أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد عفانة - وَمَضَات نَقْدِيَّةٍ مِنْ سِيسِيولْوجِيا حَالَةَ اَلْحَرْبِ














المزيد.....

وَمَضَات نَقْدِيَّةٍ مِنْ سِيسِيولْوجِيا حَالَةَ اَلْحَرْبِ


مؤيد عفانة
كاتب

(Moayad Afanah)


الحوار المتمدن-العدد: 7853 - 2024 / 1 / 11 - 10:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بقلم: مؤيد عفانة/ باحث اقتصادي واجتماعي

مُنْذُ مِائَةِ يَوْمٍ إِلَّا قَلِيلاً، تواصل إسرائيل شنّ عدوانها على قطاع غزة، يرافقها تضييق وحصار وتقطيع أوصال الضفة الغربية، واقتحامات يومية، إضافة إلى اغلاق المناطق المحتلة عام 1948 أمام الفلسطينيين، وما رافقها من انكماش للدورة الاقتصادية، وضيق في العيش، وأخبار يومية مؤلمة عن المجازر بحق أهلنا في قطاع غزة، وما أفرزته حالة الحرب والعدوان من ضغط اقتصادي واجتماعي ونفسي، يعاني منه الشعب الفلسطيني عامّة.
وفي حالة الحرب، من المعلوم بداهةً، ارتفاع منسوب التضامن والتكافل الاجتماعي، وتقاسم الكلّ الفلسطيني "لقمة العيش والهمّ معاً"، وتعزيز أواصر التكاتف الاجتماعي، وسيادة الشعور الجمعي على الفردانية، وربما سنوات الانتفاضة الأولى كانت أنموذجاً على حالة التكاتف والتعاضد المجتمعي، رغم الظروف الصعبة التي مر بها الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من المشهد الجميل المختزن بالذاكرة، ألا أنه ظهرت عدة افرازات سلبية في المجتمع الفلسطيني في حالة الحرب الراهنة، بحاجة الى تأمّل ونقد من أجل الأفضل.
اَلْإِشَاعَة،
رغم نسبة التعليم المرتفعة، وكمّ الوعي لدى الشعب الفلسطيني، إلا أنّ الاشاعة، والأخبار الكاذبة، لعبت دورها في المجتمع الفلسطيني خلال الحرب، ومنها ما كان عبثياً، ومنها ما كان موجّهاً، ومما ساهم في انتشارها، سطوة منصات التواصل الاجتماعي على حياتنا العامّة والخاصّة، واستحواذها على حيّز من الوعي الجمعي، ودورها في تشكيل الرأي العام، وأضحت منصات التواصل الاجتماعي دفيئة مثالية لتكاثر ونشر الشائعات بسرعة الضوء، خاصة مع سهولة النقل والتداول، والاضافات لمن شاء، وتوظيف مخرجات الذكاء الاصطناعي لخدمتها، وعززّ انتشارها مجموعات التواصل الاجتماعي المغلقة، والتي لا تخضع لتدقيق، أو رأي من خارج تلك المجموعات، بحيث اختلط الأمر ما بين الخبر الصادق والكاذب، وما بين الحقيقة والوهم، وأضحى هناك استسهالاً جمعياً لتقبل الإشاعة، أو حتى نقلها دون إعمال العقل فيها، أو التفكير النقدي، أو التحقق منها.
سَطْوَة اَلسِّيَاسَاتِ اَلنِّيُولِيبِرَالِيَّةِ فِي اَلْمُجْتَمَعِ اَلْفِلَسْطِينِيِّ
على الرغم من كون المجتمع الفلسطيني مجتمع "تَكَافُلِيٌ بِالطَّبْعِ"، إلا أنّ حالة الحرب الحالية، أظهرت بشكل جلِيّ سَطْوَة اَلسِّيَاسَاتِ اَلنِّيُولِيبِرَالِيَّةِ فِي اَلْمُجْتَمَعِ اَلْفِلَسْطِينِيِّ، ويشير مفهوم «النيوليبرالية» إلى تبني سياسات اقتصادية تقلصّ من دور الدولة، وترفع من دور القطاع الخاص قدر المستطاع، وتسعى «النيوليبرالية» لتحويل السيطرة على الاقتصاد من الحكومة إلى القطاع الخاص، وسيادة السياسات الرأسمالية المطلقة، وتأييد اقتصاد عدم التدخل الحكومي، والسماح بأقصى حرية ممكنة في السوق.
وللخروج من طور المفهوم النظري المجرد إلى التطبيق، فإن سياسات بعض شركات القطاع الخاص الكبرى المزودة للخدمات الأساسية، بقطع تلك الخدمات "الأساسية" عن المواطنين بسبب عدم قدرتهم على دفع أثمان تلك الخدمة بسبب فقدانهم لأعمالهم، أو عدم انتظام رواتبهم، مثال صارخ على إحلال السياسات «النيوليبرالية»، بدلاً من سياسات التكافل الاجتماعي والتعاضد وقت الأزمات، الأمر الذي ضرب مفهوم العدالة الاجتماعية، وعمّق الرتق ما بين الطبقات الثرية والفقيرة، ويعمل على ذوبان الطبقة الوسطى وانزلاقها تجاه الفقيرة، خاصة وأن حوالي (205) ألف عامل فقدوا عملهم داخل الخط الأخضر والمستوطنات، وحالي (150) ألف موظف حكومي لم تنتظم رواتبهم، إضافة إلى مئات آلاف التجار والعمال المحليين، والعاملين في مجال النقل والخدمات وغيرهم، ممن تتضرروا بشكل مباشر من تبعات الحرب، ولم تقتصر تلك التوجهات على شركات القطاع الخاص، بل انزلقت إلى ذلك على سبيل المثال لا الحصر، هيئات محلية، ومؤسسات تعليم عالي، حيث حمّلت جامعات فلسطينية الطلبة رسوم (انترنت) و(تأمين صحي) وغيرها، رغم تحوّل تعليمهم إلى الكتروني، وربما الفصل الثاني كذلك، الأمر الذي يعني جباية ملايين الدنانير من الطلبة، دون خدمة فعلية مقابلة، خاصة وأنّ عدد الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية يربو على (225) الف طالب وطالبة، تبعاً لبينات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
اَلْأُلْفَة اَلْغَافِلَةِ،
وهي ألفة مشاهد القتل والتدمير في قطاع غزة، حتى أدخلتنا في غفلة عن الحدث، وبشاعته، وأضحت المجازر اليومية كأنها روتين حياة، وكأن زخم المشاهد المروّعة في بداية الحرب، خلقت تبلداً في المشاعر، وقننت التفاعلات المجتمعية مع الأحداث.
وفي ضوء الومضات السيسيولوجية أعلاه، لا بُدّ من وقفة تأمّل، والعمل من خلال المستويات كافّة: الحكومية، الأهلية والشعبية، النخب الفكرية والثقافية، النقابات والاتحادات، والمواطنين أنفسهم، على إعادة ضبط التوجهات الاجتماعية والاقتصادية الاصيلة للشعب الفلسطيني، وتعزيز التكافل والتعاضد المجتمعي، وإعمال العقل والفكر في سياقات الحياة المختلفة، فتمتين الجبهة الداخلية، لا يقل أهمية عن الجبهات الخارجية.



