|
عن ( عادة مصرية سيئة / كما تدين تُدان )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7849 - 2024 / 1 / 7 - 16:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عن ( عادة مصرية سيئة / كما تدين تُدان ) السؤال الأول : اسمح لى بعرض هذه الحالة المصرية ، وأرجو منك أن تحللها دينيا واجتماعيا . من عشرين سنة جئت الى أمريكا وعشت فى تكساس ، وفى الشهور الأولى كنت وزوجتى نشعر بالغربة ، ولم أكن نعرف عرب ولا مصريين وقتها ، وكانت معرفتى مقصورة على بعض زملاء العمل من الأمريكيين . زرت زميل لى فى بيته لنتناقش فى موضوع ، وقت النقاش كان يعد القهوة قال لى أتشرب قهوة قلت له شكرا . قال : شكرا نعم أم شكرا لا ؟ قلت شكرا لا . لا أحتاج لشرب القهوة . صبّ فنجان القوة لنفسه وبدأ يشربه سعيدا ، ووصلت رائحة القهوة الى خياشيمى فندمت على أن قلت لا . وتمنيت لو قلت نعم . قام وجهّز سندوتشات لحوم مشوية ، ووضع الأطباق على المائدة ووصلت رائحتها الشهية لى فتمنيت أن آكل معه وشعرت بالجوع . قال لى : ممكن أن تأخذ سندوتش لو أردت ، قلت له شكرا أنا شبعان . دخل زميل ثالث أمريكى ، وأخذنا فى الكلام ، لاحظت أن صاحب البيت استمر يأكل ولم يعزم عليه . هذا الزميل طلب منه أن يتذوق السندوتشات ، فقال له ببساطة : بالتأكيد . الزميل أخذ سندوتش وأكله وقال هل ممكن آخذ سندوتش تانى . فقال له طبعا . كل هذا وجوعى يشتد . لم أستطع ان اتهم الزميل الأمريكى بالبخل ، ولكن تعجبت من سلوكه التلقائى ، هو صدقنى فى رفض القهوة والسندوتشات ، ولم يحاول الضغط علىّ لأشرب وآكل ، وأنا كان عندى عشم إنه يضغط على ولم يفعل . قلت لنفسى هذا إختلاف فى الثقافتين المصرية والأمريكية . فى سوبرماركيت قابلت زوجتى سيدة مصرية ، تعرفوا وتصادقوا بسرعة ، وعزمتها زوجتى على العشاء . فوجئنا بها تأتى ومعها أربع سيدات مصريات . رحبنا بهم ، وعلى المائدة ظلت زوجتى تستحلف كل واحدة منهم أن تأكل ، وكل واحدة تتظاهر بالتمنع وتأكل ، وبالسلامة نسفوا كل الأكل ، وكل واحدة قامت ، وتركوا زوجتى تنظف المائدة وتعمل فى المطبخ . قارنت بين الستات المصريات وبين زميلى الأمريكى .. وقلت إختلاف ثقافات . فى أول زيارة لمصر قبل أن ننجب ، حرصت زوجتى على شراء هدايا لأختها ولأختى ، ملابس وعطور ولعب أطفال . أختها ظلت ترفض وتلومنا على التعب وتؤكد أنها مش محتاجة وعندها الكتير وليه وليه وما كانش له لزمة ، وفى الآخر أخذت الهدايا متأففة دون أن تنظر لها ، وأشعرتنا بالذنب . نفس الحوار مع أختى وزوجها ، وبعدين عرفنا إن كل واحدة منهم إستقلت الهدايا الخاصة بها وكانت تتوقع الأكتر ، وكل واحدة رأت أن إحنا فضلنا الأخرى عليها . قبل ما أنزل مصر كان زميلى الأمريكى عندنا فى الشقة ، ورأى صورة لوالدى بالجلباب الريفى ، فأعجبه هذا الزى المصرى . ولأن زميلى فى نفس حجمى فقد إشتريت له هدية وانا فى مصر، جلباب فلاحى . أعطيته له فطار فرحا ، وأكثر من الشكر والامتنان ، وسرعان ما غاب ثم عاد لابسا الجلابية ، ويريها لنا شاكرا . وبعدها بعث لى ولبقية الزملاء بصورة له وهو بهذه الجلابية ، وكانت طريقة رائعة فى التعبير عن الشكر والامتنان . قارنت بين موقفه وموقف أخت زوجتى وأختى ، وقلت إختلاف ثقافات . أسالك يا دكتور أحمد عن إختلاف الثقافات هذا هل هو دينى أم إجتماعى ؟ إجابة السؤال الأول : أولا ـ إسلاميا : تلك الثقافة المصرية تخالف قوله جل وعلا : 1 : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) (83) البقرة ). أى نقول لهم حُسنا حتى لو لم يحسنوا الينا . 2 : ( وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) البقرة ). يعنى لا بد من ردّ الفضل ولو بكلمة شكر وتعبير عن الإمتنان . 3 : ( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (60) الرحمن ). لا بد من ردّ الاحسان بالاحسان . ثانيا : إجتماعيا 1 ـ هذه ثقافة تعبر عن النفاق الاجتماعى التى تجعل الفرد يُظهر ما لا يُبطن ، ويتظاهر بغير ما يشعر ، يعايش الكذب والرياء . 2 ـ ولقد أصبح هذا عادة مصرية ، يقف الرجل أمام بيته فيقول له شخص السلام عليكم ، فيرد بتلقائية : إتفضل . يعنى حرفيا يعزم عليه بدخول بيته ، ولكنه حين يقولها لا يقصد ذلك فعلا . مجرد كلمة نفاق أصبحت بالتعود عادة سيئة . ينادى أحدهم على الطفل : ( تعال خد ) لا يقصد أن يعطيه هدية يأخذها ، بل يستدعيه فقط . يعنى أنه يخدعه ويكذب عليه . أيضا مجرد كلمة كاذبة أصبحت بالتعود عادة سيئة . 3 ـ وما أكثر ما لدى المصريين من عادات سيئة . التعليقات حمد حمد جزاك الله خيرا بالدنيآ والآخرة د أحمد أعتقد دكتور هذه عاده سيئه عند أغلب البلدان العربيه وأغلبها عادات دخيلة على المصريين ، عندنا مبالغة كبيره أصبحت في كل مناسبة أعياد الميلاد او هدايا المولود لدرجة تصل لأنه يستدين الشخص لأجل المناسبة او يأخذ قرضا من البنك أما لأعراس فحدث ولاحرج بعض الأسر المحترمه يعلن قبل المناسبة بعدم قبول (العانية) وهي معروفه لدى القبائل في مناسبات الأعراس حتى لايحرج الفقير من الأقارب والأصدقاء. أحمد صبحى منصور شكرا جزيلا استاذ حمد ، وجزاك الله جل وعلا خيرا، ـ لا علم لى بالمجتمعات العربية ، وشكرا على إفادتنا.1 2 ـ ما جاء فى الرسالة كنت أنوى أن أكتب عنه مقالا فيه ذكرياتى فى سنواتى الأولى فى أمريكا والعادات المصرية للمصريين الأمريكيين ، وفيه بعض التشابه . و الرسالة جاءت صادقة ومعبرة ، لذا أكتفى بها . 3 ـ كنت أريد أن اسمهيا ثقافة العار والدونية . وتراجعت . السؤال الثانى : تعرض سائق لحادث ومات ، وكان من قبل قد صدم شخص بسيارته ، وقال الناس : ( كما تدين تدان ) . سألت شيخ الجامع فقال ده حديث شريف . قلت له فى أى كتاب قال لى فى سنن النسائى . هل هذا صحيح ؟ إجابة السؤال الثانى : 1 ـ هذا شيخ نصّاب وظريف أيضا . أتذكر أن أحد الخطباء المشهورين جدا كنت أتكلم معه فى الثمانينيات وقال إنه صنع حديثا من عنده وقال فى الخطبة ، فسأله شخص عن هذا الحديث فى أى من كتب السُّنّة فقال له بسرعة : فى سنن النسائى . قلت له فماذا إذا بحث فى سنن النسائى ، فضحك وقال : ان عقليتهم سماعية يسمعون ولا يعقلون . وقال إنه معتاد على أن يخترع من عنده أحاديث ويقول رواه الحاكم ، رواه البيهقى ، الترمذى ابن ماجه ، ويسمع الناس وهم مبهورون بعلمه . شيخك كذاب ظريف على سُنة هذا الشيخ الراحل . 2 ـ ( كما تدين تدان ): هذا مثل شعبى خاطىء ليس صحيحا فى الواقع ولا فى التاريخ . هناك أكابر المجرمين من المستبدين الذين قتلوا الملايين وماتوا ميتة طبيعية. 3 ـ ( كما تدين تدان ) : لم يرد فى أى كتاب من كتب الاحاديث ، وكلها طبعا كاذبة فى نسبتها للنبى محمد عليه السلام . 4 ـ ( كما تدين تدان ) : لم يأت معناه فى القرآن الكريم . الله جل وعلا يعاقب المخطىء فى الدنيا بما كسبت يداه ويعفو عن كثير ، وهناك عقوبة الجحيم لمن لم يتب توبة حقيقية . عقاب الله جل وعلا فى الدنيا بطرق كثيرة ، ليس فقط أن يعاقبه بمثل فعله . ومثلا ، فليس كل من يقتل شخصا يسلّط الله جل وعلا شخصا يقتله .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حدود الإلتزام الفردي فى تطبيق التشريع الاسلامى
-
عن ( قتلهم الأنبياء ، وهل كان منهم يحيى عليه السلام )
-
حدود تدخل الدولة الاسلامية فى فريضة الحج
-
أسئلة عن القرآن الكريم
-
حدود تدخل الدولة الاسلامية فى الزكاة المالية
-
عن ( آدم وحواء والنفس فى الدنيا والآخرة / النفس وقانون الزوج
...
-
عن الوحى وأنواعه
-
عن ( أصناف من الناس / بادر بالهرب منها / السّلم / حقوق الأرم
...
-
عن التاريخ وأُسطورة قطعى الثبوت وظنى الثبوت
-
عن ( يوسف ومصر والفرعون والارهاب )
-
عن ( أبواب ) فى القرآن الكريم
-
لا تدخل مطلقا للدولة الاسلامية فى عبادة الصيام
-
عن ( علاقة النبى بالكافرين فى مكة )
-
( وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ) ( لقمان 5 ، النمل 3 )
-
عن ( الشهادة للميت بحُسن الخاتمة / الفطور والتفاوت )
-
مدى تدخل الدولة الاسلامية فى عبادة الصلاة
-
عن : ( الأمن والخوف / هل الأقارب عقارب ؟ / الانسان بين الاست
...
-
عن ( مُقيت / الشيطان لا ييأس )
-
إحتلال غير مرئى : ( مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ )
-
سؤال عن الحزب والأحزاب
المزيد.....
-
مصري ارتد عن الإسلام ينتج فيلما ضد حماس لدعم إسرائيل
-
ما بين التخوف من -الإسلام السياسي- و-العودة إلى حضن العروبة-
...
-
اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد مع
...
-
اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
-
المسلمون متحدون أكثر مما نظن
-
فخري كريم يكتب: الديمقراطية لا تقبل التقسيم على قاعدة الطائف
...
-
ثبتها بأعلى إشارة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال
...
-
“ثلاث عصافير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025
...
-
مؤرخ يهودي: مؤسسو إسرائيل ضد الدين والإنجيليون يدعمونها أكثر
...
-
الشيخ علي الخطيب: لبنان لا يبنى على العداوات الطائفية +فيدي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|