أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة .. للقسم الألهي في سورة الليل














المزيد.....


قراءة .. للقسم الألهي في سورة الليل


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7863 - 2024 / 1 / 21 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( والليل إذا يغشى* والنهار إذا تجلّى* وما خلق الذّكر والأنثى* إن سعيكم لشتى .. / 1 – 4 سورة الليل )

الموضوع :
في هذا المقال المختصر ، سأستعرض تفسيرين للآيات أعلاه ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة ، من وجهة نظر شخصية .
أ. يقسم الله بالليل حين يغشى البسيطة ، ويغمرها ويخفيها ، وبالنهار حين يتجلى ويظهر ، فيظهر في تجليه كل شيء ويسفر . ويقسم بالقادر العظيم الذي خلق الذكر والأنثى ، وميز بين الجنسين مع أن المادة التي تكوّنا منها واحدة ، والمحل الذي تكونا فيه واحد . يقسم الله بهذه الظواهر والحقائق المتقابلة في الكون وفي الناس ، على أن سعي الناس مختلف ، وعملهم متباعد ومتفرق ، فمنه السيئ ومنه الحسن ، ومنه التقوى ومنه الفجور ، ومنه ما يجازى عليه بالنعيم المقيم ، ومنه ما يعاقب عليه بالعذاب الأليم . / نقل موقع الموسوعة القرآنية .

ب . يقسم الله بهاتين الآيتين : الليل والنهار . مع صفة كل منهما الصفة المصورة للمشهد . والليل إذا يغشى .. والنهار إذا تجلى .. الليل حين يغشى البسيطة ، ويغمرها ويخفيها . والنهار حين يتجلى ويظهر ، فيظهر في تجليه كل شيء ويسفر . وهما آنان متقابلان في دورة الفلك ، ومتقابلان في الصورة ، ومتقابلان في الخصائص ، ومتقابلان في الآثار .. كذلك يقسم بخلقه الأنواع جنسين متقابلين : وما خلق الذكر والأنثى .. تكملة لظواهر التقابل في جو السورة وحقائقها جميعا. / نقل من موقع أسلام ويب .

القراءة :
* أولا ، بعيدا عن تفسير وتأويل الفقهاء والمفسرين .. أبين أنه ما دام بداية السورة تتضمن " قسم " ، فلا بد لنا أن نوضح معنى كلمة " قسم " عربيا ، فوفق موقع / قاموس المعاني ، القَسَم : بفتح القاف والسين جمع أقسام ، اليمين بالله تعالى ( فقهية ) .. أما في اللغة : " القَسَم ( بفتح القاف والسين ) أو اليمين هو لفظ لإثبات حقيقة أو وعد يذكر فيه المؤدي للقسم شخصاً أو شيئاً ما عزيزاً عليه وعادة ما يكون هو الله باعتباره الشاهد على هذا القسم . يستخدم القسم بشكل رسمي في المحاكم عند استجواب الشاهد . والأيمان جمع يمين ، وتعرف : بأنها تأكيد أمر ما بالحلف باسم الله أو بصفة من صفاته سواء أكان ذلك الأمر ماضياً أو مستقبلاً . / نقل من الويكيبيديا " .

* هذا الأمر يجرنا الى نقطة تعتبر محورية في التفسير العقلاني للسورة / بعيدا عن ترقيع المفسرين ، وهو أن الذي يقسم ، أن كان شخصا أو جماعة ، يريد من الطرف الأخر - أن كان مستمعا أو متلقيا أو مخاطبا .. ، أن يصدق كلامه ، هذا من جانب ، الأهم أن القسم أو اليمين ، الغاية منه هو أثبات أمرا أو واقعة أو حدثا بحد ذاته ، هذا من جانب ثاني ، أخيرا " القسم " عادة ما يكون بأسم الله ، باعتباره الشاهد على هذا القسم .. وهنا تتفجر الأشكالية / ما نحن بصدده ، فالله هنا هو المتكلم ، فهو يقسم لمن ، وما هو الشاهد على قسمه ! وهو الله ، والعالم أجمع تقسم بأسمه / أي تقسم بأسم الله ! .

