زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي
(Zuhair Al-maliki)
الحوار المتمدن-العدد: 7857 - 2024 / 1 / 15 - 09:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من بواكير محاولات احبار اليهود أمثال كعب ابن ماتع (الاحبار) ووهب ابن منبه وغيرهما وتلاميذهم أمثال أبو هريرة وابن عباس الطعن في كتاب الله المنزل (القران الكريم ) ومحاولاتهم لتحويله الى كتاب مهلهل لايصلح سوى للقراءة في رمضان وفي مجالس العزاء القول بوجود الناسخ والمنسوخ . مستندين الى تفسير سقيم للاية القرانية ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) واهملوا الايات القرانية التي تنزه القران من هذه الفرية يقول تعالى (واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا ) ، (وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ) ، (ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد ) ، (افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ، ( كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) ، (لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) (الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ) ، (قرانا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون) .
الذين اخترعوا خرافة الناسخ والمنسوخ في القران فسروا الايات القرانية وفقا لاهوائهم واعتبروا كلمة "آية" في قوله تعالى "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا"، تعني الآية القرآنية، وهو تفسير لا يستند الى السياق القراني فكلمة "آية" وردت في "82" موضعاً في القران ، وكلها في معاني: الحجة والبرهان والمعجزة والدلائل والبراهين المصدقة للرسل. مثل "سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ". اما عندما يتحدث عن ايات القران فيقول "بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ"، ولذلك فإن تفسير "ما ننسخ من آية…"، الآية هنا ليست الآية القرآنية بل المعجزة والحجة، أي: ما ننسخ من معجزة أو حجة أو دلائل سابقة تبرهن عَلى صدق الرسل السابقين أو ننسها، نأت بحجج وبراهين جديدة خيراً منها أو مثلها.
ويجادل الذين يقولون بوجود الناسخ والمنسوخ في كتاب الله بان من اسموهم (السلف الصالح ) اتفقوا على ان الاية دليل قطعي على النسخ فلننظر هل (اتفق السلف على ذلك ) ؟ الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى (مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة ) يقول الطبري اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل قَوْله(مَا نَنْسَخ ) ، "حَدَّثَنِي مُوسَى بْن هَارُونَ , قَالَ : ثنا عَمْرو بْن عَمَّار , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدي( مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة ) امَا نَسْخهَا فَقَبْضهَا . وَقَالَ الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن صَالِح , قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَة بْن صَالِح , عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة , عَنْ ابْن عَبَّاس قَوْله (مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة) يَقُول : مَا نُبَدِّل مِنْ آيَة . وَقَالَ مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , عَنْ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ أَصْحَاب عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود أَنَّهُمْ قَالُوا (مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة) نُثْبِت خَطّهَا وَنُبَدِّل حُكْمهَا . و قال الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثنا شِبْل , عَنْ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد (مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة) نُثْبِت خَطّهَا , وَنُبَدِّل حُكْمهَا , حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إسْحَاق , قَالَ : حَدَّثَنِي بَكْر بْن شَوْذَب , عَنْ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , عَنْ أَصْحَاب ابْن مَسْعُود (مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة) نُثْبِت خَطّهَا .وفي تأْوِيل قَوْله تَعَالَى (أَوْ نُنْسِهَا) يقول الطبري اخْتَلَفَتْ الْقِرَاءَة فِي قَوْله ذَلِكَ , فَقَرَأَهَا قُرَّاء أَهْل الْمَدِينَة وَالْكُوفَة (اَوْ نُنْسِهَا ) وذُكِرَ أَنَّهَا فِي مُصْحَف عَبْد اللَّه (مَا نُنْسِك مِنْ آيَة أَوْ نَنْسَخهَا نَجِئْ بِمِثْلِهَا) . وقال كَانَ سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص يَقْرَؤُهَا (أَوْ تَنْسَهَا) بِمَعْنَى الْخِطَاب لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , كَأَنَّهُ عَنَى أَوْ تَنْسَهَا أَنْت يَا مُحَمَّد . حَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إبْرَاهِيم , قَالَ : ثنا هُشَيْم , قَالَ : أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْن عَطَاء , عَنْ الْقَاسِم , قَالَ : سَمِعْت سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص يَقُول : { مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة أَوْ تَنْسَهَا } قُلْت لَهُ : فَإِنَّ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب يَقْرَؤُهَا : { أَوْ تَنْسَهَا } قَالَ : فَقَالَ سَعْد : إنَّ الْقُرْآن لَمْ يَنْزِل عَلَى الْمُسَيِّب وَلَا عَلَى آل الْمُسَيِّب , قَالَ اللَّه : { سَنُقْرِئُك فَلَا تَنْسَى } 87 6 { وَاذْكُرْ رَبّك إذَا نَسِيت ويقول الطبري قَرَأَ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ , وَجَمَاعَة مِنْ قُرَّاء الْكُوفِيِّينَ وَالْبَصْرِيِّينَ َ(اوْ نَنْسَأها) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , وَيَعْقُوب بْن إبْرَاهِيم , قَالَا : ثنا هُشَيْم , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الْمَلِك . عَنْ عَطَاء فِي قَوْله (مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة أَوْ نَنْسَأهَا) قَالَ : نُؤَخِّرهَا . حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , قَالَ : سَمِعْت ابْن أَبِي نَجِيح , يَقُول فِي قَوْل اللَّه (أَوْ نَنْسَأهَا) قَالَ : نُرْجِئهَا . حَدَّثَنَا الْقَاسِم عَنْ عَبْد اللَّه بْن كَثِير , عَنْ عُبَيْد الْأَزْدِيّ . وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ عَلِيّ الْأَزْدِيّ . حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن يُوسُف , قَالَ : ثنا الْقَاسِم بْن سَلَّام , قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاج , عَنْ ابْن جُرَيْجٍ , عَنْ عَبْد اللَّه بْن كَثِير , عَنْ عَلِيّ الْأَزْدِيّ , عَنْ عُبَيْد بْن عُمَيْر أَنَّهُ قَرَأَهَا (نَنْسَأهَا) أي نؤخرها .
بالإضافة الى ما تقدم فمن اخترعو خرافة الناسخ والمنسوخ لم يتفقوا على عدد الايات التي ادعوا فيها النسخ فالدكتور مصطفى زيد ذكر ان عدد الآيات المدعى عليها النسخ (293) آية. لكنه ناقش كل هذه الايات التي ذكرها واستقر رايه على ستة ايات بعدما ذكر 293 اية .اما ابن الجوزي فقال ان عدد الآيات المدعى عليها النسخ (247) آية.ولكنه بعد ىالتقصي والبحث استقر على بضع ايات لا تتعدى ال 7 اايات قط ، وذكر السكري ان عدد الآيات المدعى عليها النسخ (218) آية. كذلك ذكر ابن حزم ان عدد الآيات المدعى عليها النسخ (214) آية. وذكر ابن سلامة ان عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية. بالنسبة للأجهوري فعدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية. وذكر ابن بركات ان عدد الآيات المدعى عليها النسخ (210) آية. وذكر مكي بن أبي طالب ان عدد الآيات المدعى عليها النسخ (200) آية. بالنسبة للنحاس فعدد الآيات المدعى عليها النسخ (134) آية. وذكر عبدالقاهر ان عدد الآيات المدعى عليها النسخ (66) آية. وذكر محمد عبدالعظيم الزرقاني أن عدد الآيات المدعى عليها النسخ (22) آية. لكنه قبل ب 12 اية فقط . اما السيوطي قذكر ان عدد الآيات المدعى عليها النسخ (20) آية. والدهلوي ذكر ان عدد الآيات المدعى عليها النسخ (5) آية.
وقد بين عدد من المتخصصين تهافت فكرة الناسخ والمنسوخ في القران كان من اوائلهم (أبو مسلم الأصفهاني ) وهو (محمد بن بحر الإصفهاني، المعتزلي) ، المتكلِّم والمفسِّر والمحدِّث والنحوي والشاعر. ومن مؤلَّفاته: تفسير (جامع التأويل لمحكم التنزيل)، الذي كتبه على مذهب الاعتزال؛ وكذلك كتاب (الناسخ والمنسوخ)؛ وقد أنكر أبو مسلم ـ ولأول مرة ـ وقوع النسخ في القرآن الكريم بتأويله للأدلة وحمل جميع النصوص التي تدلّ على وقوع النسخ في الشريعة الإسلامية على نسخ الشرائع السابقة . كذلك أبو علي محمد بن أحمد بن جنيد البغدادي. وكتابه حول النسخ بعنوان (الفسخ علي من أجاز النسخ لما تم نفعه وجمل شرعه ) والكتاب واضحٌ من عنوانه في إنكار النسخ. ومحمد شريف بن حسن عليّ المازندراني (1246هـ): وكتابه «النسخ، وهل هو جائزٌ عقلاً أم لا؟» والسيد أحمد خان الهندي صاحب تفسير «تفسير القرآن وهو الهدى والفرقان» و قد كتب في بداية تفسيره عن أحد الأصول التي اعتمدها: "لا يوجد ناسخ ومنسوخ في القرآن الكريم، بمعنى عدم نسخ أيٍّ من الآيات لآيات أخرى… والظاهر أن النسخ المذكور في الآية يتعلَّق بالشرائع السابقة على الإسلام، ولا يتعلَّق بآيات القرآن" ومن المعاصرين كان الشيخ محمد عَبْدُه ولم يسجَّل له تصريحٌ في كتبه في إنكار نظرية النسخ، وإنما قام بتأويل الآيات والأدلّة التي تدل عليه، وصرفها عن ظاهرها وقد فسّر الناسخ في شرحه لنهج البلاغة بأنه الآيات المعنية برفع الاعتقادات الباطلة، وأحكام الشرائع السابقة، والمنسوخ هو الآيات الحاكية عن الناسخ والمنسوخ في الأديان السماوية الماضية . ومحمد رشيد رضا وصاحب تفسير «المنار». وقد أنكر النسخ تلويحاً، تَبَعاً لأستاذه، وقام بتأويل الآيات الثلاثة الدالّة على النسخ، وفسَّرها بمعجزات وشرائع الأنبياء السالفين . الشيخ محمد خضري بك: أستاذ تاريخ الإسلام في الجامعة المصرية . ذكر في كتابه «تاريخ التشريع الإسلامي»، وفي ذيل بحث «حجِّية القرآن ". وفي نفس السياق اعتبر أن النسخ الموجود في القرآن من قبيل: تخصيص العام، وتقييد المطلق، وهو كاشف عن التدرج في التشريع. ويُرجع إلى كتابه الآخر «أصول الفقه» في الموارد التي فيها دعوى التناقض والنسخ قال في هذا الكتاب: «ونحن هنا نستعرض الآيات التي ادَّعى السيوطي نسخها، ونبسط الكلام في براهين أبي مسلم القابلة للتمسّك. وبعد ذلك ناقش ـ من ص250 إلى ص256 ـ الموارد التي ادَّعى السيوطي نسخها، وعمد إلى تأويلها وصرفها عن دلالة النسخ. وعلي حَسَب الله: وهو من أساتذة جامعة الأزهر المشهورين، وتلميذ الشيخ محمد الخضري، وأستاذ الدكتور عبد المتعال الجبري. وهو أيضاً قد حمل آيات النسخ الثلاث على نسخ الكتب السماوية السابقة، أو نسخ معجزات الرسل، وأقام الأدلّة على ذلك وخلال إشارته إلى رؤية أبي مسلم، وأستاذه محمد الخضري، بحث خمسة موارد قرآنية أقرّ الدكتور مصطفى زيد في كتابه «النسخ في القرآن الكريم» بكونها منسوخة، واستدلَّ حَسَب الله على بطلان النسخ فيها . والدكتور أحمد حجازي السقّا: وهو من الأساتذة والكتّاب المشهورين في جامعة مصر والأردن. وقد كتب «لا نسخ في القرآن» في نقد وردّ نظرية النسخ. وكان يعتقد أن النسخ بالآيات والأحكام العملية للتوراة، وأن الغرض من نزول القرآن الكريم هو التخفيف على الناس . الدكتور عبد المتعال الجبري: من تلامذة أحمد حجازي السقّا وعلي حَسَب الله. كتب في بداية كتابه «النسخ في الشريعة الإسلامية كما أفهمه» موضوعاً تحت عنوان «الناسخ والمنسوخ بين الإثبات والنفي»، ونفى فيه وقوع النسخ في الدين الإسلامي بالكلِّية. وأحدث هذا الكتاب ضجّةً، أُلِّفَتْ إثرها الكتب، وكُتبَتْ المقالات في نقد أفكار المؤلِّف في مصر. ثمّ كتب كتاباً آخر تحت عنوان «لا نسخ في القرآن، لماذا؟»