أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - الأوربيون ينخرطون في حملة الرياء الأمريكية














المزيد.....

الأوربيون ينخرطون في حملة الرياء الأمريكية


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7868 - 2024 / 1 / 26 - 07:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


أنقسام العالم على مستوى الشعوب إلى شمال وجنوب، الذي بدأت بوادره مع حرب الوكالة التي خلقها الغرب في أوكرانيا ضد روسيا، والذي تعمق وأصبح واضحا وصريحا، وأرتقى في كثير من الحالات من المستوى الشعبي إلى المستوى الرسمي، وتجلى في عزلة الشمال العالمي عن المجتمع الدولي في الموقف من الحرب الصهيوـ غربية على الشعب الفلسطيني، والذي تجلى في أعتراض بلدان الشمال على قرارات الجمعية للأمم المتحدة الداعية الى وقف الأبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وفي الفيتو الأمريكي على القرارات المماثلة التي طرحت في مجلس الأمن، والدعم الشعبي والرسمي الواسع في الجنوب العالمي لمأثرة جنوب أفريقيا، في مقاضاة الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية، عن جرائم الإبادة والتطهير الأثني، كل ذلك حمل زعيمة الشمال العالمي، الولايات المتحدة الأمريكية، على بدء حملة علاقات عامة لتحقيق هدفين.

أول أهداف حملة العلاقات العامة الأمريكية، دفع أحتمال إدراج الغرب الجماعي في المشاركة الفعلية بجرائم الأبادة الجماعية، أو التواطؤ مع الصهاينة في تسهيل إرتكابها، أما ثاني الأهداف فهو كسب الوقت الذي يتيح لإسرائيل أتمام أكبر قدر من أهداف طاحونة الموت التي تديرها لأطفال وشعب فلسطين، من خلال الدعوة الخجولة الى وقف القتال، دون أي إجراء جدي، هو في مقدور الغرب بكل تأكيد، لشل يد الصهاينة عن مواصل الجريمة، وكذلك من خلال الحديث الفضفاض، عن حلول سياسية وفق ما يوصف بحل الدولتين.

رسميا لم تصدر عن الأدارة الأمريكية حتى الآن، أية دعوة الى وقف كامل وفوري لأطلاق النار في غزة. لكن بلينكين، والرئيس الخرف بايدن الذي يلتزم بتوجهات بلينكين وسوليفان، صارا يتحدثان عن حل الدولتين. وهما في هذا يريدان، بالإضافة الى الأهداف المشار اليها سابقا، تمهيد الطريق لآل سعود الذين يحكمون نجد والحجاز، للمضي قدما في عملية نقل التحالف السعودي ـ الأسرائيلي من السر إلى العلن، تحت لافتة التطبيع. كما يريدان من خلال ذلك إبقاء ملفات التسوية في الشرق الأوسط تحت إدارة وقرار البيت الأبيض.

على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وجدت النخب الأوربية المتنفذة التي تحكم أوربا الغربية، في حملة العلاقات العامة الأمريكية، فرصة لتقليص الهوة بينها وبين قطاعات مهمة من شعوبها، هالها افتضاح النفاق الذي تمارسه تلك النخب من قضايا طالما زعمت أنها تشكل أساسها الأخلاقي، قضايا كحقوق الأنسان، والقانون الدولي التي ضحت بها تلك النخب على مذبح الأنحياز لجرائم أسرائيل ضد الأنسانية، وحقوق الأنسان والقانون الدولي، بل والتواطؤ مع الصهاينة في ذلك، والمشاركة في تلك الجرائم، عبر الدعم متعدد الأوجه لأسرائيل بما يمكنها من مواصلة الجريمة والأفلات من العقاب.

