سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7851 - 2024 / 1 / 9 - 12:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمکن لنظام الملالي الحاکم في إيران منذ 44 عاما، أن يتخلى عن أي شئ ولکنه لايمکن أبدا أن يتخلى عن ممارساته القمعية وعن البطش بالرافضين لحکمه والمطالبين بالتغيير ووضع حد لحکم يستمد جذوره من العصور الوسطى.
مر عام 2023، وأي مرور قد مر على الشعب الايراني البتلى بأسوء نظام دکتاتوري قمعي في هذا العصر، إذ وبحسب بيان صادر من أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في 5 يناير/کانون الثاني الجاري، فقد بلغ عدد الاعدامات التي قام نظام الملالي بتنفيذها خلال العام 2023، مالايقل عن 864 حکم إعدام، وهو الاعلى خلال الاعوام الثماني المنصرمة، وهو يدل في نفس الوقت على تمادي النظام وتجاوزه کل الحدود لکونه يواجه حالة رفض شعبية عارمة تصر على المطالبة بالتغيير ورمي هذا النظام الى مزبلة التأريخ، مع ملاحظة إننا نٶکد بأن العدد الحقيقي لأحکام الاعدامات المنفذة أعلى بکثير من هذا العدد لأن النظام ولأسباب کثيرة يتستر دائما على الارقام الحقيقية ويقوم بإخفائها.
يجب أن لاننسى بأن نظام الملالي قد دخل العام 2023، وهو لايزال يواجه إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي کانت الاعنف والاقوى من بين الانتفاضات السابقة وأکثرها إصرارا على المطالبة بإسقاط النظام، ولعل أکثر ماقد أثار حالة من الرعب والهلع غير العاديين في النظام هو إن هذه الانتفاضة قد تميزت بحالة من التنظيم وإنها کادت من أن تودي بالنظام وتجعله أثرا بعد عين، وهذا هو السر وراء تمادي النظام في تنفيذ أحکام الاعدامات على مر العام 2023، إذ کان يعيش حالة الوسواس القهري من خوف إندلاع الانتفاضة الکبرى التي ستطيح به في أية لحظة.
وقد جاء في البيان الصادر عن الامانة العامة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية:" لم تتوقف آلة خامنئي للتعذيب والإعدام والقتل لحظة في عام 2023 لمنع الانتفاضة. ووفقا لتقارير منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من داخل البلاد، بلغ عدد عمليات الإعدام المسجلة هذا العام ما لا يقل عن 864 سجينا، وهو أعلى رقم منذ الثماني سنوات الماضية. بالطبع، بسبب سرية عمليات الإعدام، فإن العدد الفعلي لعمليات الإعدام أعلى من ذلك بكثير. و زاد عدد عمليات الإعدام في عام 2023 بنحو 34٪ مقارنة بعام 2022 الذي بلغ فيه 646شخصا. كما شهد اتجاه عمليات الإعدام في عام 2023 ارتفاعا مستمرا، حيث تم تنفيذ أكثر من 36 بالمائة من عمليات الإعدام (313) في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام وخلال فترة الحرب في المنطقة.".
الخوف من عزم وإصرار الشعب على المطالبة بالحرية والتغيير الجذري الذي يعني إسقاط النظام ورميه في مزبلة التأريخ، هو من يقف خلف قيام النظام بمضاعفة الاعدامات ظنا منه بأن ذلك سيزرع الخوف والرعب ويثني الشعب عن مواصلة المسيرة ولکن خاب ظنه مثلما خابت ظنون معظم الانظمة الاستبدادية على مر التأريخ وإن هذا النظام ساقط على يد الشعب الايراني وإن الايام القادمة ستثبت ذلك للعالم أجمع.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