أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - مصر التي تفاجئك..














المزيد.....


مصر التي تفاجئك..


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 7867 - 2024 / 1 / 25 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصر التي نعرفها تصبر، قد تصبر طويلا، وربما يطول صبرها الى ان يدفعك الى ما يشبه الاحباط أحيانا، لكنها، وفي عز صبرها الطويل تفاجئك.. فتنهار فجأة كل تلك الجدران التي طالما أرهقتك.
قبل بضعة أيام، وفي حديث مع صديق من مصر تساءل عن حال لبنان والتشرذم الذي يصيب قواه الحية، كيف ذلك ولبنان بلد الاشعاع في المنطقة كلها؟ أجبت: الاشعاع ما لم ينطلق من مصر فلن يتعمم ولن يستدام.
تاريخيا، رواد النهضة من أبناء وبنات سورية ولبنان هاجروا الى مصر حيث أدوا أدوارا ريادية في مختلف المجالات.. وهذا يدل على رحابة وسعة وانفتاح واحتضان، وعلى بيئة خصبة ثرية ملهمة لا يختصرها حاكم ولا يحدها مستعمر ولا يقدر على تعقيمها جهاز مخابرات.
حتى العزف المنفرد حين ينطلق من مصر له وقعه الكبير الذي يلهم العرب قاطبة ويرفع لديهم مستوى الأمل والاقبال على المستقبل مهما بلغوا من سوء أوضاعهم وارتبكت بالشجون والأزمات وحتى المآسي العظام أحوالهم. فمن سليمان خاطر الى محمد صلاح كان يتجدد الوعد وينهمر الغيث على أمة تكاد تجف أوصالها.
وعلى مسافة أيام قليلة من 25 يناير تتردد هتافات الثورة من على مسافة صفر من ميدان التحرير. على أدراج نقابة الصحافة حضرت الثورة بلحمها ودمها وأهازيجها. حضور ترددت أصداؤه في كل مِصر وفي كل مَصر..
وإن كانت شروط كثيرة تهيء لانتفاضة الشعب المصري قد نضجت، فربما علينا أن نتحمل مزيدا من الصبر كي تتفتح زهورها على ضفاف النيل، النيل الذي لم يسلم من أذى نظام عبد الفتاح السيسي صاحب العاصمة الجديدة التي أرهقت الاقتصاد المصري في وقت يعاني الملايين من أزمة سكن قاتلة، وصاحب تفريعة قناة السويس التي يحاصرها اليوم تحالف "حماية الازدهار" بأساطيله ومدمراته.
وإذا كانت هذه المرحلة قد شهدت على مواقف هذا النظام التي لا تقل في تمظهرها وفي نتائجها عن تواطؤ مهين في جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال
الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فإن هذه ليست الجريمة الوحيدة التي ارتكبها نظام السيسي على مستوى التبعية المذلة في العلاقات الخارجية وارتكاباته المهينة من ليبيا الى اليمن الى السودان.. وصولا الى فلسطين وخصوصا غزة. هذه الجرائم وفي طليعتها إحكام الحصار على قطاع غزة في عز حاجة أبنائها الى فتح معبر رفح أمام المساعدات دخولا والمصابين خروجا للعلاج، مثلت إهانة لا يمكن لمصر التي صبرت على الإفقار ونهب الموارد واستشراء البطالة وضنك العيش الذي تسببت به مافيات الاحتكار وانهيار سعر صرف الجنيه، لا يمكن لمصر أن تتقبلها أو ترضى أن توصم بها. فمصر التي قاومت بصمت اتفاقيات كامب دايفد ورفضت التطبيع مع الاحتلال الصهيوني رغم تطبيع النظام معه منذ خمسين سنة، لا يمكن أن ترى نفسها في تواطؤ معه في جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق شعب أكثر من لصيق وأقرب من شقيق.
وحيث يتراجع المؤشر الاقتصادي والائتماني لمصر باضطراد، ويتابع سعر صرف الجنيه المصري انهياره فترتفع اسعار الحاجيات اليومية للمواطنين، ويتزايد بالتوازي مع ذلك إقفال المؤسسات الانتاجية كإقفال مصنع للسكر في الأيام الماضية وتشريد عماله لتتكالب على المصريين مافيات الاحتكار المرتبطة بالنظام والتي تحرك خطواته من خلف، يتأكد كل يوم ليس فشل النظام على المستويين الاقتصادي والاجتماعي والمستوى الوطني والعلاقات الخارجية، بل جرائمه في ذلك لأن الفشل قد يكون غير متعمد، لكن ذلك كله يأتي في إطار سياسات ومنهجية حكم واستراتيجية مقصودة مترافقة مع هذا الكم من القمع والمنع والتوقيف والاخفاء القسري للناشطين على أيدي أجهزة أمنية فُصّلت على مقاس نسف كل مكتسبات 25 يناير والتخلص من تبعاتها وطيها في غياهب النسيان، والدفع باتجاه التحريض المتواصل وتعمد تشويه صورة الناشطين الحقوقيين والاعلاميين عبر أدوات اعلامية ملحقة وظفت بالتحديد ضد حرية الرأي والكلمة.
واليوم، تختلط المشاعر وتتداخل الصور بين ذكريات ثورة 25 يناير وبين ما نعيشه اليوم، بين هتافات ميدان التحرير وهتافات أدراج نقابة الصحافة، بين إصرار الثوار على تنحية حسني مبارك وبين توحد الشعب المصري خلف هتاف: "افتحوا المعبر!"
ونبقى في انتظار المفاجأة يا مصر..



