رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 7843 - 2024 / 1 / 1 - 01:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنتهى” كوب 28" في دبي – دولة الامارات العربية المتحدة منتصف شهر كانون الأول 2023 ومما يؤسف له بان هذا المؤتمر لم يكن أحسن من المؤتمرات السبعة والعشرون الذي سبقت هذا المؤتمر خلال الثلاثة العقود لسبب بسيط الا وهو بان النقاش والجدال تمحور حول اختيار الكلمات أكثر من أي شيء آخر.
اذا امعنا النظر لماذا تم اختيار مصطلح تغيُّر المناخ‘ Climate Change في البداية لوصف وتفسير الظواهر المناخية وليس التقلب المناخي Climate Fluctuations الذي هو يفسر وضع الظواهر المناخية المتطرفة من جفاف وفيضانات وسيول وارتفاع في درجات الحرارة والعواصف الغبارية وغيرها، لان مصطلح تغير المناخ يشير بوضوح الى تغير بطيء في مناخ الكوكب يمتد لمئات بل آلاف السنيين وليس في فترة زمنية وجيزة لإنقاذ كوكب الأرض، فان المصطلح العلمي الصحيح هو (التقلب المناخي ) وليس (التغير المناخي)، لان التغيرات المناخية تحدث بصورة طبيعية، بينما محور الحديث في جميع مؤتمرات الكوب تشير الى ان تغير المناخ هو ناجم عن النشاط البشري منذ الثورة الصناعية ويشتد اكثراً تلوثا لغاية اليوم ويستمر مستقبلاً.
ولكن الاستمرار باستخدام مصطلح تغير المناخ قد يكون لسلاسة اختصار التعبير باللغة الإنكليزية عندما يتم الإشارة الى تغير المناخ Climate Change بالمختصر CC، وليس CF Climate Fluctuations ولم تجري محاولات جدية لإحلال مصطلح " تقلب المناخ" محله كونه الأكثر علمية لوصف الظواهر المناخية المتطرفة.
ولكي نعرف بان تفسير الكلمات والمصطلحات كانت الهاجس الأساس للمؤتمرين فان حقيقة إغفال ذكر مخاطر الوقود الأحفوري طوال 27 مؤتمرًا سابقًا وضعت مخرجات وتوصيات تلكم المؤتمرات والتي تتحدث عن مخاوف وتداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري موضع شك ومحل تساؤل كبير وخاصة لم يتم تحويلها إلى أفعال، لتكون في الطريق الصحيح في مواجهة التقلبات المناخية والتي اسميت بالتغيرات المناخية والتي يزداد تفاقُمها يومًا بعد يوم، مما تبدو خطى معظم المؤتمرات أشبه بالسير إلى الخلف. حيث لم يتم الاتفاق على مصطلح واحد يشير بوضوح الى كيفية التعامل مع الوقود الاحفوري لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية ، سيما وان الدولة المضيفة للمؤتمر- دولة الامارات العربية المتحدة - هي من اكبر الدول المنتجة للوقود الاحفوري، فطرحت عدة مصطلحات منها مصطلح ’التحول بعيدًا عن استخدامات الوقود الأحفوري او ’التخلص التدريجي من الوقود الاحفوري المتسبب الرئيس في الاحتباس الحراري، وهذه المصطلحات قد لا تحمل معاني واضحةً أو صيغة إلزامية؛ إذ تم الإصرار من قِبل الدول المنتجة للوقود الأحفوري في مقدمتها الدولة المضيفة للمؤتمر والمملكة العربية السعودية- بعدم طرح استخدام هذه المصطلحات، على الرغم من ان المصطلح التي كان يأمل أشد المتفائلين استخدامها فهي " التخلص النهائي من الوقود الاحفوري" التي تعني التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري بحلول عام 2050م، وهو ما يوصف بالأمر غير القابل للتحقيق اقتصاديًّا، وسياسيًّا.
السؤال الي يطرح دائماً هو في كيفية كيفية تحويل الكلمات إلى أفعال على أرض الواقع، وأفعال ملموسة وقابلة للقياس ، وهل أن إنقاذ كوكب الأرض في ظل توسع دائرة الحروب واستخدام الأسلحة الفتاكة التي تدمر الحرث والنسل لا يزال ممكنًا!
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