، وهو تتمّةٌ لكتابه الأول في الدفاع عن آرائه وأفكاره. فهو يعتقد أن وجود النسخ في القرآن بمثابة نسبة الجهل إلى الله([51])، وشاهد على التناقض والاختلاف في النصوص، ويلزم منه الحطّ من قيمة القرآن؛ لأنه يكشف عن اختلاط أفكار صاحبه وتشويشها، ودليلٌ على عدم صدوره من شخصٍ واحد، بل مقطوعات مبعثرة من هنا وهناك . جواد موسى محمد عفّانه: وهو من علماء الأردن المعاصرين. فقد أنكر النسخ بأسلوبٍ آخر، بعد مناقشة آراء المنكرين للنسخ؛ إذ يعتقد أنه لا توجد آية منسوخة في ما بين الدفّتين من القرآن. ولو وُجد نسخٌ فهو في زمان رسول الله، وهو من نوع «نسخ الحكم مع التلاوة»، أي رفع الحكم واللفظ من قبل الله، وإعلان رسول الله ذلك للمسلمين ومن الأسباب التي دعَتْ عفّانه إلى إنكار النسخ الشعور بالخطر من الإفراط في القول بالنسخ في القرآن؛ إذ يقول: «بالغ الكثير من مدَّعي النسخ في كثرة وجود النسخ في القرآن، حتّى وصلت دعوى النسخ إلى مئات الآيات، ممّا ينذر بخطر ذلك، والضرر المترتِّب على الشريعة والقرآن منه . والدكتور محمد صالح علي مصطفى: وهو من أساتذة جامعة سوريا. قال في كتابه «النسخ في القرآن الكريم، مفهومه وتاريخه ودعاواه»، خلال إشارته إلى المنكرين، أمثال: أبي مسلم ومحمد الغزالي ومحمد الخضري وعبد المتعال الجبري وأبو زهرة، ولأجل رفع الاختلافات في المسألة، قال: «إن الاختلاف بين المؤيِّدين والمعارضين في مسألة النسخ اختلافٌ صوري، وليس له علاقة بجوهر وحقيقة النسخ، بل الاختلاف في الاسم والمسمّى. والاختلاف الحقيقي وقع بين بعض أهل الإفراط والتفريط. ولكنه يقول في آخر كلامه: «أنا أقول بالنسخ في خطبي ومحاضراتي في ثلاثة موارد فقط، ولكنّي عندما أريد نقل ذلك إلى الكتابة فإنّني لا أقول بالنسخ، حتّى في تلك الموارد الثلاثة . عبد الكريم الخطيب: من المفسِّرين المعاصرين في مصر. وتفسيره في ستّة عشر مجلَّداً، تحت عنوان «التفسير القرآني للقرآن». وقد أنكر النسخ خلال تفسيره للآية 106 من سورة البقرة، واعتبر أن موضوعها تغيير القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام وكذلك ـ وفي قراءةٍ جديدة ـ فسَّر قوله تعالى: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ﴾ (النحل: 101) بأنه التغييرات في وضع الآيات والسور، أو وضع الآيات المدنية في السور المكِّية، وبالعكس(معتقداً «أن إبقاء الآيات المنسوخة في القرآن كحفظ الأموات في التابوت، والقرآن أجلُّ من هذا. عبد الرحمن الوكيل: وهو من الباحثين المصريين. أنكر النسخ في تعليقه على كتاب «روض الأنف»، للسهيلي، وهو شرحٌ لسيرة ابن هشام. إذ يقول: "لا بُدَّ لنا من الحذر من قبول نظرية النسخ، وأن ننكرها إنكاراً جدِّياً؛ لأنه يحتمل في فرض قبول هذه النظرية أن نحكم ـ جهلاً بالواقع ـ ببطلان آيةٍ، ونكون بهذا قد حكمنا ببطلان ما كان حقّاً". محمد أبو زهرة من أساتذة معهد أصول الدين «الأزهر». وسعيد الأنصاري الهندي: تخرَّج من جامعة الأزهر، وهو هنديّ الأصل. جمع آراء ونظريات أبي مسلم من التفسير الكبير في كتابٍ أطلق عليه «ملتقط جامع التأويل». وقد تابع أبا مسلم في إنكار نظرية النسخ. طُبع كتاب «ملتقط جامع التأويل» في كلكتا . الشيخ محمد محمود ندا: وهو من باحثي القرن الخامس عشر، والمدير العام للحوار الإسلامي في وزارة الأوقاف المصرية. أنكر النسخ في كتابه «النسخ في القرآن بين المؤيِّدين والمعارضين». ويقول في ذيل موضوع «ليس في القرآن آيات معطَّلة»: «لا نجد نصّاً صريحاً من القرآن، أو نصّاً متواتراً، يقول: إن هذا الحكم ناسخ للحكم الفلاني. إيهاب