|
العراق ومخطط الدمار البيئي الممنهج
عبد الكريم حسن سلومي
الحوار المتمدن-العدد: 7865 - 2024 / 1 / 23 - 16:16
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
الازمات والحروب التي مرت على العراق وسرقت من شعبها اجمل سنين عمره لازالت تلاحق العراق بلا توقف فأزمة بعدها ازمه وحرب جرت لحرب وحصار ظالم دمر البلاد وانهى البنى التحتية ومزق الامة العراقية بالكامل وافسد الاخلاق واضاع القيم وحطم البيئة الاجتماعية ثم انتهت بالاحتلال عام 2003 ولليوم فعمت الفوضى ولتغيب الاخلاق والمبادئ كليا عن المجتمع العراقي فانتشر الفساد الاخلاقي والقتل والدمار كانتشار النار بالحطب وخلفت المآسي وانتهت مؤسسات حكومية بالكامل كان لها دور كبير بحماية البلاد وبناءه واخترقت الحدود ليسرح بها كل من هب ودب وجواسيس كل دول العالم ليعبثوا بأمن البلاد ودخلت للبلاد امور شجعت على التفسخ الاخلاقي والتفكك الاجتماعي وفتحت ابواب لنهب ثروات البلاد والشعب وكأن ما حصل للبلاد بأن المحتل نشر فايروس الفساد بكل ربوعه وادخل به الجماعات الارهابية التي صنعها المحتل لتنفيذ مخططه المعد من عقود لتزيد من الازمات ويدخل العراق بجحيم مستعر لم يكن يعرفه العراق حتى بزمن الغزو المغولي والتتري وكل ذلك ادى لنواتج سلبيه كثيره فدخل العراق بأزمة مياه وانتشر التصحر بأراضيه وضاعت اراضي السهل الرسوبي الخصبة واصبح واضحا ان هنالك مخطط واضح لتدمير البلاد بصورة كلية وسرقة ثرواته الطبيعية واصبح المنهج المتبع بإدارة البلاد من قبل الحكومات و التي شكل اغلبها برعاية الاحتلال ولازالت تتحكم بمقدرات البلاد هو انهاء الحياة كليا بهذه البلاد لقد بدأت ازمة المياه تظهر بصورة كبيره بعد الاحتلال وفقد العراق لا كثر من ثلثي حصته المائية المكتسبة تاريخيا والتي تدخله من خارج الحدود وانتشرت ظاهرة التصحر بصورة كبيرة ومخيفة وتكررت العواصف الرملية والترابية بأغلب ايام السنه وتوقفت الزراعة لديه بنسبة كبيرة واضطر اصحاب القرار الذين يتولون ادارة بعض المؤسسات المهمة بسقي اراضي السهل الرسوبي الخصبة والمعطاءة بمياه مالحة من خزان الثرثار الذي كان قد انشأ اصلا ليكون مكب فيضاني لقد انتشر الجفاف بكل اراضي البلاد وتكررت بصورة مخيفة سنوات العطش وقلت الخدمات وكانت ولازالت ازمة المياه تعتبر بنظر المختصين الحقيقين والعلماء بانها اخطر ازمة تواجهها البلاد ولكن مما يؤسف له ان اغلب الحكومات لم تعر اي اهتمام لهذه الازمة بل راحت تلهي الشعب بأعلام اغلبه غير حقيقي وبأمور لاتسمن ولا تنفع ولا تبني بلاد ان ازمة المياه ستكون مستقبلا اشد ايلاما وخطورة من كل الحروب وحتى من الاحتلال لا نها خلقت ازمة بيئية خطيرة وكارثية نشرت الامراض الصحية والاجتماعية التي من الصعب معالجتها مستقبلا بل بدأت نواتجها بالظهر بحصاد ارواح المئات يوميا من ابناء الشعب بالموت *لازال الاعلام مقصر بصورة كبيرة بعدم كشفه حقيقة ازمة المياه واسبابها والتلوث البيئي بسبب كونه اصبح اعلام مسيس ومبرمج على التظليل وتحسين صورة مؤسسات حكومية اثبت الواقع فشل اداراتها ولازال الاعلام لا يعكس صورة حقيقة لازمة المياه والبيئة فها نحن نرى يوميا بعض موظفي الدولة من مؤسساتها الحكومية التي لها علاقة بإدارة المياه والبيئة ليخرج علينا اعلاميا ويجعل لنا من الدنيا وحال البلاد وكأننا بربيع ويطرح علينا حلوله السحرية التي يراها كل مختص حقيقي وشريف بانها صورة بعيدة كل البعد عن الواقع والحقيقة وان ما يقوله ما هو الا اكاذيب لتجميل صورة مؤسسته *ان ازمة المياه واثرها على البيئة تعتبر من اكبر الازمات واشدها قسوة على الشعب حاضرا ومستقبلا ومع هذا لازالت الحكومات ومؤسساتها المختصة وسلطاتها الشرعية والتنفيذية والقانونية لا يفقهون شيء من حجم وخطورة الازمة وبذلك سيضيع مستقبل الاجيال القادمة بعد ضياع الحاضر اليوم وسنخسر ارضنا ومياهنا ولم نعد الا دولة مستهلكة فقط حيث لا نملك امن مائي او غذائي وستصبح البلاد رهينة بيد دول الجوار التي سرقت بوضح النهار وعلنا مياهنا وزرعت وانتجت بها وصدرت لنا منتجاتها المزروعة اصلا بمياهنا المسروقة ****** انني كمختص ارى ان مشكلتنا بالمياه هي بإدارة المياه داخليا لدينا وهذه وبصراحة تامة نحن السبب بها وبزمن كل الحكومات سواء قبل الاحتلال او بعده ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ولحد هذا اليوم حيث لم تهتم الحكومات على مر التاريخ الحديث وبصورة جدية بالحفاظ على ثروة المياه والبيئة واستثمارهما بصورة فعالة لتحقيق الامن المائي رغم ان للعراق دراسة استراتيجية متكاملة وواقعية وحقيقية اعدت بالتعاون مع الروس لا دارة المياه والارض بكفاءة وقدمت للحكومة عام 1985 لكن انشغال العراق بحروبه التي فرضت عليه نتيجة دسائس الاستعمار والامبريالية حالت دون تطبيقها وادت لتخلف العراق بمجال ادارة المياه وتلك هي الحقيقة الصادمة *** يحتاج العراق اليوم لجهود جبارة وحقيقية لمواجهة ازماته البيئية ووضع الحلول لها والتكيف مع ندرة المياه وشحتها والتلوث البيئي وتغير المناخ والتي بعظها حدث بفعل دول التشارك المائي التي تستخدم المياه اليوم كسلاح لابتزاز العراق وما اراه انا لليوم لم تقم اي حكومة بالسعي الحقيقي والجدي لعقد اتفاق دائمي مع دول التشارك المائي ولم تثبت حتى حقوقنا المائية المكتسبة تاريخيا باتفاقات رسمية دولية **اليوم اقولها صارخا بأعلى صوتي واوجه كلامي لا على سلطة بالبلاد ونحن ببداية عام 2024 وبكوني مختص عمل بمجال ادارة الميا لمدة 35 سنة فعلية واوجه كلامي لكل مؤسسات الدولة بالسلطات التشريعية والتنفيذية والقانونية وحكومات محلية ومنظمات حكومية ومنظمات مجتمع مدني ان يرعوا هذا الامر الاهتمام الجاد والحقيقي وجعله من اوليات اهتماماتهم وبرامجهم الحكومية وان يعملوا ولو لمرة واحدة بصدق ونكران للذات والابتعاد عن المصالح الضيقة والشخصية وان يسعوا لوضع حلول حقيقية لازمة المياه والبيئة والحفاظ على ارضنا ومستقبل شعبنا واجياله القادمة حيث ان ازمة المياه قد خلقت ازمات كثيرة على مستوى الامن المائي والغذائي والبيئي والتنموي **لدى العراق اليوم الكثير من خبراء المياه والبيئة الحقيقين والاكفاء واغلبهم خارج الوظيفة اليوم ولإعلاقه لهم بصنع القرارات حيث ان اغلب اصحاب القرار بمؤسسات الدولة اليوم يرون في هؤلاء كمنافسين لهم على المناصب والكراسي علما ان اغلب هؤلاء الكفاءات لا تطمح الا فقط