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق النقض الفسطيني ولعبة المحاور
- من بيروت الى درنة.. عندما تكون الكارثة بعشرات أمثالها
- في ضرورة الحزب الثوري
- بين تقيتين الطائفية تنتصر
- الطبل في بكين والرقص في تبنين!
- حدثان بين عامي ٢٠٢٢ و٢٠& ...
- مظاهرة برلين: ضرورة الظهير الخارجي للانتفاضة
- لبنان: المعارضة الطائفية وترسيم الترسيم
- الانتفاضة الإيرانية والنظام العالمي
- فؤاد النمري ارقد بسلام
- سرٌِيَ التٌوأم
- كيف لنا أن نتابع ما بدأه سلامة كيلة؟
- مداخلتي الرئيسية للقاء الحواري الأول لتجمع مصير
- ماذا لو أهمل بايدن كل تلك الأوراق؟
- عقد على الانتفاضات الشعبية المفتوحة
- شهران على تفجير مرفأ بيروت من يحاسب من؟
- سلامة كيلة، سنتان على غيابه
- مبادرة أم صفقة؟
- كان يعلم
- هل افتدت المدن السورية بيروت؟


المزيد.....




- -رمز الرومانسية-..هذه المدينة اليابانية المغطاة بالثلوج تعان ...
- كيف ترى الصحافة السعودية مستقبل العلاقات بين الرياض ودمشق؟
- روبيو: السلفادور توافق على استقبال المرحلين والمجرمين الأمري ...
- السفير الروسي: علاقاتنا مع مصر تتطور بثقة ونجاح وانضمامها إل ...
- أول ظهور علني لزوجة أحمد الشرع في السعودية (فيديو)
- تحليل لـCNN: هل الصين مستعدة لحرب تجارية ضد أمريكا بعد فرض ت ...
- المتمردون يعلنون وقف إطلاق النار في الكونغو الديمقراطية -لأس ...
- الولايات المتحدة تطالب بانتخابات في أوكرانيا
- من سيحصل على القارة القطبية الجنوبية
- سحب القوات الأمريكية من سورية يطلق أيدي تركيا وإسرائيل


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - مصر التي تفاجئك..