صفاء علي حميد
الحوار المتمدن-العدد: 7868 - 2024 / 1 / 26 - 01:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بكل بساطة وسهولة وهدوء يقول هذا السيد الجليل او ذلك الشيخ الخبير والمعمم النحرير ما نصه " ( نطالب أبناء الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته إلى التوحد ) " !!! ...
سادتنا مشايخنا الكرام يتوحدون على ماذا ومن أجل ماذا ؟؟؟
وكيف لهم أن يخالفوا فطرتهم التي فطرهم الله عليها ؟؟؟
السؤال هل طبيعة الإنسان بصورة عامة مجبله على التوحد أو التفرق والانكفاء على الذات بما فيها النفس والانتماء القبلي والوثني ؟؟؟
بكل تأكيد التاريخ البشري الطويل يخبرنا بصدق الثاني إذ لم نرى على طول الخط تعايشاً دام لفترات طويلة إلا في السنوات الاخيرة وهذا ما حصل في الغرب وإلى الان يعانون من نزعات عنف بعضها ديني والاخر عنصري لم يستطع الانسان إلى الان أن يتخلى عنها حتى في العوالم الغربية !!!
فكيف بك في عوالم ما قبل عصور الجاهلية أنها الأوطان العربية الشرق اوسطية ناهيك عن العراق الذي ان تحدثنا عنه في هذا المجال يصل عدم التوحد بين طوائف ومكونات الشعب حتى للأكل والملبس وباقي اجزاء الحياة العامة ...
سبب هذه الطروحات الداعية إلى الوحدة بين الطوائف والمذاهب والمكونات هو خوف اصحابها من المشروع الصهيو امريكي على حد تعبيرهم !!!
لا يعلمون أن كان هناك فعلا مشروعا من هذا القبيل فعلاجه يتم ليس من خلال دمج المكونات بل فصلها ...
عندما تفصل بين متناحرين فانك تعطي لكل واحد منهم وقتا ومساحة من أجل التفكير والتعقل والاعتماد على النفس ...
فالصحيح هو ان بقاء هذه المكونات في وطن واحد ما هو الا مخططا خارجيا وما التوحد إلا مفتاحاً لتسلط اصحاب تلك المخططات على هذه المكونات ...
النفس الاستعلائية والمصالح الذاتية لا يمكن للمرء ان يتخلى عنهما وخصوصاً ان تعلقت بثروات هائلة من جهة واستغلال طرف دون اخر من جهة أخرى ...
نرجو من هؤلاء الخطباء وغيرهم من مثقفين وكتاب وجميع المهتمين بالشأن العراقي ان يلتفتوا إلى هذا الامر وينظروا إليه بتعقل بعيدا عن الشعارات الرنانه والمثاليات غير الواقعية ...
حفظ الله الجميع من كل مكروا وابعد شرور الناس بعضهم عن بعض أنه ارحم الراحمين .
#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