ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 1744 - 2006 / 11 / 24 - 09:43
المحور:
المجتمع المدني
تحت هذا العنوان يتذرع البعض قائلاً , الرشوة توجد في كل زمان ومكان , بالتالي فإن سورية كغيرها من البلدان تعج بظاهرة الرشوة , على أي حال لا يصح تبريرها بأي شكل من الأشكال , كونها محظورة في الدين والقانون , خطورتها تكمن بالإدمان عليها.
وتبقى للرشوة جملة أسباب لا يجوز تجاهلها والتغافل عنها, وطالما حددنا سورية في عنوان هذا المقال , ينبغي إيراد الأسباب الدافعة إليها , البداية تأتي دومًا من الاقتصاد , لأن الرشوة ظاهرها اقتصادي وباطنها سياسي , فالاقتصاد السوري عبارة عن كل معقد من القوانين والنظريات يتداخل فيها العام بالخاص, الفجوة واسعة بين الأسعار والأجور , بمجرد أن تزيد الأجور قليلاً , تقفز الأسعار بشكل خيالي تثقل كاهل الموظف أو العامل, جميع أسعار المواد الضرورية ( كالمحروقات والأغذية والألبسة) مرتفعة الثمن , هذا عدا عن المواد الاخرى ( كالكهرباء والماء والاتصالات والطبابة) فما الحل لهذا الوضع المستفحل ؟ الحل الوحيد يهمس في آذان السوريين , اسرقوا انهبوا بعضكم (ارتشوا) إن صح التعبير.
لقد أضحى المجتمع السوري مجتمع رشوي من الطراز الأول , ولا اختلاف بين الرشوة والسرقة فكلاهما هدفه كسب المادة بطرق غير مشروعة, ثم إن الرشوة ليست جديدة على السوريين , منذ عقود وهم يغبون ويعبون بعضهم البعض , المعادلة على الشكل التالي...
يذهب مواطن لينجز معاملة ما فلا يجد أمامه سوى موظف فاغراً فمه , يريد أن يبلع لأنه جائع هو وأولاده , ولأن الأجر الذي تدفعه الدولة لا يكفي ثمناً لدخانه الذي ينفخه , فما من حيلة يلجأ إليها المواطن إلا بالدفع نقداً , مع العلم أن هذا المواطن الراشي قد يكون على الاغلب موظف , فإن لم يكن يعرف طعم الرشوة , فقد عرف طعمها اللذيذ من غيره وهكذا دواليك...
يستحيل على الخبراء الاقتصاديين والإصلاحيين أن يصلحوا حال المجتمع السوري , لسبب واحد , يتمظهر بالإدمان الشديد على الرشوة , ينام الموظف ويحلم بها , يستيقظ ويفكر كيف سيحصلها.
طرائق مبتكرة في الإرتشاء بعضها يصل إلى حد الدناءة والابتزاز, كأسلوب التهديد بتعطيل المعاملة وحبسها في أدراج الخزانة , إذا لم تدفع بالتي هي أحسن.
للصم والعميان الذين يتغافلون عن الرشوة في سورية , نود إبلاغهم , هاقد سئم السوريون ونقصد غير الموظفين ( الأشراف الأطهار) الذين يحصّلون قوتهم اليومي من عرق جبينهم , سئموا من أساليبكم الملتوية التي لوت سورية عن هداها .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