أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد زوبدي - الفوضى الخلاقة و ارتداداتها القاتلة















المزيد.....

الفوضى الخلاقة و ارتداداتها القاتلة


عبد المجيد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 7855 - 2024 / 1 / 13 - 07:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سقوط نظام صدام حسين، تم وضع مخطط ما يسمى بالشرق الاوسط الكبير، معتمدا على استراتيجية الفوضى الخلاقة التي ستعم جل الدول العربية واظهار النموذج التركي اعلاميا كمثال يحتذى به على المستوى الاقتصادي و السياسي بحكمها مستعمرا قديما لعدة قرون، و تعرف جيدا من أين يأكل الكتف بهذه الدول.
على الساحة العراقية: بدأ تنفيد هذا المخطط بعد غزو العراق من طرف الولايات المتحدة الامريكية و حلفائها بدريعة وجود اسلحة الدمار الشامل التي تبين فيما بعد بأنها ليست إلا أكذوبة رغما اعتراض مجلس الأمن عن ذلك. و كان الهدف من ذلك هو محاولة تقسيم العراق الى ثلاثة دويلات بناء على النزعة العرقية و الطائفية و تفكيك الدولة المركزية القوية و صناعة الدولة الفاشلة، فنتج عن ذلك ما لم يكن منتظرا في الحسبان، حزب الله العراقي على مقاس حزب الله اللبناني و الحشد الشعبي المحسوبين لولائهم لإيران.
على الساحة الليبية : كان القذافي كعادته و بدون دراسة النتائج العكسية، يعتقد بأن ثورات الربيع العربي لا تهم بلاده بل العكس بأنها لصالح بلاده و تسيروا في الاتجاه الذي يريده، فدعا في مسيرة قام بها الى انتفاضة الشعوب العربية و توجهها نحو إسرائيل لتحرير فلسطين، فتلقت هذه الاخيرة الرسالة بكل وضوح فدرست بعمق كل ما يجري بالساحة العربية والبحت عن نقط ضعف حكامها و قوة شعوبها، فوضعت خطة استراتيجية لتوجيه هذا الحراك الشعبي لصالحها وبالتنسيقي مع الحكام العرب المهددين من طرف شعوبهم بالدعم المالي اللامحدود، فبدأت بإسقاط النظام الليبي عبر تسخير الاعلام العربي بقيادة الجزيرة لتوجيه الشعب الليبي و التحكم فيه في الاتجاه الذي تريده، و تدخل الناتو جويا و عبر قواته الخاصة. فنجحت في ذلك بإسقاط النظام و تسببت في قتل القذافي بطريقة غير اخلاقية لا تحترم القوانين الدولية. فكانت النتيجة صناعة دولة فاشلة، و ربما سينتج عنها هي الاخرى فصائل مسلحة قوية شبيهة بحزب الله اللبناني إذا لم تنجح مساعي المصالحة.
على الساحة السورية : فبعد سقوط طرابلس في أيدي ثوار الناتو، سارع أحد المنفذين للفوضى الخلاقة و المتعطشين للقضاء على النظام الليبي الى المشاركة في الاحتفال بهذا النصر بطرابلس، فألقا كلمة حماسية أمام الجماهير و من أهم ما جاء في كلمته هذه " نحن سعداء بهذا الانتصار مع الشعب الليبي و نتمنى لهذا الانجاز الرائع أن يلهم الشعب السوري لإسقاط دمشق و الشعب الإيراني لإسقاط طهران و لما لا موسكو و بيكين". و من خلال هذه الكلمة، تلقت الرسالة بوضوح كل من طهران و موسكو و بيكين، فسارعوا لتقسيم الأدوار فيما بينهم للتصدي لهذا المخطط قبل حدوثه في أراضيهم من أجل حصاره و افشاله بالساحة السورية، لأنهم اعتبروها حربا تدخل ضمن مجال أمنهم القومي. فعرفت و لازالت تعيش الساحة السورية حربا بالوكالة ما بين الذين يريدون إسقاط النظام و الذين يريدون الحفاظ عليه. فكانت النتيجة هنا أيضا هو تغلغل القوة الايرانية بالساحة السورية و أصبحت تمثل تهديدا قريبا و مباشرا لإسرائيل.
على الساحة اليمنية : فبعدما تبين بأن الحراك الشعبي في اليمن يسير في الاتجاه الغير المرغوب فيه، سارعت امريكا و ممثلها اسرائيل بالمنطقة الى انشاء حلف عربي بزعامة المملكة العربية السعودية بحجة دعم الشرعية و مدها بكل الوسائل اللوجستية للقضاء على جماعة الحوتيين و تدميرها و جعلها هي الأخرى دولة فاشلة، فماذا كانت النتيجة، اطلاق يد جماعة الحوتيين التي أصبحت أقوى من حزب الله اللبناني.
