سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7857 - 2024 / 1 / 15 - 12:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خبران مهمان وملفتان للنظر تم نشرهما بصورة متزامنة، الاول هو وکما نقلته وکالة رويترز:" وصف الرئيس جو بايدن، الجمعة، قوات الحوثي اليمنية بأنها جماعة «إرهابية»، بعد أن شنت طائرات حربية وسفن وغواصات أمريكية وبريطانية عشرات الضربات الجوية في أنحاء اليمن خلال الليل."، أما الثاني فهو ماقد جاء في موقع التلغراف البريطاني يوم الجمعة 12 يناير، إن "النظام الإيراني يعرض على الرجال والأطفال الذين يعيشون في فقر مدقع 100 دولار شهريا لتجنيد عناصر الميليشيات في اليمن من أجل استخدامهم لأغراض زعزعة الاستقرار في المنطقة."!
بطبيعة الحال فإنه بمجرد التمعن في الخبرين نجد ثمة علاقة قوية جدابينهما، کعلاقة الفرع بالاصل، ولاسيما من حيث إعتبار الاصل هو الاساس وإن الفرع أمر ومسألة يمکن معالجتها وحسمها من خلال الاصل نفسه! وهذا هو الحال فيما يتعلق بجماعة الحوثي الارهابية التابعة للنظام الملالي والممولة والمسيرة من قبله، ولاسيما من حيث إستغلال هذا النظام الارهابي للأوضاع المعيشية المزرية في اليمن والتي هي أساسا بسبب من تدخلاته في هذا البلد حيث يشير أجزاء من تقرير الذي نشرته التلغراف البريطانية الى أن اليمن، حيث يعيش أكثر من 80٪ من سكان البلاد تحت خط الفقر، أثبت أنه منصة مناسبة للتجنيد.
کما جاء في هذا التقرير أيضا: يعرض النظام الإيراني 100 دولار (79 جنيها إسترلينيا) شهريا لليمنيين اليائسين إذا انضموا إلى المتمردين الحوثيين . وبنفس السياق فقد أظهرت وثائق مسربة أن المخاوف تتزايد بشأن قيام إيران بشراء الدولارات الأمريكية لدفع رواتب المقاتلين الأجانب، وهي خطوة يخشون أن تؤدي إلى خفض قيمة العملة الإيرانية.
الملفت للنظر إنه وفي الوقت الذي يتجنب فيه الغرب وبشکل خاص إدارة الرئيس جو بايدن إعتبار نظام الملالي نظاما إرهابيا، فإن الدلائل والمٶشرات کلها تٶکد هذه الحقيقة وحتى إن تقرير التلغراف نفسه يٶکد هذه الحقيقة عندما يقول:" في عام 2022، تلقى فيلق القدس الإيراني، الذي يشرف على الوكلاء الأجانب، مبلغا إضافيا قدره 250 مليون دولار (196 مليون جنيه إسترليني) من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لتمويل الحوثيين، وتمكينهم من تسليح أنفسهم بالصواريخ. وقد تم استخدام تكنولوجيا الطائرات بدون طيار المتقدمة."، والاکثر إثارن للسخرية عندما تضيف التلغراف وهي تشير الى أي حد يتمادى نظام الملالي من حيث إستغلاله اللاإنساني البشع للشباب في اليمن بسبب الفقر:" على الرغم من الفقر المدقع والافتقار إلى وسائل العيش الأساسية، فإن السكان معرضون بالفعل للتجنيد". وأضاف أن العديد من المواطنين الذين قاموا بالتسجيل لا يعرفون أن رواتبهم ليست سوى جزء بسيط من رواتب زملائهم في حزب الله وحتى الحرس الثوري داخل إيران.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