أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - إضاءات على أساطيرهم(7)















المزيد.....

إضاءات على أساطيرهم(7)


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 11:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نختم بهذه الحلقة من "أساطيرهم". عزيزنا القارئ، لسنا مسؤولين عن الشعور الذي ينتابك أو يتلبسك وأنت تقرأ. فقد يتهيأ لك على سبيل المثال لا الحصر، أنك في نوم عميق بعد تعب مُضنٍ في يوم عمل شاق وترى حلماً من حلقات ذات مواضيع خيالية لا تخلو من كوابيس لا تخطر ببال عفاريت أو بشر. وقد تتصور أنك أمام نوبة هذيانٍ سيطرت على إنسان مصاب بنزلة بردٍ شديدة. لكن ثقتنا كبيرة في مجمل الأحوال، أنك ستتأكد بأن العقل زينة بالفعل. ولربما تهتف دون وعي منك: اللهم أدم علينا نعمة العقل. لا نريد الإطالة في تقديم الحلقة الخاتمة، ولكننا نذكر قارئنا العزيز بأننا سننهي بتعليق موجز بعنوان "ولنا كلمة".
يا نار كوني برداً وسلاماً على عبدي إبراهيم.
"...وأخيراً وُضع ابراهيم في المنجنيق، ورفع عينه إلى السماء وقال: يا رب، انك ترى ما ينوي هذا الخاطئ(المقصود هنا النمرود/ع) أن يفعل بي...وكانت ثقته بالرب لا تهتز أبداً. وعندما تلقى الملائكة الأمر الالهي بإنقاذه، اقترب جبريل منه وسأله: هل انقذك يا ابراهيم من النار؟ أجابه قائلاً: الرب الذي أثق به، رب السموات والأرض، سوف ينجيني. وعندما رأى الرب استسلام ابراهيم له، أمر النار قائلاً: كوني برداً وسلاماً على عبدي إبراهيم".
سليمان والهدهد.
"يجب أن نتذكر أن سليمان كان حاكماً ليس للبشر فقط، وإنما كذلك لوحوش البرية وطيور السماء وللعفاريت والأرواح وأشباح الليل. وكان يعرف لغات هذه المخلوقات جميعاً، كما كانوا يفهمون حديثه.
وذات يوم أكثر سليمان من شرب الخمر، فلعبت برأسه فاستدعى وحوش البرية وطيور السماء والزواحف والأطياف والأشباح، لكي يرقصوا أو يغنوا له أمام الملوك والجيران الذين كان سليمان قد دعاهم ليأتوا ويشاهدوا قوته وعظمته. وأخذ كَتَبَةُ سليمان يستدعون الحيوانات والأرواح، كلاً باسمه واحداً وراء الآخر، فحضروا جميعاً من تلقاء أنفسهم دون الاضطرار الى تقييدهم في السلاسل أو جرجرتهم أو قيادتهم إلى حيث الملك (سليمان عندهم ملك وليس نبياً/ع).
وذات مرة غاب الهدهد عن اجتماع عقده الملك، فبحث عنه خدم الملك فلم يعثروا عليه في أي مكان. وعند ذلك اشتاط الملك غضباً وأمر باحضاره ولو من تحت الأرض، ومعاقبته على تلكؤه. وبعد قليل حضر الهدهد وقال:
مولاي الملك، يا سيد العالم...اصخ إليَّ واستمع لكلماتي...منذ ثلاثة أشهر وأنا أفكر في عمل أعمله يكون جديراً بعظمتك...فظللت دون أكل أو شرب طائراً حول العالم كله لأرى وأتأكد إن كانت هناك بقعة لا تخضع لسلطانك، فوصلت إلى مدينة قطور، وهي مدينة في الشرق. وهناك يا مولاي الملك في هذه المدينة، التراب أغلى من الذهب، بينما الفضة أرخص من طين الشوارع...هذه المدينة يا مولاي مزدحمة بالرجال الذين يرتدون على رؤوسهم باقات من زهور الجنة، لكنهم لا يعرفون كيف يقاتلون عدواً، ولا كيف يرمون بقوسٍ أو سهمٍ. ووجدت التي تحكمهم امرأة يطلقون عليها ملكة سبأ...وعندما سمع الملك ذلك سُرَّ من حديث الهدهد وصفح عنه، ثم استدعى كاتبه وأمره بكتابة رسالة علقها في جناح الهدهد الذي طار وصاح بصوته المعروف متوجهاً إلى المدينة وتبعته جميع الطيور".
