون البيئة غنية بالكائنات الحية كالحيوانات والنباتات والغابات والأنهار والمياه فهذا يدل على أن هذه البلاد بخير، ولديها أفاق للتجدد.
البيئة النقية، النظيفة علامة على احترام الحياة والإنسان والبقاء.
انظروا إلى السماء، إذا كانت فارغة من الطيور فاعلموا أن الأرض جافة، مريضة، متعبة. تئن بصمت وتلفظ أنفاسها وهي في طريقها إلى الموت بأيدي أبناءها.
إن وجوه الناس، قلقهم توترهم يشير بوضوح إلى نهايتهم الأكيدة
من يقتل الحياة يبدأ أولا بقتل الطيور والأشجار والمياه والأنهار.
القتل لا يأتي بين ليلة وضحاها، عادة يسبقه تحضير نفسي طويل الأجل.
القتل يبدأ في الدماغ

ديالا
قبل سنوات، أذكر الحدث، كنّا أنا وديالا جالسين في المطبخ، وكانت تدخن، تكلمت عن رواية الأم بشغف، تكلمت عن أحداث الرواية، عن التدجين الذي وقع فيه بطل الرواية على يد الروائي مكسيم غوركي، انفصال البطل عن الواقع، العيش في السماء بعيدًا عن عقد الناس على الأرض وأمراضهم النفسية والعقلية.
شغل بطل الرواية بافل فلاسوف الشاغل، كان النضال من أجل قيم عليا، قيم سامية، قيم يوتوبية أو الجنة الموعودة في السماء كما ذكرتها بعض الأديان، أن يتحول الناس إلى نبلاء، ملائكة، يعيشون في الأحلام والمبادئ في ظل نكران الذات لمصلحة الجماعة.
ولا كره بينهم ولا حزن ولا حقد ولا استغلال أو خيانة.
بطل مثالي، في منتهى المثالية، حياته مسخرة من أجل الحزب والدولة والمجتمع، لا حب لديه لامرأة في حياته، ولا فراغ، لأن لديه حب أخر، حب الأخرين الذي ملأ قلبه وعقله
حياته سجن ونضال وتضيحة، وحياته فرح دائم لأن متطلبات الحياة اليومية لا تعنيه.
جاء إلى الحياة من أجل الأخرين.
ربما كان في ذهن مكسيم غوركي تجربة حياة المسيح، كما جاءنا عبر الأناجيل وحولها تحويلًا نوعيًا على مقاس البلاشفة.
عندما أردت ان أكمل بقية الرواية، صرخت ديالا في وجهي:
أنت بافل، أنت بافل. الأن عرفتك، قلت لها:
ـ أنا هو بافل.
ـ لكن بافل إنسان مشوه
ـ أعرف أن بافل إنسان مشوه، بيد أني أحبه واحترم تجربته. لقد عاش مع المثل على حساب الغايات والرغبات لهذا هو سعيد.
وكلما اختلفنا، كانت تنظر إلي بحزن وغضب شديدين:
ـ استيقظ يا بافل، يا غوركي، الحياة ليست في الكتب. الحياة في الحياة.
صحيح أن حياة بافل لم تكن على الأرض، كانت مثالية، بيد أنه عاش منسجمًا مع نفسه إلى اليوم.
الحياة على الأرض ثقيلة جدًا، لهذا فإن الحلم اللذيذ يجعل الحياة لذيذة، لأنها مشبعة بما يتناغم مع الداخل الحقيقي للإنسان الأول.
يتساءل البعض:
ـ أليس هناك من أشياء يجب نسيانها وشطبها إلى الأبد؟ يجيب:
ـ اعتقد أن الحياة هي التي تقرر، التجارب والنزاعات، قسوة الحياة. وهناك مثال يقول، أن الطبع يغلب التطبع، بمعنى، البناء النفسي العام، اللاشعور يفعل فعله في النفس.
كان الاجدر ببافل أن يعمل على إعادة قراءة نفسه والخروج من ثنائية الحق والباطل، ويدخل في حقل الصراع اليومي، وربما يحتاج إلى معالجة نفسه عبر قراءتها قراءة دقيقة، أو الذهاب إلى الطبيب النفسي.

يوسف بن يعقوب
أكثر ما يلفت الانتباه أو يثيره، الفوقية والاستعلاء الذي أصبح عليه يوسف بن يعقوب في البيت الفرعوني.
أصبح المرشد والاقتصادي والموجه والأذكى والأنبل في مصر.
وكأن مصر العظيمة، أم الدنيا كانت تنتظر واحد غريب يوجه سياستها الداخلية والخارجية.
وإن هذا الغريب، يوسف، استطاع أن يدخل في دقائق البيت الفرعوني ويسيطر على كل مفاصل الدولة بذكاءه الخارق ووسامته، فقط لأنه يهودي وبقية المصريين كانوا ينتظرون واحد نهفة من نهفات التاريخ ليعلمهم كيف يفكرون.
شو هذا الله الذي يميز جماعته، المؤمنين، عن غيرهم.
معقول يوجد هكذا الله؟
في الحقيقة كان من الواجب على النبي يوسف بن يعقوب، وابو يوسف، أن يشكروا المصريين لأنهم أخرجوه من البئر وهو بين الحياة والموت، حملوه معهم على دوابهم، وأكرموا وفادته، بعد أن انقذوه من أهله المجرمين.
وأدخلوه في قصر سيدهم، ليصبح من علياء القوم، بينما قومه وفي كتبهم، حقروا المصريين، ونالوا من سمعتهم، ثم حولوا يوسف الضعيف، إلى دون جوان، مشتهى من قبل نساء الفرعون، وحولوا مكان هذا الرجل النبيل، فرعون إلى ماخور أو مكان للبورنو.
أنظروا إلى الخصاء، إلى الذكورية المتعالية،والقضيب المنفاخ المهزوم، المملوء بالعقد للدونية.
يا عيب الشوم على هيك كتب دينية، سيكسية، تروج للتافه والرخيص، وتمارس تمييزية عنصرية رخيصة، واستعلاء المؤمن على منقذه المتحضر والمدني.
هناك شيء يشير إلى اختلال الفكرة، القمر انثوي، والشمس كما أراد اخناتون هي ترويج للذكورية، كنمط إنتاج قادم ومسيطر وتناقضي، وانقلابي.

في بيتنا
كان الصراع على أشده في البيت، بيتنا، الوالدة تقول أن المكان الصحيح لأبننا هو المصلحة النظيفة، حلاق أو خياط.
جربت أن أصبح خياطاً، ذهبت إلى محل خياطة من أقرباء أمي في رأس العين، كنت في عمر العاشرة، شعرت أنه مكان بارد لا حياة فيه ولا حركة، لم أفلح فيه فتركته.
والدي كان يريد مني أن أتعلم ميكانيك سيارات أو أن أصبح معلم كهرباء السيارات.
جربت هذه الأعمال، لكن المعلمين الأكبر سنًا في الورشات كانوا ينظرون إلينا، إلى الأطفال الصغار من أمثالي بازدراء وفوقية، كانوا يسخروننا في أعمال بعيدة عن تعلم المصلحة، مثلًا:
ـ اذهب إلى المقهى، أطلب لنا ثلاث كاسات شاي، أو أذهب إلى المطعم، وأجلب لنا ثلاث سندويشات فلافل، أذهب إلى محل بيع قطع غيار وأجلب لنا قلب دينمو، مارش، وهكذا.
هذه الأعمال كان أغلب الأطفال يشتغلون بها في فترة العطلة الصيفية.
لكن القلب وما يهوى، بالصدفة وقعت عيني على مجلة أسامة ورسومها، فعشقتها، ومضيت أبحث في المكتبات عن المزيد من الأعداد السابقة.
عندما أصبحت في الصف السابع أعطاني صديقي ملك يوسف رواية رواية، سقوط باريس، لإيليا إهرنبورغ، قرأت القليل منها، لم أفهم أي شيء.
في المدرسة، في ثانوية عربستان في القامشلي، تحدثت مع صديقي سمير عروب عن الرواية، عدم استيعابي لشخصيات الرواية وأحداثها، قال لي:
ـ لدي رواية اسمها البؤساء، تعال نتبادل الروايتين، أنت تأخذ البوساء وأنا أخذ سقوط باريس.
أتفقنا.
قرأت البوساء وسط الدموع والبكاء والقهر والحزن على كوزيت وجان فالجان، وبهذا البكاء افتتحت عالمي في الثقافة.
قرأت هذه الرواية الجميلة وأنا في عمر الثالثة عشرة، أي في العام 1971، ولم أعد إليها مرة أخرى بعد ذلك التاريخ.

التواطئ بين الأنا والذات
عندما نكون مع أنفسنا، نجالسها، نعقد صفقة معها كشكل من أشكال التواطئ، بل تواطئ كامل، نتفق معها دون عقد، الثقة متبادلة بين الأنا والنفس أو الذات، عقد مصالحة حقيقية، أن نؤمن لبعضنا كل المستلزمات اللأزمة لبقاء هذا الصندوق الذي نجلس فيه بآمان. لنبقى مرتاحين سعداء.
من أجل هذا الصندوق، البقاء في هذا الصندوق، المكان الذي ننام فيه، نأكل ونمارس الجنس، ونرتاح أو نفرح أو نرقص ونغني ونركض، نرجم الأخرين من أجله، نكذب، نقتل، ننافق أو نسطو.
ونلعب على ألف حبل وحبل من أجله في سرنا، نضع كل ثانية أو ساعة ودقيقة أكثر من قناع أو لون وشكل، هذا الصراع الداخلي، محاولة التطابق مع الصندوق، يقابله صراع شرس مع الخارج، سحق كل من يقف في طريقنا، وإخضاعه، حتى نحقق رغباتنا وجنوننا وهواجسنا المرضية.
الحياة مصيدة قذرة، من يدخلها، يدخل هذا المغطس المملوء بالقذارة، يدخل في المكان المعبأ بالتناقضات الفظيعة الذي يعيشها المرء يوميًا.
ونسحق أية زهرة برية أو وردة ملونة تقف عائق أمام طريق سيرينا، كلما كانت ألواننا الداخلية والخارجية أكثر بشاعة وبشعة.
الإنسان كائن لا يضبطه إلا الموت، وموته راحة وسعادة للطبيعة وكائناتها.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 36
- هواجس في الثقافة مقتطفات 35
- هواجس في الثقافة مقتطفات 34
- هواجس في الثقافة مقتطفات 33
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 32 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 31
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 30 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 29 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 28
- هواحس في الثقافة مقتطفات ــ 27 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 26
- هواجس ثقافية مقتطفات ــ 25 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 24
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 23 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 22
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 21 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 20
- هواجس في الثقافة مقتطفات 19
- هواجس في الثقافة مقتطفات 18
- هواجس في الثقافة مقتطفات 17


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 37