أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعد محمد عبدالله - رسالة إلي الأهل في المجاور وما جاورها من مناطق في فقيد الوطن الرفيق بدر الدين إبراهيم














المزيد.....


رسالة إلي الأهل في المجاور وما جاورها من مناطق في فقيد الوطن الرفيق بدر الدين إبراهيم


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7850 - 2024 / 1 / 8 - 19:41
المحور: سيرة ذاتية
    


رسالة إلي الأهل في المجاور وما جاورها من مناطق في عزاء فقيد الوطن الرفيق بدر الدين إبراهيم:


فجعنا وصدمنا جميعًا بسماع نبأ إغتيال الرفيق بدر الدين إبراهيم “ود المجاور“، ورغم أنه إنسان مكافح ومسالم ومحب للخير والسلام إلا أن أيادي الغدر والأقدار تختار ما تختار، ويملئنا اليقين بأن المنية إن سلبت حياة الأخيار في الدنيا تهديهم حياة أجمل في عالم آخر، ورحيل رفيقنا بدر الدين ترك في قلوبنا جرحًا لا يندمل وفوق رؤسنا غيمة من البؤس لن ترحل، وأقول له في عالمهِ الجديد “لا تحزن يا رفيقي فقد سبقتنا إلي حيث أنت الآن؛ لكننا آتون طال الزمن أم قصر، ولو أن من صنع تلك الرصاصة المطلقة علي جسدك النحيل يعلم تمام العلم من تكون لما فعل ذلك علي الإطلاق؛ فكم في العالم الضيق من مناضلين ومفكرين أذكياء قُتِلوّا علي أيدي المجرمين والأغبياء، ولكن كما يُقال "الدنيا تفعل ما تشاء؛ وبمن تشاء، ولا يختار المرء في مشوار الحياة أيّ محطة للبداية والنهاية لكنه مخيرًا في أن يضع بصماته علي الدفتر الذي يريد للتاريخ".

لقد رحل الرفيق الجسور بدالدين، وهكذا حال الدنيا، وقبل أن يرحل كتب للتاريخ سيرة منيرة عن شخص مكافح وسياسي شجاع واثق الخطى وطويل الباع، واجه قسوة الحياة والتحولات السياسية في ولاية سنار بصمود وحكمة، ولم نراهُ يومًا منذ أن عرفناهُ متضجرًا أو متراجعًا ولو للحظة عن دروب النضال التي إختار فيها السير مع رفيقاته ورفاقه نحو السودان الجديد الذي خاطب قضايا المجتمعات المهمشة في ريف السودان الوسع، وقد كان مناضلاً صبورًا ومثابرًا يمسح بطيب خاطر كل البؤس واليأس عن جباه الناس ويزرع الآمال عندما تشتد الشدائد، وعمل من أجل خدمة شعب منطقة المجاور في رؤية ثاقبة تشمل ولاية سنار والسودان، فهو من الثوار الذين يحملون فكرًا نيرًا لتحقيق السلام والتنمية للريف والمدينة.

تعرفتُ لأول مرة علي الرفيق بدرالدين في نهاية العام 2019م وسط أجواء من الصخب الثوري والتفاعل السياسي الذي كان رفيقنا فيه مناضلاً يحلم بتحقيق التغيير والتحرر الوطني والتحول المدني الديمقراطي، وأودُ هنا الإشارة إلي بعض المشاهد التي جمعتنا مع الرفيق الصنديد بدر الدين في تلك الفترة الوجيزة التي تمنيناها أن تطول؛ حيث إلتقينا معه في العمل الجماهيري والتنظيمي بعد التوقيع علي إتفاقية جوبا لسلام السودان، وأظهر إمكانيات سياسية عالية عندما نجح مع مجموعة من أعضاء الحركة الشعبية في تنظيم اللقاء الجماهيري لإستقبال الرفيق الهادي ونه بمدينة المزموم عام 2020م، وأول نشاط للتنظيم عام 2022م عندما صدر القرار القيادي الخاص بإبتعاث لجان تنظيمية إلي الولايات؛ ففي المرة الأولى لهيكلة الحركة الشعبية "الجبهة الثورية" والمرة الثانية لإستكمال هياكل التنظيم بعد التغيرات الكبيرة والإنقسامات داخل كابينة الحركة الشعبية آنذاك، وقد ظل الرفيق بدر الدين في كل هذه الأجواء المتحولة حسب المواسم السياسية يعمل مع جميع الحركيين/ت باستنارة سياسية ومسؤلية تنظيمية ولم يتبدل أبدًا حتى أخر يوم في حياته، وتترجم تلك السيرة مضامين تجربة إنسانية مزدهرة لمناضل حركي وثوري من جيل الثورة والتغيير.

