أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - الى والدي مع الحب














المزيد.....


الى والدي مع الحب


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 7849 - 2024 / 1 / 7 - 13:28
المحور: سيرة ذاتية
    


يوم الجمعة من كل اسبوع زيارة الوالد العزيز وتناول الغذاء معه. ولم اتخلف عن ذلك الا مرتين، وكنت في سفر. زيارة والدي العزيز تسعدني، وتزيل عني هموم اسبوع كامل (هم وتعب وغضب ...)، رغم انه يتعرف علي بصعوبة، واحيانا يفشل في ذلك بسبب المرض (الخرف)، وحصل ذلك بعد اصابته بكورونا.
تعودت عليه في كل حياتي متحدثا لبقا، ويخوض في تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية والتفاصيل الدقيقة لحياة اخوتي جميعا، فانا ابنه البكر. وبعد اصابته بالمرض وتقدمه، الصمت سمة واضحة عليه وعدم الاكتراث بما يجري حوله وعدم مشاركته بالحوارات والنزاعات بين الحاضرين. يهزني ذلك من الاعماق، وتتعبني في طريق العودة، وتنزل الدموع بصمت، فاتنحى جانبا عن الطريق بسيارتي لفترة استجمع فيها قواي، واستحضر صور لبطولاته في مواقف عديدة، فاستعيد توازني.
ذو شخصية قوية، لم ترهبه الحياة او ينحني امام الدنيا، وقدم عائلة من من ستة اولاد وفتاة (استاذ في كلية الطب، وطبيب بيطري ومدرسة وضابط) ونجح الباقيين في الحياة خبير اعلانات وشيخ عشيرة يقود رهطا في المجتمع) وابنه الثاني استشهد في الحرب العراقية الايرانية، حذفت الحكومات الوافدة للعراق صفة شهيد لديه وابقت على ضباط خدموا نظام البعث!
زجه البعث بعد شباط الاسود في 1963 في نقرة السلمان (سجن صحراوي مخيف). وارتبط سجن نقرة السلمان بسحق الانسان طيلة سنوات الملكية والجمهورية (قاسم والعارفين والبكر وصدام)، لغاية اسقاط الامريكان الدولة العراقية. وكانت سنوات وجوده في نقرة السلمان الاشد قسوة على العائلة (الام وخمسة ابناء)
حَشدوا عليه الجُوعَ يَنْشِبُ نابَهُ
في جلدِ " أرقطِ " لا يُبالي ناشبا !
وعلى شُبولِ اللَّيثِ خرقُ نعالِهم!
أزكى من المُترهِّلين حقائبا
وزاد قرقوش قرن العشرين (الحاكم العسكري العام رشيد مصلح) من صعوبات الحياة بقرار الفصل من الوظيفة بعد بيان 13 الشهير في دعوة للقتل!
وانتهت مدة محكوميته، التي قررتها محكمة عسكرية (المجلس العرفي)، وسمع بحادثة طريفة حصلت وانا في الصف الرابع الابتدائية، رغبت بقلم جاف، وترفض امي ذلك لضيق ذات اليد. ومع الحاح وبكاء انبرى جدي لامي (جبار سلطان) صارخا "انت ابن الجلبي تكتب بقلم جاف". فكان يجلب لي اقلام الحبر والجاف بكل ما يستطيع الى ذلك بعد تجاوز المحنة، ومنها تعلقت بهذه الاقلام واقتني منها الاجود.
لم اجرؤ يوما معاتبته على الطريق الذي سلكه، ينزل نقرة السلمان. فكان ذلك المكان الرفيع للاهتمام بالانسان. ومرة عاتبت ابنة احمد فؤاد نجم (شاعر مصري شهير) والدها على حياته واهماله لها، وكان الجواب قصيدة، بل اغنية في مقدمة لمسلسل! وكان اعتذاره:
"انصفني يا ولدي واصبر على الايام"
قدم لي والدي قدوة افتخر بها، وشخصية متميزة، وحبي للقراءة. اقبل الارض بين يديك يا والدي



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقييم النفسي للقادة السياسيين عن بعد في العالم- علم حديث
- هادي شويش في ذكراه الثالثة
- وتتغير صفات الادوية
- توثيق مكافحة السرطان في العراق في كتاب
- مؤتمر علمي في كلية الطب – بغداد
- التحري عن السرطان تخصص دقيق
- نشاط في كلية الطب-بغداد
- اجتماع ثاني لجنة 61
- من اجتماع لجنة 61
- العرب اهدرت الوقت
- البحث العلمي في كليات الطب – 5 المجلات المفترسة
- البحث العلمي في كليات الطب – 4
- البحث العلمي في كليات الطب - 3
- البحث العلمي في كليات الطب – 2
- البحث العلمي في كليات الطب -1
- عودة لوقفة احتجاجية لأطباء ...
- مرة أخرى مع وقفة احتجاجية لأطباء ...
- وقفة احتجاجية لاطباء
- وعن جائحة كوفيد-19 1
- من فرويد الى بروزاك


المزيد.....




- رجل يُترك ملطخًا بالدماء بعد اعتقاله بعنف.. شاهد ما اقترفه و ...
- وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده و ...
- مايوت: ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار شيدو إلى 39 شخصا وعمليات ا ...
- 2024.. عام دام على الصحافيين وعام التحديات الإعلامية
- رصد ظاهرة غريبة في السحب والعلماء يشرحون سبب حدوثها
- -القمر الأسود- يظهر في السماء قريبا!
- لافروف: منفتحون على الحوار مع واشنطن ولا نعول كثيرا على الإ ...
- زيلينسكي يدين ضربات روسية -لاإنسانية- يوم عيد الميلاد
- بالأرقام.. في تركيا 7 ملايين طفل يعانون من الفقر وأجيال كامل ...
- استطلاع: قلق ومخاوف يطغى على مزاج الألمان قبيل العام الجديد ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - الى والدي مع الحب