تداعيات اغتيال الشيخ صالح العاروري

محمد زهدي شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 7845 - 2024 / 1 / 3 - 02:23
المحور: القضية الفلسطينية
    

قبل عدة ايام كان لي قراءة نُشرت تحت عنوان توجه المزاج العام الاسرائيلي قدرت فيه بأن فرص واحتمالية المسار نحو توسيع الحرب وتصعيد وتيرتها من قبل الجانب الاسرائيلي هي نسب واحتمالية مرتفعة بسبب تضافر عدة عوامل، واليوم نضيف إليها البعد الشخصي لشخصية رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقوم بصناعة الازمات وافتعالها على الدوام، فكلما فشل في احداها يهرب مفتعلاً سواها.
إن عملية اغتيال القائد الوطني الفلسطيني الشيخ صالح العاروري واخوانه الذي يعتبره الفلسطينيون صوتا وحدويا تعتبر بمثابة البوابة التي سَتدخل المنطقة في اتون الحرب الواسعة والممتدة، فهي عملية اعتداء خطيرة على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته كما صرح حزب الله، فهي تمت في بيروت وبالذات في الضاحية الجنوبية قلب وعقر دار الحزب، وهذا مؤشر ورسالة قوية من قبل الاحتلال الاسرائيلي بأنه جاهز ومستعد لكافة الاحتمالات، ونستشف من هذا بأنه هو من يقوم بالبحث عن توسيع رقعة الحرب من خلال كسر المعادلات من اجل استعادة قوة الردع التي تضعضعت، مع العلم بأن هذه الخطوة يعتبرها الكثير من المحللين بأنها تأتي ضمن سياق الهروب من الفشل في عدم تحقيق اهدافه في قطاع غزة، فهي بمثابة عملية تعويض عن الخسارة التي مني بها هناك بسبب صمود ابناء الشعب الفلسطيني في ارضهم وعدم رضوخهم لمخطط عملية التهجير الى سيناء، واستمرار المواجهة في ميادين المعارك بشكل قوي، وبسبب الرفض المصري لعملية تهجير الفلسطينيين من القطاع.
إن عملية الاغتيال التي تمت في بيروت بمثابة عملية تحدٍ قوية لحزب الله ولمحور المقاومة نقرأ فيها بأنها عملية تطور في الصراع، والرد سيكون من عدة جبهات في مقدمتها جبهة فلسطين المحتلة، وسنتناول هنا بالتحديد جبهة لبنان بحيث ستكون خيارات الرد لديهم ابعد من منطقة الشمال واعمق من ذلك، فمن الوارد بأنها ستكون بالمثل فكما تدين تدان، ومن المتوقع بأنه سيتم الرد في قلب كيان الاحتلال في تل ابيب وبالذات مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية مع تكثيف الهجمات وارتفاع وتيرتها بشكل قوي جدا على حدود شمال فلسطين المحتلة، أو اجتياح منطقة الجليل بالكامل وهذا السيناريو اقل احتمالية مما ورد سابقاً، لهذا نرى بأن الحزب لن يذهب إلا إلى قصف ومهاجمة مواقع عسكرية متقدمة وبالغة الأهمية والحساسية.

#محمد_زهدي_شاهين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات