أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد حرمل - مـصـيـــر الأحـــزاب














المزيد.....

مـصـيـــر الأحـــزاب


محمد حرمل

الحوار المتمدن-العدد: 46 - 2002 / 1 / 26 - 17:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



تعيد «الحرية» نشر المقال أدناه وهو افتتاحية العدد الثاني (12/2002) من مجلة «الطريق الجديد» الناطقة بلسان حزب «التجديد» التونسي يتناول فيها الأمين العام للحزب الرفيق محمد حرمل تجربة العمل الحزبي في تونس. وقد أحدث المقال صدى في الأوساط الحزبية التونسية لما فيه من مواقف مستجدة.
January 19, 2002


هل فشلت التجربة التعددية التي نعمل في إطارها المحدود بعد أن استوفت إمكانياتها الإيجابية في شكلها الحالي، ولقد فشلت التجارب السابقة، في بداية الاستقلال ثم في الثمانينيات؟ فهل من باب القضاء والقدر أن تفشل كل التجارب التعددية؟ وهل من «إرادة الشعب» أن تبقى الأحزاب الخارجة عن السلطة «أقليات» ضئيلة وتسفر كل الانتخابات عن نتائج هزيلة ويبقى الحزب الحاكم وحيداً؟
تساؤلات تطرح نفسها بإلحاح شديد إزاء المأزق الذي وصلت إليه الحياة السياسية وهي تدفعنا إلى الصراحة الكاملة لتشخيص الأسباب ومحاولة الاهتداء إلى الحلول، بعيداً عن التفسيرات السطحية والمقاربات المبتذلة والتبـريرية.
إني أصبحت أشك في مصير التعددية في شكلها الحالي وفي مصير الأحزاب، الممثلة منها والتي لا تمثل شيئاً، الجدية منها وغير الجدية.
أصبحت أشك بعد أن كانت لي آمال واسعة في أن التعددية سائرة نحو الانتشار والتأصل في المجتمع ولو بمراحل وفي إطار وفاق وطني يحمي المكاسب ويضمن الاستقرار.
فمع مرور الأيام والسنوات والمراحل والتجارب المرة في الانتخابات وخارجها، اتضح لي ولغيري أن هذا الشكل من التعددية لم يتطور وإن الأحزاب لم تتقدم بل لا تزال تدور في حلقة مفرغة وتكاد مجهوداتها تذهب أدراج الرياح. ولم يتغير التوازن القديم المختل بين الحزب الحاكم والمعارضة بين السلطة والمجتمع بين ثقافة الحزب الواحد وثقافة التعددية.
هذا لا يعني أنني أنكر وجود فضاءات تعددية اعتبـرها مكاسب ومجالات تتحرك في إطارها أحزاب قانونية وأخرى غير قانونية ومجموعات معارضة تقدم المطالب والاحتجاجات، كما أن الأحزاب الممثلة في البـرلمان تعبـر عن مواقفها وتشارك في الحياة البـرلمانية. والصحافة المكتوبة أصبحت تغطي جزءاً من هذه التحركات. فهناك هامش من الحريات رغم المضايقات التي تعرض لها عدد من المعارضين. لكن القضية الكبـرى وهي مفارقة هي أن هذا «الهامش» بقي هامشاً. وهو لا يسمح بالنقلة النوعية إلى التعددية المنشودة بل تجمدت الأمور فيما هي عليه وأغلقت أبواب الخروج من المأزق. كأن هناك «أياد خفيو» فعالة هي في الحقيقة منظومة كاملة من المعوقات والحواجز تتحكم في الأمور وتفرض على التعددية أن لا تتطور وعلى الأحزاب أن لا تتقدم. وألا تتجاوز الحد الأدنى الذي لا يغير دار لقمان.
ومن أهم هذه المعوقات «التطير» من الرأي المخالف وإن كان مسؤولاً ورفض النقد وإن كان بناء، حتى أصبح الوفاق الوطني أحادي الجانب لا يقبل إلا المساندة بل المساندة المطلقة.
ويتجسم هذا التمشي في غياب التعددية في الإعلام الوطني التلفزي بالخصوص إلا تلك الدقائق الخاطفة في الانتخابات. ونحن في عهد الفضائيات التلفزية. فكيف يمكن أن نعرِّف بمواقفنا واجتهاداتنا؟ وكيف يمكن نشر ثقافة التعددية والإعلام التلفزي تحتكره التوجهات والأخبار الرسمية وحدها؟
ويقابل هذا التغييب «حضور» في الساحة السياسية يقدم للناس صورة باهتة لما يسمونه بـ «الأحزاب المعارضة» وكأنه حزب واحد لا فرق ولا فرز بينها، بـرامجها متشابهة ظاهرياً لا هوية لها، لا يسارية ولا يمينية! وهي لا تتنافس على أرضية سياسية فكيف يتعرف الرأي العام على هذه الأحزاب وعلى حقيقة توجهاتها وأهدافها؟
ولا غرابة أن يؤدي هذا «التفريغ» السياسي إلى استمرار اللامبالاة والعزوف والى نسف دور الأحزاب ـ أعني الأحزاب المعارضة الجدية وبالتالي إلى افراغ التعددية من فحواها. ذلك أنه لا تعددية دون أحزاب فاعلة ومؤثرة.
وإذا تواصل هذا الوضع فإن هذا سيخلق التربة الخصبة «للتلوث» بمختلف أشكاله والى التطرف والمغامرة وتغذية التيارات الرجعية مع تأصل التحزيب المصلحي والمتاجرة بالسياسة. هذا من شأنه أن يهدد كل المكاسب ويجعل أي إصلاح فوقياً فاقد النجاعة.
نعم لقد أصبحت أشك في مصير الأحزاب. وفي مصير التعددية في شكلها الحالي.. على أني لا أزال أعتقد أن البلاد في حاجة إليها. على شرط أن تعرف هي بدورها كيف تتجاوز الحواجز بما في ذلك الحواجز الذاتية والمقاربات القديمة. فتحكم خطتها وتعقلن مواقفها وطرق عملها وتتميز عن المجموعات الهامشية وتوحد صفوفها على قواعد مقنعة للجميع.



#محمد_حرمل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تعاني من الأرق؟.. طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
- ماذا نعرف عن العالم الخفي لمنجم ذهب تديره إحدى العصابات بجنو ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة 23 في الغارة الإس ...
- ما هي الدول والشركات التي تبيع أسلحة لإسرائيل؟
- سلسلة غارات إسرائيلية على منطقة البسطا وسط بيروت
- تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد حرمل - مـصـيـــر الأحـــزاب