موسى يصعد إلى السماء.
"نال موسى تكريماً آخر يوم موته، إذ أذن له الرب في ذلك اليوم أن يصعد إلى السموات العلى، وأراه الثواب الذي أعده له في السماء وفي المستقبل، ثم ظهرت رحمة الرب أمامه وقالت له: جئتك بالبشرى. التفت وانظر إلى عرش الرحمة. فالتفت موسى ونظر فرأى الرب يبني الهيكل من الجواهر واللآلئ...وشاهد من هذا الهيكل المسيا بن داود، وأخاه هارون وقد وقف مرتدياً ثوب الكهانة العظمى...".
تقديس الرقم 7
"في تفضيله لسبط لاوي، أظهر الرب حبَّه لكل سابع...فقد كان لاوي سابع رجل تقي من عهد آدم، فيكون السبعة هم: آدم ونوح وأخنوخ وابراهيم واسحاق ويعقوب ولاوي. كذلك يتضح حب الرب لكل سابع في أشياء أخرى...فهو يقيم في السماء السابعة...ومن بين العوالم السبعة يقيم الانسان في العالم السابع...ومن بين الأجيال الأولى للبشر كان الجيل السابع، جيل أخنوخ هو الأفضل...وكذلك كان موسى هو السابع في الآباء، ووُجِد مستحقاً لتلقي التوراة...واختير داود سابع أبناء يسَّى ملكاً(داود أيضاً يصنفونه ملكاً وليس نبياً/ع). وفي الأوقات والأزمنة، السابع هو الأفضل كذلك..فاليوم السابع هو السبت المقدس..والشهر السابع، شهر تشري، هو شهر الأيام المقدسة...والسنة السابعة هي السنة السبتية التي يرتاح الناس فيها...".
يونان(النبي يونس) في بطن الحوت.
"عندما خلق العالم، صنع الرب حوتاً كانت مهمته أن يستضيف يونان في بطنه. فقد كان حوتاً ضخماً لدرجة أن النبي كان بداخله وكأنه في قاعة فسيحة رحبة. وكانت عينا الحوت مثل النوافذ بالنسبة ليونان، كما أن جوهرتيهما كانتا مثل الشمس له في وضح النهار، ولذا كان باستطاعة يونان رؤية كل شيء في أعمق أعماق البحر. ظل يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام، ومع ذلك فلم يشعر بأي تعب حتى أنه لم يخطر بباله مناشدة الرب لينقذه أو يغير حاله. لكن الرب أرسل سمكة كبيرة ومعها ثلاثمئة وخمسة وستون ألف سمكة صغيرة إلى حوت يونان وطلبت منه أن يسلمهم ضيفه، وإلا التهموه هو وضيفه في وقت واحد. لكن حوت يونان لم يصدق كلام السمكة، ولذا فقد جاء ليفياثان(نبي يهودي/ع) بنفسه ليؤكد صدق السمكة وشهد بأنه سمع بأذنيه الرب وهو يرسل السمكة ويكلفها بهذه المهمة. وهكذا استسلم يونان وذهب مع السمكة. لكن مسكنه الجديد، الذي كان يشاركه فيه السمكات الثلاثمئة وخمسة وستون ألفاً، لم يكن مريحاً كسابقه، ولذا فقد دعا يونان الرب وناشده لكي يخلصه مما هو فيه. ولأن دعاء يونان كان نابعاً من قلبه، فقد سمع له الرب وأمر السمكة فقذفت يونان بعيداً فطار ونزل على اليابسة...على بعد تسعمئة وخمسة وستين فرسخاً. وعندما رأى ركاب السفينة هذه المعجزات كلها آمنوا بإله يونان وتركوا عبادة الأصنام، فأصبحوا جميعاً متهودين أتقياء".