* الغرض من القسم هو تأكيد أمرا ما ، فهل الله عز وجل ، يحتاج قسما لتأكيد ما يقوله لعباده ! ، وهو ربهم الأعلى . وهل يحتاج الله لهذه المرادفات والتأكيدات ، على أن كلامه صادقا ، وهو الصدق والحق بعينه .

* بنيويا ، كان من الممكن أن يقبل القسم ، في حالة كون المتكلم في الآيات أعلاه غير الله ، كأن يكون المتكلم محمدا أو جبريل ، هنا يمكن أن يصح " القسم " ، ولكن عقائديا أن القرآن هو : كلام الله ! .

خاتمة :
هل الذي حرر هذه الآيات ، التي يبرز السجع بها / الكلام المقفى ، بشكل جلي وواضح ، قد جهل ، بأن الله لا يقسم ! ، بل الغير يقسمون به ! . من جانب أخر ، يمكن أن يكون هذا مقبولا في مجتمع قبلي ، جاهل لا يقرأ ولا يكتب ، جل همه الغزو والسبي والغنائم ، وليس له أي وعي ديني عقائدي . ولكن الأن ، مع التطور الحضاري ، الوضع يختلف تماما - تطور مجتمعي وثقافي .. من جانب ثالث : أن كلام محمد الموجه للمجتمع القبلي الجاهلي - في تلك الحقبة ، كان كلاما منزلا ، لا يقبل الجدل لأن كلامه ، يعتبر وحيا / وفق النص القرآني " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى" / 3 -4 سورة النجم " .. لذا كل ما يتلو محمدا على كتبة القرآن ، كان أمرا باتا ، لا يمكن أن يناقش به ، لأجله مررت هكذا آيات ، وأن تقبل دون أي شك في صحتها ، من الناحية اللغوية والبنيوية . أما الأن فهكذا وضع يرفض ، ولا يمكن أن يقبل . خلاصة الأمر : أن النص القرآني ماضويا كان يقبل على ماهيته / لغة وموضوعا وبنية ، أما الأن فقد رفعت قيود النقد البناء عن أي نص ، حتى لو كان هذا النص .. نصا قرآنيا ! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والحكم والدولة
- تساؤلات بقراءة الآية 3 سورة آل عمران
- قراءة للآية - اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ / 1 ...
- قراءة للآية (عَبَسَ وَتَوَلَّى١أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى&# ...
- قراءة للآية (عَبَسَ وَتَوَلَّى١أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى ...
- قراءة .. للآية 3 من سورة المائدة
- تقاطع القرآن مع الأحاديث حول - المسيح -
- عن موت الرسول محمد ونهاية الدعوة المحمدية
- قراءة في كتب الصحاح بين السنة والشيعة
- ما قيل وما يقال عن الخمر في الجنة
- تنظير .. في السيرة النبوية
- في رحاب العقل
- أسرائيل و طوفان الأقصى .. أضاءة
- أضاءة في جهاد السبي
- كيف تمخض الأسلام كمعتقد !
- فوضى التدين في الأسلام
- أفتراضية عودة الخلافة الأسلامية
- الله والعباد
- قراءة في حديث الرسول - لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَه ...
- أضاءة في العقل البشري


المزيد.....




- سعادة ومرح لاطفالك طول اليوم .. خطوات تثبيت تردد قناه طيور ا ...
- الرئيس الإيراني يريد الحوار مع ترامب لكنه ملتزم برفض المرشد ...
- يهود متشددون يغلقون طريقا سريعا وسط إسرائيل احتجاجا على التج ...
- -نحتاج إلى الوحدة-.. شيخ الأزهر يتحدث عن الخلاف بين السنة وا ...
- الفاتيكان يكشف حالة البابا فرنسيس الصحية
- ثاني أيام رمضان.. المسجد الأقصى يستقبل 75 ألفا لتأدية صلاتي ...
- 75 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبار ...
- الفاتيكان: البابا بدون تنفس صناعي ويبعث برسالة شكر للمؤمنين ...
- السعودية.. إطلاق خدمة هي الأولى من نوعها داخل المسجد الحرام ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي في المح ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة .. للقسم الألهي في سورة الليل