#مؤيد_عفانة (هاشتاغ)       Moayad_Afanah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إِضَاءَة عَلَى اَلْقَرْضِ اَلْمَجْمَّعِ اَلَّذِي حَصَلَتْ عَ ...
- خَوَارِزْمِيَّات اَلْفَيْسَبُوكْ . . . وَثَقَافَةُ اَلْقَطِي ...
- عمال فلسطين والحاجة إلى حماية اجتماعية عاجلة
- مُقَوِّمَات نَجَاحِ اَلتَّخْطِيطِ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيِّ
- لِمَاذَا تَفْشَلُ اَلْخُطَطُ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيَّةُ لِلْمُؤ ...
- اَلْهَنْدَرَة . . . رَافِعَةٌ لِلْإِصْلَاحِ اَلْإِدَارِيِّ ف ...
- نَحْنُ بِحَاجَةِ لِقَانُونِ خِدْمَةٍ مَدَنِيَّةٍ جَدِيدٍ
- أَيْنَ نَحْنُ مِنْ اَلْعَدَالَةِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ؟
- صَافِي اَلْإِقْرَاضِ وَاسْتِنْزَافِ اَلْمَالِ اَلْعَامِّ . . ...
- وَأَفَلَ عَامُ 2022!
- وَمَضَات مِنْ سِيسِيولْوجِيا مُونْدِيَالِ قَطَرَ 2022
- أَيْ نِظَامٍ ضَرِيبِيٍّ نُرِيدُ؟
- لِمَاذَا اَلْمُسَاءَلَةُ اَلْمُجْتَمَعِيَّةُ؟
- اَلْمُوَازَنَة اَلتَّشَارُكِيَّةِ . . . رَافِعَةٌ لِتَطْوِير ...
- اَلْمُسَاءَلَة اَلْمُجْتَمَعِيَّة ضَرُورَة لِتَطْوِيرِ عَمَل ...
- اَلْحَوْكَمَة وَالتَّنْمِيَة اَلْمُسْتَدَامَة فِي فِلِسْطِين
- أَيْ قَانُونِ انْتِخَابَاتٍ نُرِيدُ؟
- غَلَاَءُ الأَسْعَار ... مَا بَيْن الْحَقِيقَة وَجَشَع رُؤُوس ...
- قِرَاءَةٌ نَقْدِيّةٌ فِي قَانُونِ الاِنْتِخَابَات المَحَلِيَ ...
- التَهَافُتُ عَلَى مَقَاعِد التَشْرِيعِيّ ... هَلْ لِخِدْمَةِ ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد عفانة - وَمَضَات نَقْدِيَّةٍ مِنْ سِيسِيولْوجِيا حَالَةَ اَلْحَرْبِ