سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7868 - 2024 / 1 / 26 - 11:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طوال 45 عاما من الحکم القمعي الاستبدادي لنظام الملالي في طهران، حيث شاهد العالم أنواع وأشکال غريبة من المهاترات والرٶى السياسية لهذا النظام وشهد ممارسات فريدة من نوعها في التعامل مع الشعب الايراني عموما ومع المرأة خصوصا، من الصعب جدا القول بأن العالم بإمکانه تقبل هکذا نظام مشوه منقطع عن هذا العصر ليتعايش معه ولاسيما بعد أن صار واضحا وضوح الشمس في عز النهار بأنه بٶرة تصدير التطرف الديني والارهاب الى المنطقة والعالم ومن إنه لايمکن أن يستمر من دون إثارة الحروب وتأجيج نار الفتن.
إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي قام بها الشعب الايراني ضد هذا النظام والتي شارکت بها وبصورة فعالة بإعتراف قادة النظام ومسٶوليه منظمة مجاهدي خلق، جاءت لتٶکد بأن الشعب الايراني وقبل العالم کله رفض ويرفض هذا النظام الدکتاتوري القمعي اللاانساني رفضا قاطعا وإنه عندما أعلن موقفه منه في الانتفاضة السابقة في الانتفاضتين السابقتين في أواخر عامي 2017 و2019، حيث طالب بإسقاطه فإنه کرر الموقف نفسه في الانتفاضة الاخيرة التي لم يتمکن النظام من السيطرة على آثارها تداعياتها بما يثبت إن الشعب الايراني مستمر في مواجهته ضد النظام ومصر أکثر من أي وقت آخر على إسقاطه مهما غلت التضحيات.
الفترة التي أعقبت إنتفاضة سبتمبر2022، وماأعقبتها وتعقبها من رفض وکراهيـ مستمرة للنظام وتجسدت وتتجسد في إحتجاجات غاضبة متواصلة متزامنة مع نشاطات الخلايا التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران، تأکدت حقيقة مهمة للمتابعين للشأن الايراني، وتتعلق بحجم ومستوى الدور الذي إضطلعت وتضطلع به منظمة مجاهدي خلق على صعيد الاوضاع في إيران، خصوصا حيث الدور والنشاطات التي تقوم بها خلايا وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة من أجل إبقاء روح الرفض والتصدي والمقاومة ضد النظام متقدا، وإن الاوضاع الحالية والتي يصفها النظام نفسه بأنها نار تحت الرماد، فإن رعب النظام الاکبر من الدور الذي تقوم به التنظيمات والتشکيلات الداخلية لمجاهدي خلق والمقاومة الايرانية من أجل تهيأة أفضل الاجواء وأکثرها ملائمة في سبيل إسقاط النظام الايراني.
کما إن الانتفاضات التي سبقت إنتفاضة سبتمبر2022، کانت بمثابة إعلان عن سقوط جدار الخوف والرعب الذي بناه النظام طوال 45 عاما، فإن الاوضاع الحالية في إيران تٶکد هذه الحقيقة مرة أخرى وتثبت إستحالة أن يستمر هذا النظام الديکتاتوري عن طريق سياسة الحديد والنار وأن يبقى الشعب خاضعا له الى حيث مايشاء، وإن حالة الرعب وعدم الاستقرار التي يعيشها ويواجهها هذا النظام حاليا، تٶکد بأن الانتفاضة الاخيرة قد حققت هدفها من حيث إن النظام بکل أرکانه ليس إلا مجرد جرذ مذعور أمام إرادة الشعب إذا ماقرر حسم الامور وطي صفحة الظلام الدامس للطغمة الدينية الحاکمة في إيران والى الابد، ومن دون شك فإن النظام يعي جيدا بأن أيامه القادمة ستکون أياما عصيبة لايمکن له أن يخرج منها سالما.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