هنالك الكثير من المواقف والمشاهد التي جمعتنا مع الرفيق بدرالدين ابراهيم لا بد من التوقف عندها وسردها للتاريخ إلا أن المقام اليوم وفي هذه اللحظات الحزينة هو للحداد الشامل الذي تم الإعلان عنه عبر البيان الصادر عن الحركة الشعبية بولاية سنار بتاريخ 7 يناير - 2024م، وفي هذه السانحة أذكر رفاقنا ورفيقاتنا وكافة أهلنا بمنطقة المجاور وما جاورها من المناطق بأن هذا اليوم رغم الألم الذي يعتصرنا والظلام الذي خيم علي سمائنا فهو ليس يومًا للبكاء علي فقيدنا الراحل بل للإفتخار بأماجيد بطولاته السياسية والثورية ومواقفه النبيلة حتى مواجهة رصاص العدو، وعلينا جميعًا أن نحمل الرايا من أجل بناء السودان الجديد الذي كان يحلم به في حياته، وأن نعمل علي تخليد ذكراهُ في كافة تفاصيل حياتنا كيما نكسب الحكمة والعبرة من سيرتهِ العطرة بعدما فقدناه جسدًا حيًا، ونسأل الله العلي القدير الرحمة والمغفرة علي روحه الطاهرة وأن يسكنه فسيح الجنان مع الصديقيين والصالحيين ويلهم أهله ومعارفه الصبر والسلوان وحسن العزاء.

8 يناير - 2024م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفادة صحفية لصحيفة النهار العربي
- الحركة الشعبية تعزي اللواء الحسن آدم الحسن في وفاة والده
- تعليقًا علي الأوضاع السياسية والأمنية في السودان
- بمناسبة حلول الذكرى الثامنة الستون لإستقلال السودان المجيد
- تعليقًا علي تطورات المشهد السوداني
- الحركة الشعبية| أعياد الميلاد المجيدة والسنة الميلادية الجدي ...
- تعليقًا علي الأوضاع السياسية والإنسانية في السودان
- الحركة الشعبية تنعي الفنان محمد ميرغني
- تعليقًا علي المقال الذي كتبه علي أحمد بصحيفة الراكوبة تحت عن ...
- تعليقات سياسية حول قضايا السلام والعلاقات الدولية
- القائد/ مالك عقار يجتمع بقيادات الحركة الشعبية -الجبهة الثور ...
- تعليقًا علي مقال الأستاذ فاروق جويدة بشأن تداعيات الحرب في ا ...
- تعليقًا علي مجريات الراهن السياسي السوداني
- قيادة الحركة الشعبية تُرحِب بموقف حركات الكفاح المسلح الموقع ...
- إستنكارًا للإبادات الجماعية والتهجير القسري في الخرطوم وإقلي ...
- رحيل الموسيقار السوداني محمد الأمين حمد النيل
- تعليقًا علي القمة الآفروسعودية
- إستشهاد شرحبيل بنية إبن شقيق سلوى بنية السكرتير العام للحركة ...
- تعليقًا علي زيارة القائد/ مالك عقار - نائب رئيس مجلس السيادة ...
- حوار صحفي مع الأستاذة/ إشراقة أحمد خميس - وزيرة التربية والت ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعد محمد عبدالله - رسالة إلي الأهل في المجاور وما جاورها من مناطق في فقيد الوطن الرفيق بدر الدين إبراهيم