كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7853 - 2024 / 1 / 11 - 00:13
المحور:
القضية الفلسطينية
يا للعار. . تعددت طرق الخسة والنذالة حتى طغت روائحها الفاسدة فوق مستنقع المشهد السياسي. واتسعت رقعتها بلا حياء حتى تصدرت المخاطبات الرسمية وغير الرسمية. ففي الوقت الذي كان فيه الهلال الاحمر الكويتي يطلق تصريحاته المدوية عن سرقة 90% من المساعدات المرسلة إلى أهلنا في غزة، كان جنرالات السلطات المصرية يتسترون بلا اهتمام على تلك السرقات المتكررة. زاعمين انها انتهاكات فردية غير مسيطر عليها، على الرغم من ظهور المسروقات معروضة في متاجر القاهرة. .
ولما ألح الكويتيون بالسؤال جاءهم الرد بأسلوب القبضايات والسرسرية: (ده حال البلد عندنا. ودي تجاوزات فردية مش مسؤولين عنها، واللي مش عاجبو يشوفلو معبر تاني. احنا مش عايزين دوشة دماغ). .
تأتي هذه الردود المخجلة على الرغم من الازدواجية التي تبناها إعلام الببغاوات في مصر. فهم يتحدثون من جهة عن حماسهم وتفاعلهم المفتعل مع سكان غزة. ويتحدثون من جهة أخرى عن فقدانهم مفاتيح معبر رفح، الذي اصبح الآن تحت إدارة نتنياهو. بل ان محور فيلادلفيا برمته صار في قبضة جنود حفاظات البامبرز. .
المشكلة ان بعض البلدان العربية الكبرى صارت تشبه المعضلات الرياضية المعقدة: حلول طويلة والنتيجة صفر. وهذا ما نراه من تصريحاتهم ولقاءاتهم المتلفزة. . نذكر منها على سبيل المثال. قول السيسي: (لا نريد ان تكون سيناء قاعدة لضرب جيراننا). بمعنى انه يرفض وجود أي مقاومة تضرب اسرائيل. . وتصريح آخر للمخابرات المصرية تقول فيه: (مصر مكلفة بالحفاظ على امن اسرائيل). وهذا ما جاء أيضاً على لسان المهرج عمرو أديب: (مصر مسؤولة عن ضمان امن إسرائيل وأمن الأردن). وله تصريح منشور على اليوتيوب، يشكك فيه بإسلام سكان غزة: (أوعى تصدق ان ذول مسلمين. عارف الناس دي تستحق اللي يجرى لها، وتستحق ان تنتهي. ونضرب تعظيم سلام للخواجة الاسرائيلي، ونقول له تمام يا عمي. سلام مربع يا عم. انته صح). .
فإذا كان هذا لسان اعلامهم، ولسان جنرالاتهم، ولسان قادتهم، فلا تتوقعوا منهم أي مبادرة لرفع الحصار عن غزة، ولا تتوقعوا منهم فتح بوابات المعبر، ولا تتوقعوا وصول أي مساعدات للجياع والمحرومين والجرحى. هؤلاء يشكلون مع العدو جبهة واحدة لسحق غزة وتدميرها. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