أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - الخصخصة.. سلاح تدمير شامل...














المزيد.....

الخصخصة.. سلاح تدمير شامل...


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1744 - 2006 / 11 / 24 - 10:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تصاعدت في الآونة الأخيرة موجة جديدة من محاولات الخصخصة على الطريقة السورية المخففة، والتي تسمى «استثماراً» لمنشآت تملكها الدولة. ولو اقتصر الأمر على منشآت هامشية بالنسبة لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية لما توقفنا كثيراً عند الأمر، رغم الدلالات الخطيرة التي يمكن أن يحملها، ولو اقتصر الحديث حول المنشآت التي يقال عنها أنها خاسرة، لدخلنا في جدال عن حقيقة كونها خاسرة أو مخسّرة، ولكن أن يكون الاتجاه نحو نقل حق استثمار شركات أو مؤسسات أو منشآت لها أهمية استراتيجية ورابحة على طول الخط منذ نشوئها حتى اليوم، فإن القضية تستحق التوقف والنقاش والتنبيه من مخاطر إجراءات كهذه فيما لو طبقت.

لقد استطاعت القوى الحية في المجتمع والدولة أن تصد، وأن تفشل الموجة الأولى من محاولة الخصخصة تحت يافطة الاستثمار لبعض المنشآت مثل الحديد والكونسروة، ولكن قوى الفساد المدعومة من قبل قوى الليبرالية الجديدة التي أصبح لها وزن في الحكومة لم يفتّ الأمر في عضدها، فقامت بهجوم ثان تمثل في الموجة التي حاولت أن تخصخص معامل الأسمنت، ولم يكن مصيرها أفضل من الأولى.

والآن، بدأت الموجة الثالثة لتطال بعض المرافئ وبعض أجزاء من شبكة الخطوط الحديدية السورية، ورغم كل ما يمكن أن يقال بأن العقود المزمع توقيعها هي مشاركة جزئية في هذه المنشآت أو استثمار أو تشغيل لبعضها من قبل القطاع الخاص، إلا أن الأمر قد انتقل اليوم إلى مستوى جديد يهدد جدياً المكتسبات الاقتصادية ـ الاجتماعية التي تحققت في سورية خلال العقود الماضية.

حين قلنا سابقاً إن من يملك يحكم وإن من لايملك لايحكم في معرض إشارتنا لخطورة الخصخصة على البنى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية القائمة، لم نكن نقصد الملكية من الجانب الشكلي والقانوني، وإنما كنا نقصد ملكية الثروة الجديدة المنتجة في الاقتصاد الوطني، فبقاء الملكية شكلياً للدولة وتحول الفائض الاقتصادي المتاح من العملية الإنتاجية الحقيقية إلى «الحيتان الجدد»، يعني بكل بساطة نقل نتاج الملكية لها، ويبقى تغيير شكل هذه الملكية بعد تراكم ثروتهم المحصلة من منشآت الدولة التي بنيت على حساب الشعب، أمراً مرتبطاً بالظرف والزمن المناسب.

لذلك، وتدقيقاً لما قلناه سابقاً نقول: إن من سيملك القسم الأكبر من القيمة المنتجة مجدداً على نطاق الاقتصاد الوطني، أي القيمة المضافة الجديدة، أي بكلام آخر الثروة الجديدة المضافة على الثروات المتراكمة السابقة، إن من يملك هذه الثروة هو من سيحكم فعلياً حتى ولو كانت الملكية باسم غيره شكلياً.

وإذا أضفنا إلى ذلك أن الأمر المطروح اليوم مرتبط بقضية استراتيجية تهم الأمن الوطني، أي قضية النقل بمعناه العام (مرافئ ـ سكك حديدية) لفهمنا خطورة ذلك.

إن تجربة التاريخ برهنت أن الخصخصة الجزئية أو الكاملة للأعصاب الأساسية لشبكة النقل هي أمر خطير، ويماثل في قدرته التدميرية أسلحة الدمار الشامل، وهو أمر لم يجر حتى في البلدان التي عصفت بها موجة الخصخصة والتهمت فيها الأخضر واليابس، فسكك الحديد الروسية والمصرية هي حتى اليوم ملك للدولة، وتقوم هي نفسها باستثمارها، كما أن المرافئ الكبرى وخدماتها احتكار للدولة لايسمح لأحد بالمساس به، وهي تدخل ضمن ما يسمى بالاحتكارات الطبيعية التي يمنع منعاً باتاً الاقتراب منها لأنها تمس أمن المجتمع والدولة ووحدة البلاد. وإذا كانت مرافئنا وسكك حديدنا تعاني من مشاكل، فإنها مشاكل إدارة فاسدة أو غير كفوءة بأحسن الأحوال.

إن معالجة مشاكل الاقتصاد الوطني لن تتم بنقل ملكية الدولة إلى الرأسمال الكبير الخاص بحجة الاستثمار، وإنما بإصلاح شامل عنوانه اجتثاث الفساد، وخاصة الكبير منه، ومحاربة النهب الذي ينهك الدولة والمجتمع، وفي ذلك ضمان لكرامة الوطن والمواطن.

■■

-----------------
افتتاحية قاسيون ـ العدد 286



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاصر حصارك
- منير الحمش في حوار مع «قاسيون» :الحكومة مؤتمنة على القطاع ال ...
- التلوث البيئي والاقتصادي في سورية.. جهل في التشخيص.. وأوهام ...
- في الذكرى الثانية والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري منظم ...
- الأكراد، والشيوعيون، وأمريكا..
- سورية في المرحلة الحرجة: التحديات والفرص
- مشروع موازنة 2007 ورق... وأرقام... وأحلام...
- أمام هذا الخراب فصل من سيناريو طويل!!
- ابراهيم اللوزة:لماذا يجري الترويج المجاني ل «فضائل» الاستثما ...
- بعض دروس انهيار الاتحاد السوفيتي نجحت الإصلاحات وانهار الاتح ...
- وطن حر بشعب مقاوم
- بين تحرير الأسعار، والاحتكار، والإهمال المتعمد..الأسواق بلا ...
- نداء إلى الشعب السوفييتي... نعلن التعبئة العامة للشعب بكامله ...
- خصخصة علنية لقطاع الصحة والمواطن يفقد آخر قطرة دعم
- مشكلة الإحصاء..
- ارتفاعات الأسعار إلى أين؟
- أزمة البنى السياسية السورية
- الجيش النظامي والمقاومة الشعبية...
- الخصخصة تصل إلى البحر!!؟ اتحادات عمال الساحل تعارض خصخصة الم ...
- نداء إلى الشيوعيين السوريين في منطقة «عفرين»


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - الخصخصة.. سلاح تدمير شامل...