أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - الفلسطيني في كتاب -مذكرات حمار وطني- خالد الحسن -أبو السعيد-















المزيد.....

الفلسطيني في كتاب -مذكرات حمار وطني- خالد الحسن -أبو السعيد-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7866 - 2024 / 1 / 24 - 00:44
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الفلسطيني في كتاب
"مذكرات حمار وطني"
خالد الحسن "أبو السعيد"
لا يمكن أن نحاكم حركة/شخص/دولة/جماعة دون أخذ الظروف التي مرت بها، في الآونة الأخيرة وجدنا مجموعة كتب صدرت تتحدث عن (خيانة) حركة فتح للشعب وللقضية الفلسطينية، وإن من أهداف تشكيلها إنهاء القضية الفلسطينية، حتى أن هناك فيديوهات ولقاءات مع شخصيات قيادية عربية "عبد اللطيف عربيات" تحدث عن الهدف من إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية كان إنهاء القضية الفلسطينية بأيدي فلسطينية.
من هنا كان لا بد من التقدم من الأحداث التي تعرضت لها قيادة الثورة الفلسطينية خاصة بعد معركة بيروت، وكيف تعاملت الأنظمة العربية مع قيادة المنظمة.
الشعب الفلسطيني يمكن أن يكون أكثر الشعوب العربية التي تعرضت للظلم/للقهر/للاضطهاد ليس من قبل الاحتلال فحسب بل من قبل العرب أيضا، فقد كان (ملطة) للكل الأنظمة العربية، وكان عليه أن يقدم "خده الأيسر لمن لطمه على الأيمن" وكان مطلوبا منه أن يمدح/يعظم/يحب ضاربه/مضطهده/ظالمه مما جعله مسيح هذا العصر.
في هذا الكتاب يستخدم الكاتب حوارا مع حمار كما استخدم توفيق الحكيم الحمار ليحاوره فيما يريد طرحه، فحمار "خالد الحسن" يمتلك الإحساس ويتحدث بحرية ودون خوف، فليس هناك من نظام عربي يحاسب (الحمير) على قولها، وهذا ما جعله ينتقد مواقف "وليد جنبلاط" المتناقضة من الوجود الأمريكي والإسرائيلي في لبنان عام 1982 وما بعده، والموقف السوري من الانشقاق الذي قاده "أبو موسى، قدري، أبو خالد العملة" بعد عام 1982 والذي عرف بحرب المخيمات، فالكاتب من خلال الحمار يبين حجم الظلم الذي وقع على الفلسطيني وعلى قيادة الثورة الفلسطينية، فقد كانت تلك المواقف والأفعال بمجملها خدمة للاحتلال ولأعوانه، أكثر منها خدمة للثورة وللشعب الفلسطيني الذي كان مطلوبا منه أن يوزع ولاءاته على كل الأنظمة ويلبي طلباتها ليكون مرضي عنه ومقبولا عندها.
يدخلنا الكاتب إلى حقائق تؤكد مسيحية الأخلاق الفلسطينية والتي تتمثل في: "في عام 1976 ـ لم تدخل القوات السورية المخيمات الفلسطينية بالرغم من حالة القتال المؤلمة التي كانت قائمة بين القوات السورية والفلسطينية، أصدر المرحوم سعد صايل (أبو الوليد) أوامره بتأمين ما تحتاجه القوات السورية المحاصرة من تموين وخلافه، وقال يومها: "إن المحافظة على كرامة الجندي السوري واجب وطني وثوري، فالجندي ينفذ الأوامر الصادر له، هؤلاء الجنود قاتلوا في الجولان، وسيقاتلون غدا وبجانبهم المقاتل الفلسطيني.
في الحرب اللبنانية الأخيرة ـ حرب الغزو الصهيوني ـ نقلت سيارات فتح حوالي 950 جريحا سوريا من البقاع إلى دمشق منقذة بذلك حياة غالبتهم.
أبو عمار يردد على مدار الساعة بتجنب أي مواجهة مع سوريا أو أي مواجهة مع قوات أبو خالد العملة وشركاه" ص20، وهذا ما يؤكد مسيحية سلوك ونهج وتفكير قيادة الثورة الفلسطينية، فهي أكرمت وأحبت وخدمت مضطهديها كما أمر وفعل جدهم المسيح مع ظالميه ومضطهده وقاتليه.
هذه الحقيقة تتبعها حقيقة أخرى تتمثل بحالة الظلم التي مورست وتمارس على الفلسطيني: "فلماذا يحارب الفلسطيني في السفر والإقامة والصحة والتعليم وحتى في رزقه اليومي في كثير من البلدان" ص22، رغم مرور أكثر من أربعين عاما على كتابة هذه المذكرات إلا أن الفلسطيني ما زال يتعرض لهذه المضايقات وكأنها كتبت اليوم.
بعدها يأخذنا إلى مواقف وليد جنبلاط المتناقضة والتي تتمثل في: "فقد صرح انه ليس يساريا.. وإنه سيطرد الفلسطينيين المقاتلين (معه) من جبل الشوف خلال اسبوع لأنهم جاءوا متسترين باسم الأحزاب اليسارية.
جنود دروز من الجيش الإسرائيلي يقاتلون في صفوف دروز جبل الشوف." ص34، ولم تتوقف تناقضات "وليد جنبلاط" عند هذا الأمر بل تعادها إلى مهاجمة القوات الأمريكية في لبنان مما يجعل موقفه محير لكل عاقل.
أما عن الانشقاق ومطالب المنشقين التعجيزية: "أولا: لجنة قيادية بالمناصفة بينهم وبين قيادة فتح.
ثانيا: مجلس ثوري بالمناصفة أيضا.