بخدمة وطنها والاخلاص له بصورة صحيحه وانه لا طموح لديها بأي شيء حيث انها تريد فقط ان ترد جزء بسيط من دين الوطن عليها الذي علمهم واطعمهم ويعيشوا على خيراته اليوم ****ان لدى العراق السلاح الاقتصادي الكبير الذي يستطيع به استرجاع كل حقوقنا وايقاف كل من تطاول على حقوقنا المائية بالسرقة وانه على الحكومات العراقية ان تفهم ان لغة الدبلوماسية الناعمة لا تنفع مع دول لطالما صرح حكامها ومسؤوليها بانها ستستخدم(( سلاح المياه)) وانها تريد جعل المياه سلعة مقابل النفط *وعلى الحكومات العراقية ان تفهم ان لا امل لها بحلول دائميه واتفاقات دولية موثقة بالمحافل الدولية الا باستخدام السلاح الاقتصادي وان يتم استخدامه فورا وسترى كيف يهرول لنا ساسة تلك الدول لا ان تتوسل حكوماتنا بهم لعمل اتفاقات وعلى الحكومات ان لا تقوم بتوقيع اي اتفاق مع دول التشارك بكل المجالات الا بوضع ملحق لأي اتفاق ينشط الامور الخاصة بحق العراق المائي والا فان بلادنا ستبقى تعيش الازمات والعيش بأزمة خانقة قاتلة مستقبلا حيث لا زراعة ولا صناعة ولا بيئة سليمة بهذه البلاد وستكون البلاد عرضة لتدخلات كبيرة مالم تعاد حسابات الداخل وانه أن الاوان لجميع افراد الشعب للتحرك بصورة جادة وفعاله لا جبار الحكومات على وضع نصب عينها ازمة المياه والبيئة ضمن اعلى مرتبة ببرامجها الحكومية وان تفعل السلاح الاقتصادي وانه على المنظمات الحكومية وغير الحكومية والاعلام ان يسلط الضوء على حجم ومأساة ازمة المياه والبيئة بلال ادنى مجاملة وان تحارب كل ادارات مؤسسات الدولة المقصرة بواجباتها وتفضحهم اعلاميا والذين لاهم لهم الا منافعهم الشخصية وطموحاتهم الغير شريفة وهي منافع زائلة حتما بمرور الزمن
والله من وراء القصد
المهندس الاستشاري عبد الكريم حسن سلومي الربيعي 20-1-2024
#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تغيرات المناخ واثرها على بيئة وموارد المياه العراقية
-
متى يعي العراقيين الغرض من مخطط شحة المياه
-
سوء ادارة الخزين الاستراتيجي للمياه بالعراق من اسباب شحتها ا
...
-
المنظمات الماليه الدوليه ودورها الخطير في ازمات المياه
-
زراعة العراق وتأثيرها على الامن المائي والغذائي للبلاد
-
هل المياه ستصبح السلعة الاغلى بالقرن 21 الحالي
-
واقع المياه بالعراق(الواقع والتحديات ومقترحات الحلول)
-
رسالة مفتوحه لوزير الموارد المائية المحترم (السيد مهدي رشيد)
-
العراق والماء واقع مرير وسياسات خاطئة ومستقبل كارثي
-
العراق وبناء السدود الضخمة بين المنافع والاضرار
-
الإمبريالية واستغلالها لمشاريع السدود بالمنطقة العربية
-
العراق والمياه والقانون الدولي
-
استخدام مياه الفضلات والصرف المعالجة بالزراعة عامل مهم لتنمي
...
-
الزراعة الملحية ضرورة ملحه حان وقت استخدامها بالعراق
-
المياه البديلة ودورها بمستقبل العراق المائي
-
العراق والري
-
مستقبل العراق المائي
-
الملف المائي العراقي التركي المتجمد هل من حلول ؟
-
الاهوار بجنوب العراق عالم طبيعي وكنز تراثي قد يزول مستقبلا
-
مقارنه بين اساليب وطرق توزيع المياه بري العراق واختيار افضله
...
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|