حسن عبده: وهو من علماء مصر المعاصرين. أنكر بشدّةٍ وجود النسخ في القرآن، واعتبر منشأه اليهود؛ إذ يقول: «والحقّ هو أن يد الناس قديماً عندما طالت الكتب الإلهية حذفاً وإضافة على طبق هواها ظهر التناقض والاختلاف في تلك الكتب، وهو نفس السبب الذي دعا المعاصرين إلى القول بالنسخ . لجنة القرآن والسنّة: وهي مجموعة من الباحثين المصريين، التابعين لمؤسَّسة الأوقاف. وقد كتبوا تفسيراً يحمل عنوان «المنتخب في تفسير القرآن الكريم»، حملوا فيه الآيات الثلاثة على المعجزة أو الشرائع الدينيّة السالفة. بالإضافة الى من تقدموا فقد انكر الناسخ والمنسوخ كل من الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ حسن فرحان المالكي والمستشار احمد عبده ماهر وابن قرناس والدكتور محمد شحرور والدكتور محمد عمارة والأستاذ عدنان الرفاعي والأستاذ عدنان ابراهيم والأستاذ ابراهيم عيسى والأستاذ زكريا اوزون ووالدكتور مصطفى زيد وومحمد ابو زيد .
يدعي من يتهم القران بفرية الناسخ والمنسوخ ان الاية " (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ. ((وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي (كُنْتَ عَلَيْهَا) إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ ))وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ ((قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ ))فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ " تدل على الناسخ والمنسوخ ولكن لو تدبروا القران لوجدوا ان الاية ابعد ما يكون عن الناسخ والمنسوخ ولنبين الاية نقول . لايوجد في الاية أي ذكر للتوجه الى بيت المقدس ( وما جعلنا القبله التي كنت عليها ) أي ما كان الاتجاه الذي كنت عليه يامحمد (الا لنعلم من يتبع الرسول ) اي ليتبين من يتبع الرسول ومن يخالفه . فالعلم موجود لتطبيقه علي ارض الواقع هو لنعلم على ارض الواقع من يتبع الرساله والمنهج ومن ينقلب علي عقبيه . ( التي كنت عليها ) ولم يقل التي امرناك بها. ( قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ) .وهي واضحة ان النبي كان واقعا بين القبلة التي عليها قومه التي وضعها إبراهيم عليه السلام " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " والقبلة التي كان عليها اهل الكتاب فيما لم يؤمر به لحين نزول الامر الالهي . بينما لو كان هذا الامر ( الاتجاه نحو بيت المقدس ) لو كان بأمر من الله فأكيد سيكون راضيا وخاضعا لأمر وطاعة الله . (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنت فولوا وجوهكم شطره ) هذا هو الامر المباشر من الله للاتجاه الي القبلة لجميع المسلمين . اي ان التوجه نحو القبله ( المسجد الحرام) كان امرا من الله .
وخلاصة القول ، أن ما ادخله احبار اليهود وتلاميذهم أمثال كعب الاحبار وغيره حول وجود آيات لم يتم إدراجها فى «المصحف»، يستند إلى الرغبة في الطعن بالقران ووصفه بغياب الدقة، اعتماداعلى روايات المفسرين الذين نقلوا هذه الأخبار دون أن يتوصلوا إلى أن القرآن يفسر بعضه بعضاً، وأنه فى القرآن آية تقول «وإنا له لحافظون»، فالقول بإلغاء أو نسخ آيات، لا يوجد دليل عليه، ومن المفسرين من قال بنسخ آيات من القرآن الكريم اعتماداً على أحاديث ضعيفة أو آحاد، أو مشكوك فى سندها إن «القرآن الكريم» الذى بين أيدى المسلمين هو «التنزيل العزيز» أنزله الله إلى محمد بن عبدالله نبيه ورسوله «صلى الله عليه وسلم»، وهذا يعنى أن القول بوجود منسوخ وناسخ فى القرآن أمر لم يقم البرهان القاطع عليه.
#زهير_جمعة_المالكي (هاشتاغ)
Zuhair_Al-maliki#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