شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 7854 - 2024 / 1 / 12 - 03:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في استحضار ذكريات مروعة في مختلف أرجاء مناطق تواجد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام في سورية ..عندها، استحصل تنظيم داعش على فتوى تبرر قتله لأفراد العشيرة على نطاق واسع. فقد اعتمد التنظيم على الفكر الديني واستخدام الفتاوى كسلاح للسيطرة على عقول أعضائه وقادته، والاستيلاء على مساحات شاسعة، وذبح مجموعات من الأشخاص على أساس الهوية. وفي هذه الحالة، أصدر المدعو أبو عبد الله الكويتي فتوى مفادها أن أهل الشعيطات ينتمون إلى "جماعة ترفض الانصياع للحكم الإسلامي بالسلاح." وتابع النص مؤكدًا أنه "لا يجوز عقد هدنة معهم ولا إطلاق سراح أسراهم لا بالمال ولا بأي وسيلة أخرى. ولا يجوز تناول لحوم الحيوانات التي يذبحونها، ولا يجوز لأحد أن يتزوج نساءهم. ويُسمح بقتل أسراهم ومطاردة كل من يهرب منهم وقتلهم. كما يسمح بقتل المصابين من بينهم، ويجب مقاتلتهم حتى لو لم يبدأوا القتال."
بحسب المنطق الديني لهذه الفتوى، يجب اعتبار جماعة مثل الشعيطات جماعة كافرة ويجب محاربتها، وفقًا لجميع علماء الإسلام، حتى لو لم تنكر الجماعة صحة الشريعة. باستخدام هذا التبرير، استقدم تنظيم داعش تعزيزات عسكرية كبيرة من محيط محافظة الحسكة إلى شمال دير الزور. فحاصرت هذه القوات عشيرة الشعيطات من جميع الجهات، محولةً مصير الجماعة إلى مسألة حياة أو موت. وعلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، مقابل مناطق الشعيطات، كانت المليشيات الإيرانية والتابعة للأسد بكل بساطة تراقب الوضع وتنتظر.
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