جائزة الصحافة

حكمة اقبال

الحوار المتمدن-العدد: 7848 - 2024 / 1 / 6 - 22:12
المحور: الصحافة والاعلام
    

حضرتُ يوم أمس الحفل السنوي الخاص بمنح (جائزة گاولنغ) وهي الجائزة التي تُمنح من قبل لجنة خاصة برعاية إتحاد الصحفيين الدنماركيين، لصحفي أو مجموعة صحفيين قدموا خلال العام السابق عمل صحفي إستقصائي كشفَ عن خلل في عمل أحد أجهزة الحكومة أو مفاصلها المختلفة.

جائزة عام 2023 مُنحت لثلاث صحفيين من قناة التلفزيون الأولى لتغطيتهم المثالية وكشفهم عن أخطاء جسيمة في علاج مرضى السرطان في المستشفى التعليمي في مدينة أوغوس، ومتجاوزين التعليمات الحكومية في توفير العلاج بوقت محدد، سواء داخل أو خارج الدنمارك، وإن المستشفى وضع الجوانب المالية فوق حقوق المرضى وخرقَ القانون، وارتكب المستشفى عدداً كبيراً من الأخطاء الجسيمة الواضحة، وما اطلق عليه حينها فضيحة السرطان والتي إنتهت بطرد مدير المستشفى، والمدير المتخصص ومدراء في إقليم شرق يولاند، ورصدت وزارة الصحة مبلغ نصف مليار كرونة لتصحيح أوضاع المرضى المشمولين.
الصحفيين الثلاثة هم إستريد فيشر ولورا ماري سورنسن ويونس ديبورج، وفي كلمة لجنة الجائزة قالت رئيسة اللجنة بريجيتا الفلر: ان عمل الصحفيين الثلاثة لم يشر إلى الأخطاء فحسب، بل كشف أيضًا عن الثقافة الكامنة وراءها، وكان من الممكن أن يقوم المستشفى وإقليم وسط الدنمارك بعمل أفضل ولكنهما أخفيا حجم المشاكل، ووصفت نيابة عن اللجنة معاملة الصحفيين لضحايا القضية بأنها مثالية، وان عملهم أظهرَ ما يمكن أن تفعله الصحافة في أفضل حالاتها، للكشف عن العمق والمنظور الذي يتجاوز الحالة الفردية.

رئيسة اتحاد الصحفيين تينا يوهانسن وصفت في كلمتها عام 2023 بانه "عام مروع" ومليء بالدموع بسبب مغادرة أعداد من الصحفيين أعمالهم في مؤسساتهم وبشكل شهري. وشكرت وزير الثقافة على الإتفاق البرلماني حول تنظيم أفضل لعمل وسائل الاعلام المحلية والمناطقية، ولكنها وجهت نداء له ومن خلاله للحكومة الدنماركية بالضغط على حكومة اسرائيل للسماح بقبول الصحفيين والمصوريين الدنماركيين لتقديم تقاريرهم من غزة، مُذكرة بوجود زملاء يمثلون حاليًا عيون وآذان الآخرين في خضم أعمال الحرب العنيفة، "لقد وضعوا الكثير على المحك لتوثيق المأساة والتاريخ، ونحن ندين لهم بالشكر الجزيل وبواجب الرعاية"، مشيرة الى العدد الكبير من الصحفيين الذين قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة، بل إنه من الصعب للغاية على الصحفيين والمصورين المحليين مواصلة توثيق المأساة، وأضافت أن الزملاء الدنماركيين الذين يغطون الحرب يدفعون الثمن أيضاً، لأنهم يتعرضون للهجوم بسبب نزاهتهم، ويتهمون بالتحيّز ويتلقون رسائل الكراهية والتهديد في بريدهم الإلكتروني، وشكرت المرشحين للجائزة بالقول اننا جميعاً رابحون للجائزة بسبب عملكم الإستقصائي.

وزير الثقافة ياكوب سميث بدأ كلمته بالقول انه ويتفق معه غالبية السياسيين، انكم الصحفيون مزعجين جداً، تقدمون اسئلة جدية وصعبة، وعندما لانجيب على سؤالكم تعيدون علينا نفس السؤال. أشاد لاحقاً بعمل الصحافة المهم والضروري لإبراز الأخطاء ومناطق الخلل في العمل والحياة اليومية وهذا جانب مهم من تطوير وتعزيز الديمقراطية. ولم يرد الوزير مباشرة على دعوة الضغط على اسرائيل، لكنه أكد على أهمية وسائل الإعلام التي يمكنها أن تصف بحرية ونزاهة ما يحدث في مناطق الحرب والكوارث العالمية، على سبيل المثال أوكرانيا وغزة،. وكرر في ختام كلمته للصحفيين ان واصلوا عملكم بنفس الروح الانتقادية واستمروا بازعاجنا.

المجموعة الثانية التي رُشحت للجائزة هم الصحفيين كاترينا لونستروب، كاسبر فراندسن وأنس كرو من صحيفة (التنغ) لكشفهم خلل في المعلومات التي قدمها وزير الدفاع الى البرلمان حول صفقة إستيراد أسحلة من اسرائيل الى الدنمارك والتي وافق عليها البرلمان على انها العرض الأفضل، وأتضح ان المعلومة غير صحيحة، إعتذر الوزير عن هذا الخطأ وجرى إعفاء أمين عام الوزراة وموظفين آخرين من مناصبهم.

المجموعة الثالثة وهما الصحافيان نجيب خجا ومارتين تام عن فلمهم الوثائقي (خيانة في هلمند) الذي يكشف عن عدد من الظروف المرفوضة بين شركاء القوات الدنماركية في مقاطعة هلمند في أفغانستان، بما في ذلك الاعتداء الجنسي المنهجي على الأولاد القاصرين، الذين يطلق عليهم اسم فتيان الشاي، أثناء تواجد القوات الدنماركية في افغانستان.

تأسست جائزة گاولنغ في 18 ديسمبر 1944 بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس جمعية الصحفيين، وتخليدًا لذكرى مؤسس الجمعية الصحفي والكاتب هنريك گاولنغ (1858-1933)، وتُمنح في بداية شهر كانون الثاني من كل عام لصحفي أو مجموعة من الصحفيين الذين أظهروا بشكل خاص المبادرة والموهبة.

جرى الحفل في قاعة متحف العمل وسط كوبنهاكن بحضور عدد من الصحفيين والمهتمين، وسط مزاج احتفالي مع كؤوس من النبيذ وغيره.
مكانكم فارغ

#حكمة_اقبال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات