مظهر محمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 7852 - 2024 / 1 / 10 - 00:07
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
1- ربما عد المفكر السياسي ابراهيم العبادي من بين قلائل المتصدين في تقييم تطور الظاهرة الديمقراطية في بلادنا تحليلاً ونقدا ً.
ففي عموده الاسبوعي اللاهب تصدر الصحافة العراقية بعنوان مفاده : لماذا تنحسر المشاركة السياسية في العراق ؟
مسلطاً الضوء قائلا ً:((…يقرأ الباحثون تكرر المقاطعة ورفض المشاركة على انه انعكاس لثقافة لاترى قيمة للصوت الانتخابي ،وقد تعزوه الى شكلية الممارسة الانتخابية وانها لاتمثل جوهرا ديمقراطيا ، انما هي ألية لاسباغ الشرعية على قوى تدمن البقاء في السلطة وتتصارع فيما بينها لجعل سلطاتها متوافقة مع الشرعية الانتخابية .
اذا جزم الفرد بان صوته لايغير من الواقع شيئا وان مشاركته وعدمها سيان ،تخسر العملية الانتخابية جمهورا مؤثرا وتكون منحصرة بجمهور ثابت يصوت عادة للجهات المرجعية التي ينتمي اليها ،ويتم تحفيزه بمكافاءات مالية واقتصادية وخدمية ،وبتخويفه من مخاطر سياسية وامنية تهدد تلك المصالح في حال عدم مشاركته ،او يندفع نتيجة اعتقادات وافكار وايديولوجية يتحرك في ضوئها .
بقاء هذه الحالة يهدد النظام السياسي ويقلص من مساحة الكتلة الصلبة المدافعة عنه ،ويجرده من القابلية على مواجهة التحديات المختلفة ،سيما القضايا الوطنية الكبرى )).
2- يلحظ جلياً ان الثقافة السياسية السائدة في جذرها الممتد في بلادنا ، تنحو صوب اشكالية جدلية تقارن بين اتساع دائرة الهوةِ ما بين القوى السياسية المنتفعة من السلطة (المتخمة الثراء) وبين جمهور سياسي بدا مغتربا في تلمس صورته عبر مسار استكمل رسم لوحته السياسية المبهمة ضمن نموذج ديمقراطي لم يستطع بلوغ اي درجة محددة من النضج في التاثير والتغيير او تفكيك جمود التنمية السياسية .
اذ وفرت تلك اللوحة رمزاً،
قوامه احلال مسار آلي من ميكانيكية الانتخابات ،ازدهرت من خلاله هياكل معزولة تبحث عن شرعيتها بصندوق انتخابي ربما خلا من كل شي الا لونه الإديولوجي المنغلق ، موفرا حاجزا هلامياً ، ابتعد عنه العقل النقدي ليستقر مغترباً بصوته الصامت خارج ذلك الصندوق ، وولادة نمط جديد من اللا مشاركة (النخبوية )في الحياة الديمقراطية.
3- وعلى الرغم من ذلك ،تبقى الأيديولوجيات قوة نقدية اذا ما اتخذت (اتجاهاً كميا تحليليًا )في محاكاة المحيط البشري وتفاعلاته منتقلة ً الى المستوى النظري عندما يتحول التحليل العقلي صوب تبديل مناحي الحياة كافة في افق (نوعي نظري ) مختلفاً في المستوى والاتجاه ، لكنه سيغترب لا محالة دون ان يفعل فعله المؤثر.
وهنا تتبدل الاديولوجيات وتتحول من المستوى النقدي الكمي الى المستوى النظري النوعي في دايلكتيك النقد والفكر مما يعمق من متلازمة الاغتراب بين كفتي التفكير والانغلاق بما في ذلك الانغلاق الديمقراطي.
4- وهكذا أفرزت الصناديق الانتخابية وكررت فئات متجذرة في البناء الفوقي للدولة ويمثلها (انموذج طبقة صلبة من نبلاء الديمقراطية ) بل ان ذلك الانموذج الديمقراطي بات يعتاش بشكل آلي على درجة اغتراب صناديق الاقتراع نفسها وبعدها عن الصوت الانتخابي ،وهي الصناديق التي امتلئت باللاشي من كل شي من انواع الفراغ السياسي لجمهور الناخبين.
#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