ولنا كلمة خاتمة ننهيها بسؤال المليار.
عزيزنا القارئ، نتمنى ألا نكون قد تسببنا لك بأي ضيق أو شقاء كابوسي أو اضطراب نفسي بأي قدر كان، خلال رحلتك في "أساطيرهم". أما وقد تحملتنا خلال سبع حلقات، فإننا نستميحك العذر بأن تعيرنا سمعك ليصل كلامنا التالي الى العقل مباشرة من دون المرور بأي محطة عاطفية.
أشارت إحدى الأساطير إلى صعود النبي موسى إلى السماء. للعلم، الصعود إلى السماء في أصله وفصله ومنبته، أسطورة بابلية عنوانها (إيتانا والنسر 2000- 1600 قبل الميلاد). تقول الأسطورة بإيجاز، أن إيتانا وهو أحد ملوك سلالة كيش، سافر إلى السماء من أجل انجاب ابن يرثه. وكانت نتيجة "السفر"، ولادة ابنه بالخ. أما على صعيد السموات السبع، فالعلم لم يثبت ذلك حتى اللحظة ولم يتوصل إليه.
على صعيد متصل، الإنسان هو الذي يصنع تقدمه أو يكرس تخلفه ويتشبث به. والفيصل في الحالتين، أنماط تفكيره. فإما أن تكون أنماط التفكير هذه عصرية تواكب حركة الحياة ومستجداتها، وبالتالي مؤهلة لصنع التقدم، وإما أن تكون غير ذلك كأن تكون مستلبة للماضي واستطيبت الإقامة في كهوفه.
والآن، ألا تعتقد عزيزنا القارئ، أن العقل العربي أصبح في مسيس الحاجة إلى إعادة تركيب تنهض على إعادة النظر بالكثير من أنماط التفكير المهيمنة على الوعي الجمعي في مجتمعاتنا؟!!!



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءات على أساطيرهم(6)
- إضاءات على أساطيرهم(5)
- إضاءات على أساطيرهم (4)
- حرب تكسير الأساطير !
- إضاءات على أساطيرهم (3)
- إضاءات على أساطيرهم (2)
- إضاءات على أساطيرهم (1)
- لماذا ألصقت التوراة الخطيئة بالمرأة؟!
- السحر !
- الوصايا العشر...أية أصابع كتبتها؟!
- سؤال بحجم الوطن العربي
- فيها إنَّ !
- الراعي والرعية !
- الإحتجاج بالنص الديني دليل أزمة وجودية !
- لماذا انهزمت الجيوش وتصمد المقاومة؟!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف حيفا
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي في حيفا بال ...
- -نفقد هويتنا كيهود وبشر-.. عامي أيالون يعلق لـCNN على صور -س ...
- ألمانيا: حوالي ألفي حادثة معادية للإسلام والمسلمين في 2023
- قدم حالاً.. شروط التسجيل في كلية المسجد النبوي 1446 والتخصصا ...
- مقال في هآرتس: على اليهود الأميركيين محاربة نظام نتنياهو الب ...
- ماذا يعني ارتداء شال -الطاليت- في المسجد الأقصى؟
- مقتل 19 شخصاً في هجمات على كنائس وكنيس يهودي في داغستان
- -مرتان فقط- في اليوم.. حقيقة تعديلات رفع الأذان في الكويت
- مستوطنون محتلون يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - إضاءات على أساطيرهم(7)