عل الساحة السودانية: ما يجري حاليا على الساحة السودانية بعد تقسم السودان و خلع عمر البشير عن الرئاسة يذكرنا بالحرب الاهلية التي عرفها لبنان لأن الدولة العميقة بهذا البلد تقسمت الى شطرين بعد سقوط النظام القديم. و ستِؤدي الحرب الاهلية التي تدور فيها في حالة ما إدا لم يستوعب نجباء و عقلاء هذا البلد بالمخاطر التي تسلط عليهم تحت ضغط الفوضى الخلاقة الى صناعة دولة فاشلة تسيطر عليها المليشيات المسلحة و يصعب القضاء عليها مستقبلا و ستهدد الجميع بما فيها من يسهر على تدمير هذا البلد.
و على الساحة الفلسطينية: بعد اتفاقية أو معاهدة أوسلو و المعروفة رسميا بإعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي، التي كانت تهدف الى تشكيل دولة فلسطينية على اراضي 1967 و عاصمتها القدس الشرقية، تم هي الأخرى افشالها و بناء المستوطنات بالضفة الغربية و قطاع غزة. فماذا نتج عن ذلك، فصائل فلسطينية مسلحة و على رأسهم حماس و الجهاد الاسلامي اللتان تعتبران من الحلفاء الاقوياء لإيران.
فيمكن الاستخلاص إدا بأن الهدف المقصود من الفوضى الخلاقة و صناعة الدول الفاشلة، هو حماية إسرائيل و هيمنتها على الدول العربية، لكن النتيجة كانت عكسية عندما خُلق من داخل كل دولة فاشلة جماعة أو حزب قوي شبيه لحزب الله اللبناني حليفا قويا لإيران، فأصبحت إسرائيل محاصرة من كل الجهات بالصواريخ و الطائرات المسيرة عن بعد. و الأخطر من ذلك، أن هذه التنظيمات لا يمكن إيقافها و التفاوض معها، لأنها ليست بدول تخاف عن سقوط أنظمتها.
و ما تعيشه اسرائيل منذ احداث السابع من أكتوبر حتى الآن و ما سيليه، فهو نتيجة لانعكاسات الفوضى الخلاقة. فمن هذا المنطلق و دائما لضمان أمن و استقرار إسرائيل و يعم السلام بالمنطقة، أصبح التفكير في إعادة استراتيجية الفوضى الخلاقة و صناعة الدول الفاشة و تعويضها بخطة بديلة معاكسة لما قبل، ضرورة ملحة قبل فوات الأوان كي لا تتوسع الحرب الدائرة حاليا في غزة و جنوب لبنان. و لعل ما يدور الآن في باب المندب و البحر الاحمر و بحر العرب، ينذر بقرب حرب إقليمية و ربما ستتجه الى أبعد من ذلك لتصبح حربا عالمية. و لهاذا الغرض ففي نظري يجب التفكير في خطة بديلة معتمدة على الجانب الاقتصادي و السياسي، و هذا يتطلب أولا و في أسرع وقت ممكن، إيقاف هذه الحروب المدمرة التي ستقضي على الجميع، و التخلي عن صناعة الدولة الفاشلة، و بناء الدولة المسؤولة القادرة على الوفاء بالوعود و الالتزامات.
و بناء على ما اشرنا اليه سابقا، وقبل التفكير في وضع الخطط لإعادة الاعمار الشاملة في غزة أو غيرها من الدول ما بعد الحرب يجب أولا ايجاد الحلول الشاملة للمشاكل التي تسببت في هذه الحروب, ونعرف جيدا أن هناك أسباب داخلية و أخرى خارجية، و اذا تمعنا جيدا، نجد حتى الاسباب الداخلية ركائزها الاساسية خارجية و هذه الاسباب الخارجية تتجلى في أمن اسرائيل بالدرجة الاولى. إدا لابد من ايجاد حلول مع هذه الاخيرة. ففي نظري فالخطة الناجعة للخروج من هذه المعضلة لكي تكون الاستفادة منها للجميع رابح رابح، يجب وضع ما سمي سابقا بصفقة القرن كأرضية للنقاش تدرس من جديد، ليس من جانب واحد كما سبق، و لكن أيضا من الجانب الفلسطيني العربي الاسلامي و تأخذ بعين الاعتبار الجانب السياسي : حل الدولتين و عودة اللاجئين وتحرير الجولان ليعيش الجميع في سلام و أمن شامل.



#عبد_المجيد_زوبدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوضة الخلاقة و ارتداداتها القاتلة
- الاحتباس الحراري


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد زوبدي - الفوضى الخلاقة و ارتداداتها القاتلة