ثالثا: الإعداد لمؤتمر للحركة بالمناصفة أيضا.
رابعا: حتى يتم ذلك تعطيل مؤسسات الحركة الشرعية من خلال قيام اللجنة القيادية المقترحة بتسيير كل شؤون الحركة حتى ينعقد المؤتمر.
رفضت قيادة فتح هذه الطلبات جملة وتفصيلا وعرضت حوارا ديمقراطيا ورفض طلبها.
ضحك حمارنا قليلا وقال: عندما سئل أبو صالح عن سبب رفضه اللقاء مع اللجنة المركزية قال: أنتم لا تعرفون قيادة فتح إذا اجتمعت فسأخجل وسيقنونني، فقال له محمود درويش: كان عليكم إذن أن تختاروا خصما جاهزا قابلا للهزيمة" ص67، بهذا الموقف يكشف الحمار طبيعية المنشقين وكيف أنهم مجرد أداة بأيادي خارجية عملت على إحداث الانشقاق في قيادة المنظمة للسيطرة عليها وجعلها مطية لهم: "بدأ المنشقون أعمالا عسكرية ضد إخوتهم ممن رفضوا الانضمام إليهم في البقاع.
ـ كيف يفعلون ذلك وهم قلة؟
قال حمارنا: اسأل من يحميهم أولا إذا كان بمقدور القوات السورية منعهم من ذلك، واسأل أحمد جبريل وصالح الدروقي ضابط المخابرات الليبي حيث انضمت إلى المنشقين قوات جبريل وثمانمائة جندي وضابط ليبي ثم مائة واثنان وثلاثون عنصرا من جماعة "أبو نضال" ص67، هذه حقيقة التدخلات العربية في الثورة الفلسطينية، حيث عملت جاهدة على ضربها والسيطرة عليها والهيمنة بكل الطرق الصحيحة وغير الصحيحة.
وعندما نشبت حرب المخيمات، كانت هناك عناصر وطنية، شريفة من الجيش السوري ومن المنشقين، عملت على تنفيذ الأوامر الصادرة لها شكليا، لكنها في الحقيقة تنفيذ بلا فاعلية: "العديد من الضباط والجنود كانوا يتسللون إلى المخيمين وإلى مدينة طرابلس، حيث يقدمون لقيادة عرفات مخططات الهجوم القادم وتوقيته، وإن القذائف لم تكن تصوب بدقة إلى أهدافها عن عمد، وإن بعض الصواريخ كانت تطلق بدون صواعق حتى لا تنفجر لأن هؤلاء الجنود والضباط كانوا يتمزقون ألما لما يجري رغما عنهم" ص120، وكأن الكاتب في هذا المقطع يؤكد ما جاء في الآية القرآنية "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" فما قدمته الثورة الفلسطينية للمقاتلين السوريين أتى ثمره/نتيجته في حرب طرابلس والمخيمات.
هذه الأحداث تؤكد أن الثورة الفلسطينية تعرض للعديد من المؤامرات العربية، فلم تتوانى تلك الأنظمة عن ممارسة الضغط على الثورة بكل الطرق والسبل، وهذا اسهم بطريقة أو بأخرى إلى إضعافها ومن ثم جرها إلى مؤتمر مدريد بعد أن أنهت وقضت على أقوى جيش عربي، الجيش العراقي، مما جعل الثورة بلا سند أو قوة تعتمد عليها، وكل ما حدث بعد مؤتمر مدريد هو نتيجة لما سبقه من ضغوطات وممارسات على الثورة.
طبعا، هذا ليس تبريرا لما أقدمت عليه قيادة المنظمة في أوسلو، لكنه شرح وتوضيح ورد على من يدعي أن المنظمة والثورة الفلسطينية وجدت لتصفية القضية الفلسطينية، وأن قاداتها كانوا خونة وعملاء منذ أن تأسست منظمة التحرير الفلسطينية.
الكتاب من منشورات دار الكرمل ، صامد، الطبعة الرابعة 1986.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب والبطل في رواية -امرأة تجهل أنها امرأة- حنا مينه
- الكتابة والحرب في كتاب -مساحة شخصية، من يوميات الحروب على فل ...
- الحدث الساخن في رواية -تراتيل في سفر روزانا- نزهة الرملاوي
- تاريخ مصر في -أمام العرش- نجيب محفوظ
- المحرمات الثلاث في رواية -باب الدروازة- علي لفتة سعيد
- السرد وطريقة تقديم الأحداث في رواية -الآن في العراء- حسام ال ...
- المكان و في ديوان -رأيت يافا مرتين- سامي عوض الله (البيجالي)
- رواية قلوب متحجرة أحمد الصمادي
- الهموم الوطنية في ديوان -فعله صغيرهم هذا، عنان- صلاح أبو لاو ...
- القائد والحرب في رواية -الرفاعي- جمال الغيطاني
- ثيمات الاعتقال السياسي في الرواية العربية بقلم فراس حج محمد
- الأسرى وأدبهم في كتاب -تصدع الجدران- للكاتب فراس حج محمد
- ألم الهجرة في ديوان -بكيتُ العراق- ساجدة الموسوي
- الكثير/التعظيم والقليل في قصيدة بوح- عبد النصر صالح
- رحلة الزيت إلى الأردن
- الأصوات في قصيدة -أختهم- مأمون حسن السعد
- الشاعر والوطن في قصيدة -قمر الجليل- منذر يحيى عيسى
- الغربة والاغتراب في -أغنيات لنهار آخر- يونس عطاري
- الأفكار في رواية -لست وحدك- يوسف السباعي
- البشر وتداخلاتهم في رواية -لست وحدك- يوسف السباعي


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - الفلسطيني في كتاب -مذكرات حمار وطني- خالد الحسن -أبو السعيد-