أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سالم روضان الموسوي - هل أسهمت هيئة النزاهة بتعزيز ثقة الشعب بالحكومة؟















المزيد.....

هل أسهمت هيئة النزاهة بتعزيز ثقة الشعب بالحكومة؟


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 7845 - 2024 / 1 / 3 - 12:21
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


من اهم اعمال هيئة النزاهة هو تعزيز ثقة الشعب بالحكومة، وذلك بالزام المسؤولين فيها بالكشف عن ذممهم المالية وعلى وفق ما ورد في المادة (3/خامساً) من قانون هيئة النزاهة والكسب غير المشروع رقم 30 لسنة 2011 المعدل، وبموجب النص أعلاه فان وسيلة هيئة النزاهة في تعزيز الثقة تكون عبر كشف الذمة المالية لكل مسؤول في الدولة، واقتصر الالزام على بعض العناوين الوظيفية ذات التوصيف الخاص ومنهم ذوي الدرجات الخاصة والوزراء وأعضاء مجلس النواب والقضاة والمحققين القضائيين وغيرهم والمذكورين حصراً في المادة (16/اولاً) من قانون هيئة النزاهة وبلغ عدد هذه العناوين والمناصب (23) ثلاثة وعشرون عنواناً،
وعند التمعن في هذه الوسيلة ومدى فعاليتها في تعزيز تلك الثقة نجد ان نشاط هيئة النزاهة المعلن عبر تقاريرها السنوية تشير الى نسبة عالية من الإنجاز، بمعنى ان اغلب المسؤولين أعلاه قدموا كشف بذممهم المالية الى هيئة النزاهة، وبعض كبار المسؤولين يكونوا من الأوائل الذين يقدمون كشف ذممهم المالية، وفي اخر تقرير لهيئة النزاهة للنصف الأول من عام 2023 المنصرم، انها استلمت (29594) تسعة وعشرون الف وخمسمائة وأربعة وتسعون استمارة، وان نسبة من لم يقدم الاستمارة ضئيلة جداً، وهذا نشاط ممتاز لهيئة النزاهة،
لكن هل اتى هذا النشاط في الكشف عن الذمم المالية لكبار المسؤولين الى تعزيز ثقة المواطن؟، وللوقوف على الإجابة ولو بصورة تقريبية، لابد من توضيح النقاط الاتية:
1. ان الحكمة في الزامهم بتقديم كشف الذمة المالية، تكمن في خطورة الموقع الذي يشغله ذلك المكلف بما يمتاز به من سلطة قد تكون منفذ من منافذ الفساد والإثراء على حساب المال العام من خلال ممارسة هذه السلطة الممنوحة له بحكم الوظيفة، وبما ان ذلك الشخص يعتاش على الراتب (المعاش) الذي يمنح له من المال العام، لابد وان يكون خاضع لرقابة الهيئات التي تمثل المجتمع، لان المال العام هو ملك الشعب وليس ملك الافراد، كما ان المبالغ الضخمة التي منحت لهؤلاء كان الغرض منها تعويضه عن حرمانه من ممارسة الاعمال الاخرى في التجارة وغيرها، لان من يتقلد بعض الوظائف يمنع عليه ممارسة هذه الاعمال حفاظاً على حياده في العمل، ومنهم القضاة والوزراء وأعضاء مجلس النواب وسواهم، فكان لهذا الحرمان دوره في تضخيم الرواتب الممنوحة لهم على حساب المال العام وعلى حساب سائر العاملين في الدولة، الذي خلق هذا التباين الكبير بين طبقات العاملين في الدولة،
ولغرض تمكين المجتمع والشعب مالك المال العام من معرفة كيفية تعامل هذا المكلف مع وظيفته ومدى التزامه بالمحرمات في ممارسة سائر الاعمال، وجد مبدأ الشفافية المتمثل بكشف الذمة المالية حتى يتسنى لهيئة النزاهة من مراقبة ما تحصل عليه ذلك الشخص خلال مدة سنة من عمله وهل يتناسب مع وارداته من الراتب ام انها تمثل اثراء غير منسجم مع الايراد المشروع، والغاية من ذلك محاربة وجود طبقة من المفسدين الذين سيكون لهم دور في اضعاف سائر الطبقات الاجتماعية وتكون لقوتهم المالية اثر في تغيير انماط سلوك المجتمع سلباً، ويرى البعض ان مبدأ الشفافية جاء رد فعل لما حصل من تغول بعض الاثرياء من طبقات المجتمع في الاثراء على حساب المال العام ودورهم في تعاظم الفقر بين العامة وحصر مقدرات الامة بيد عدد محدود من الأشخاص.
2. من اهم وسائل تعزيز الثقة باي شخص او مؤسسة هو معرفة ما يدور في فلك أعمالهم ونشاطهم الوظيفي ذو الصلة بالمواطن، وهذا ما يسمى بمبدأ الشفافية في العمل، ويعد الاعلام خير وسيلة لاطلاع المواطن ومن ثم نعزز ثقته بهؤلاء المسؤولين، وهيئة النزاهة هي المسؤولة عن متابعة كشف الذمم المالية، والتحقق منها ومتابعة تضخم الأموال، حيث أشار تقريرها النصف سنوي لعام 2023، الى وجود تضخم في أموال المسؤولين الملزمين بتقديم كشف الذمة قج بلغ اكثر من (170,000,000,000) مائة وسبعون مليار دينار عراقي، واكثر من (1,900,000) مليون وتسعمائة الف دولار امريكي، هذا الرقم وان كان لا يمثل الا نسبة ضئيلة جداً مما يعتقد به المواطن تجاه ما يملكه المسؤولين أعلاه، الا انه يؤشر الى وجود شبهة فساد، والمواطن لم يعلم من اين أتت هذه الأموال وكيفية الحصول عليها وهل تم استرجاعها، ومن هم هؤلاء الذين افصحوا عن تضخم أموالهم، مع ان الغالب الاعم يتبع شتى السبل للتهرب، او التحايل عبر تسجيل الأموال بأسماء أقاربهم او بأسماء وهمية، وبوسائل شيطانية،
فهل هذا الإعلان الخجول الذي لم يطلع عليه اغلب المواطنين قد عزز هذه الثقة؟ لأنه نشر في موقع هيئة النزاهة الالكترونية، بينما المواطن تمنعه مشاغله وهمومه اليومية لتحصيل قوته وقوت عياله اليومي، الجواب بالنفي قطعاً، لان الثقة ما زالت متزعزعة بالقائمين على أمور البلاد، وخير دليل مظاهر الاحتجاج وعزوف المواطن عن الانتخاب، والتقارير الصحفية الكثيرة، وغيرها من مؤشرات فقدان الثقة،
3. هل تحقق هدف هيئة النزاهة بتعزيز الثقة بين المواطن والمسؤول عبر وسيلة كشف الذمة المالية؟، أرى انها ما زالت قاصرة عن بلوغ هذا الهدف، والسبب يكمن في الضبابية التي تعلن بها الية كشف الذمة المالية، فإنها اقرب الى الضبابية والتعتيم بدلاً من الشفافية التي الزمت هيئة النزاهة باتباعها، تجاه كل نشاطاتها، بما فيها وسيلة كشف الذمة المالية، وعلى وفق ما ورد في مقدمة المادة (3) من قانونها النافذ التي جاء فيها (تعمل الهيئة على المساهمة في منع الفساد ومكافحته، واعتماد الشفافية في ادارة شؤون الحكم على جميع المستويات)
4. لذلك لابد من مراجعة الية التحقق من الذمم المالية عبر نشر كشف الذمة المالية الذي يقدمه المكلف الى الجمهور، ليطلع على ما يملك المسؤول حاليا وما كان يملكه سابقاً قبل تقلده المنصب، وليطلع على مصادر هذه الأموال التي يملكها، لان بعضها تتوسم المشروعية وفي حقيقتها صورة من الفساد المالي والإداري، فاذا اطلع المواطن على الكشف لكل مسؤول وبالتفصيل الذي يقدمه المسؤول ذاته، فأننا سوف نحقق الاتي:
‌أ. معرفة مدى نزاهة واستقامة المسؤول من خلال الموازنة بين موارده وما تحصل على أموال بعد تقلده المنصب، ومن ثم يخضع للرقابة الشعبية.
‌ب. تمكين المواطنين من معرفة مصير أموالهم التي يتنعم بها المسؤول عبر رواتب ومعاشات وحوافز ومكافئات كبيرة، بينما هو يشحذ قوته اليومي،
‌ج. يتمكن المواطن من معرفة مدى جدية هيئة النزاهة وأجهزة المحاسبة والرقابة الأخرى في مكافحة تضخم الأموال، بتقديم هؤلاء المفسدين والفاسدين الى العدالة، ومقدار المبالغ التي استرجعتها الهيئة، ومدى تناسبها مع الأموال التي تحصلوا عليها عبر تضخم أموال المسؤولين.
الخلاصة: لذلك ومما تقدم اكرر الاقتراح بان تكون استمارات كشف الذمة المالية متاحة للجمهور ليطلع عليها، ويقف عند مقدار اخلاص منفوضهم إدارة أمور البلاد، ومقدار التجاوز على المال العام، ولابد من التنويه الى ان هذا المقترح لا يتقاطع مع مبدأ الخصوصية، لان بعض الأصوات ومنها نيابية في الدورات السابقة قد اعترضت على مبدأ كشف الذمة المالية عند تشريع قانون هيئة النزاهة النافذ، وتمسك بعضهم بحق الخصوصية الذي اقره الدستور، ولا يجوز كشف خصوصياتهم امام الجمهور، لكن هذا غير صحيح لان بعض الأفراد حينما يتصفون بصفات معينة مثل الموظف العام وغيره من اعضاء مجلس النواب والوزراء فان حياتهم الخاصة بقدر تعلق الامر بأدائهم الوظيفي لا تحميه هذه القاعدة لان موقع أدائهم يتعدى الخصوصية الفردية إلى العمومية الجمعية، وانهم مفوضون من الشعب، اما عبر انتخابهم او تعيينهم على حساب المال العام، وعملهم هو من يخضع للرقابة وما ينتج عنه من تضخم في الأموال.
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مركز التسوية والتحكيم الرياضي العراقي
- ما هو نطاق الدعوى الدستورية في قضاء المحكمة الاتحادية العليا ...
- الاجتهاد المتطور تجاه مسؤولية المتبوع عن اعمال تابعيه، تعليق ...
- الرق الوظيفي وشهوة السلطة
- رؤية محمد الغزالي تجاه جبابرة العصر الراهن
- رؤية محمد الغزالي تجاه جبابرة العصر الراهن
- هل يجوز اصدار قرار التحكيم باسم الشعب
- ما مصير الاحكام التي تصدر من محكمة غير مختصة نوعياً؟ محكمة ا ...
- لا تصح خصومة الواقف في متعلقات الوقف، قراءة في اتجاهات القضا ...
- التحكيم الالكتروني ام التحكيم بالوسائل الالكترونية؟
- (لماذا استخدام المشرع العراقي في المادة (٤٠£ ...
- لماذا استخدام المشرع العراقي في المادة ٤٠٥ عق ...
- ميراث أبناء المقر له بالنسب، تعليق على قرار محكمة التمييز ال ...
- قراءة في قرار المحكمة الاتحادية العيا حول تفسير المادة (110) ...
- هل يجوز للمحكوم بعقوبة السجن ان يقيم دعوى الطعن بعدم الدستور ...
- هل اتباع الإجراءات القانونية السليمة تكفي لحماية الحقوق؟ (بي ...
- كيف يرفع التناقض الذي يحصل في قرار المحكمة الاتحادية العليا؟ ...
- الفساد المالي والإداري والحديث النبوي الشريف (هدايا الامراء ...
- هل يؤثر تأييد الحضانة على حجية الحكم القضائي بضم الحضانة، قر ...
- هل رد الطعن التمييزي شكلا بسبب عدم ذكر اسم الخصوم، بمثابة ال ...


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سالم روضان الموسوي - هل أسهمت هيئة النزاهة بتعزيز ثقة الشعب بالحكومة؟