وهكذا رأينا البرلمان الأوربي الذي طالما أحتقر احتجاجات الأوساط الأوربية المحبة للسلام، ولم يلتفت إلى مطالبتها المستمرة لوقف المجزرة، رأيناه يسارع إلى أغتنام فرصة حملة العلاقات العامة الأمريكية ويطلق دعوة الى وقف لأطلاق النار، وطبعا دون أي تهديد بأية عواقب لعدم الأستجابة الأسرائيلية لدعوته.
وزودت حملة العلاقات الأمريكية منسق الشؤون الخارجية للأتحاد الأوربي بجرعة من الشجاعة، مكنته من الحديث عن أمكانية فرض حل الدولتين من الخارج! حتى وزير خارجية السويد الذي تماهت حكومته مع إسرائيل حد أن قال رئيسها في زلة لسان أن من حق إسرائيل ارتكاب أبادة جماعية، حتى ذلك الوزير توبياس بيلستروم تحدث عن الكلفة الباهضة التي يدفعها المدنيون الفلسطينيون، ووافق الوزير السويدي على وقف إطلاق النار، وأيضا دون التهديد بقطع الدعم السويدي لأسرائيل في حال عدم ألتزامها به. ووجد أن بمقدوره أيضا أنتقاد نتنياهو، لرفضه حل الدولتين.

مطلقوا حملة العلاقات العامة الأمريكية وأتباعهم من نخب أوربا يستهدفون التلاعب بالرأي العام الدولي والأمريكي والأوربي، بزعم عدم تطابقهم مع الصهاينة وسعيهم الى الحد من مآسي الشعب الفلسطيني التي أرقت الضمير الأنساني، وفي ذات الوقت الأمتناع عن أي مسعى جاد لحمل إسرائيل على الأستجابة لما يروج له في تلك الحملة. فوقف أطلاق النار لن يتحقق، دون قرار من مجلس الأمن الدولي يستند الى الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، يهدد الكيان الصهيوني بالعقوبات في حال عدم الأمتثال. ودون ذلك سيبقى الحديث عن وقف إطلاق النار، مجرد "مناشدات" مرائية، تبرئ الذمة من المسؤولية وتتيح للمجرم مواصلة جريمته.

ذات الأمر ينطبق على الحديث المنافق عن حل الدولتين، فهذا الحديث أستخدم منذ أتفاق أوسلو عام 1993، وعبر مماطلات ماراثونية، غطاءا للتوسع في بناء المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة وتهويدها، وتخريب أية أمكانية لجعلها جزءا من الدولة الفلسطينية المفترضة. ويراد الآن عبر حملة العلاقات العامة الأمريكية، تكرار هذه العملية لثلاثين عاما مقبلة، لترسيخ المستوطنات الصهيونية القائمة وتوسيعها، وبناء المزيد منها، وأستكمال عملية تهويد الضفة المحتلة، التي يطلق عليها الأسرائيليون الأسم الصهيوني "يهودا والسامرة". وفي ذات الوقت تسويق هذه المهمة الأجرامية، في القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني، بأنها موقف أمريكي ــ غربي بناء، لأنصاف الفلسطينيين، وشكل من أشكال الضغط على نتنياهو وأسرائيل، لنفي تهمة التواطؤ معها، بل ومشاركتها في جرائم الإبادة الجماعية والتطهير الإثني.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالنتائج المتوقعة من مأثرة جنوب أفريقيا؟
- تطورات دراماتيكية في السويد
- الأمر لا يتعلق بالنخب الصهيونية بل بتشوه الوعي الجمعي الإسرا ...
- -التقية- النازية الصهيونية تفصح عن حقيقتها
- الفلسطينيون ليسوا بشرا مثلنا!
- تكتيك تقزيم الخصوم وتعظيم الذات
- هل ثمة تحول حقيقي في الوعي الغربي لقضية فلسطين؟
- قواعد النظام العالمي كما كشفها طوفان فلسطين
- هجمة صهيونية مضادة على وعي الرأي العام الأوربي
- مهنية الإعلام الغربي حين يتعلق الأمر بإسرائيل
- لا سبيل لتبرير جرائم الحرب
- إعتذار
- معركة خارج الحسابات العادية
- (( جريمة )) الأحتفاء بالحرية والجمال
- (( ثاني أقوى جيش في أوكرانيا ))
- ثقافة التأسلم وأنتعاش الميول النازية في أوربا
- حكم الشيوخ
- نبتهج أم نقلق من الأضطرابات في إيران؟
- نخب الغرب وخيانة المبادئ الانسانية
- المشهد العراقي .. صراع التحاصص


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - الأوربيون ينخرطون في حملة الرياء الأمريكية