حرائق من داخل خيامهم

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 00:13
المحور: القضية الفلسطينية
    

بدأت بوادر الانقلاب الداخلي تثير الفزع في قلب نتنياهو، وتزايدت مخاوفه بعد الطوفان، وبعدما تفشت مظاهر الهزيمة والانهيار بين صفوف جيشه المرهق، وقادته الذين يطلبونه بالإخلاء والعودة إلى الخطوط الخلفية، فقد ضُربت قوات النخبة في مقتل، واصبح الشغل الشاغل لبايدن البحث عن صيغة لوقف الحرب، والضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات لم تعهدها، بينما استمرّت المقاومة في اعتلاء ظهور الدبابات لإضرام النيران فوق رؤوس المحتمين بقشرتها الفولاذية، قالوا لهم انها عصية على النار، فانصهرت والتهمها اللهب. .
أضحت جرائم جيش الابتذال عبئاً عليه وسيفاً مسلطاً على رقاب النتن وحاشيته. وباتت إسرائيل على أبواب حرب داخلية حامية الوطيس، ستبدأ بإقالة نتنياهو ومحاكمته، ومحاسبة كبار القادة الذين انهزموا في الحرب، وكانوا سببا في الخسائر الاقتصادية، وإفلاس الشركات، وهروب المستوطنين إلى ملاذاتهم الأوروبية، وهم السبب أيضاً في تأزم الأوضاع في الضفة والقدس والشمال، وعدم الاستقرار، وصراع الساسة على النفوذ، وانحسار الدعم الدولي، وتزايد الملاحقات القانونية الدولية، وارتفاع مؤشرات الهجرة العكسية، فدخلت الحرب مرحلة العزلة والتقوقع، وتجرع جيش الابتذال سموم الهزيمة. لقد شعرت غزة بنشوة الانتصار على الرغم من آلامها ومآسيها. وعلى الرغم من كل المنغصات الأردنية والمصرية، وسوف تندحر إسرائيل عما قريب وتسقط بالضربة القاضية. .
يؤكد المحلل الاسرائيلي (هيلل شوكين) في مقالة كتبها لصحيفة (هآرتس): (أن تعثر الجيش في زحفه البري عزز من مكانة المقاومة، ليس في غزة فحسب بل في الضفة الغربية أيضاً. ومَن لم يقبل بحماس في غزة، سيتلقّاها من رجال الضفة). .
ويقول أيضاً: (ما كان يبدو لكثيرين أنها مساعٍ حثيثة قُصوى لتحرير الأسرى، لم تنجح سوى بصورة جزئية في تحرير أقل من نصفهم، وكل يوم إضافي تستمر فيه هذه المعركة يشكل خطراً على حياة الذين ظلوا في الأسر. وإن تبلورت صفقة لتحريرهم، أصلاً، فعلاوة على أننا سنكون مُطالَبين بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين المسجونين لدينا). ومع ذلك سوف يضطر جيش الابتذال إلى الانسحاب من مناطق القطاع والتعهد بإنهاء الحرب. فقادة المقاومة ليسوا أغبياء. ولن يقبلوا بأقل من ذلك. .
يستشعر الكاتب (ب. ميخائيل) المخاطر المحدقة بإسرائيل في مقالة كتبها بعنوان: (وها نحن في ورطة، مرة أخرى). فيقول: (وهذا هو الوضع حالياً: حزب الله في الشمال. العراق في الشرق. حماس في الجنوب. واليمنيون في باب المندب. والنكبة تحوم فوقنا جميعاً. أربع ورطات، الأربع كلها من صُنع أيدينا، تغذّي بعضها بعضاً). .
ختاماً: ربما جاءت صورة الانهيار على لسان النائب (داني دانون) عن حزب الليكود الإسرائيلي. بقوله: (الحديث عن نية إسرائيل التحول نحو العمليات المستهدفة خارج محور غزة. تعني أننا لن نهزم المقاومة، ولن نعيد المختطفين). .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات