أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد لفته محل - حرب غزة واعادة رسم عملية السلام














المزيد.....


حرب غزة واعادة رسم عملية السلام


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 7838 - 2023 / 12 / 27 - 10:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


هناك اربع اهداف للحرب الاسرائيلية على غزة، اثنان منها معلن، واثنان منها غير معلن. الاثنان المعلن هما تدمير قدرات حماس (بعدما كان ابادة حماس) واعادة الرهائن الى اسرائيل باقوة العسكرية. وبعد 80 فشلت اسرائيل في تحقق هذين الهدفين.
الهدفان غير المعلنان هما تدمير غزة وابادة اكبر عدد من سكانها اولا، وتهجير ماتبقى من المدنيين الى مصر والاردن ثانيا، ولم يتحقق من هذين الهدفين سوى الاول فقط.
بهذه المقدمة اعتبر ان حماس تربح الحرب، والذين يقولون عكس ذلك بمعيار خسارة الالاف المدنيين، فان هؤلاء يجهلون عدم تحقيق الاهداف الثلاثة الباقية للحرب الاسرائيلية على غزة، وعلى افتراض صحة هذا المعيار، لماذا تستمر اسرائيل في الحرب بدل تكبدها خسائر في جنودها؟ بالعكس ان اصرار اسرائيل على مواصلة الحرب يدل على عدم نصرها، وعبارة نتنياهو "حتى تحقيق النصر" يدل على عدم تحقيق الاهداف.
لا تصدقوا مسرحية صحوت الضمير الامريكي حول قتل المدنيين، فالذي سمح بقتل الآلاف الابرياء ورفض وقف اطلاق النار بالسماح لاسرائيل بالقصف او بالفيتو الاممي، لايمكن ان يكون له ضمير. والحقيقة ان هذا التغير في التصريحات جاء من الفشل العسكري في القضاء على حماس، وفشل محاولتين لإعادة رهائن بالقوة، وهذا السبب الحقيقي الذي دعا امريكا لحفظ ماء الوجه لكي تتذرع بالانسانية للتمهيد لايقاف اطلاق النار.
اسرائيل بدأت تدرك استحالة هزيمة حماس، ويخيل لي ان استمرار الحرب هو لاتمام تدمير غزة (الجنوب ايضا) وايقاع المزيد من القتلى، ولدفع الباقي للتهجير بعدما اصبحت غزة مدينة غير صالحة للعيش، ولان مستقبل رئيس الوزراء مؤجل باستمرار الحرب، لذلك يعمل كل جهده على مواصلة هذه الحرب.
المقاومة الفلسطينية تقاتل ثلاث دول هي الجيش الاسرائيلي والسلاح والتخطيط الامريكي والاستخبارات والطلعات الجوية البريطانية، وهذه المقاومة صدمت هذه الدول وادهشتها، واكثر ما اغاضها ان هذا الخصم الذي كانت تحتقره اهانها بابسط اسلحته.
هناك علاقة بين ازدياد قتل المدنيين الفلسطينيون وبين زيادة ادخال المسعدات، وبين ازدياد مقتل الجنود الاسرائيليون في الميدان، ولذلك بدأت بعمليات اعدامات ميدانية للتعويض عن خسائرها البشرية. وعندما يبرر المحللون الاسرائيليون هذه الجرائم بالمقارنة مع اجواء الحرب العالمية الثانية فانهم بذلك يكشفون عن حربهم الوجودية (التي كانت وجودية بين الحلفاء والنازيين) وعدم التزامهم بقوانين الحرب التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية. والغريب ان القيم الثقافية الغربية (قدسية حياة الانسان) التي استفزت بمعركة طوفان الاقصى لم تستفز هذه القيم بقتل المدنيين الفلسطينيين، وهذا يعني بقاء المعايير المزدوجة في التعامل مع الآخر.
اسرائيل لن تنسى استغلال حزب الله في محنتها عندما راح يضرب قراها للتخفيف عن غزة. ورغم اعتقادي بعدم قدرة هذا الاجراء على التخفيف عن غزة، لكن قيمته هو استكمال معركة طوفان الاقصى بتوسيع توازن الردع، لإعادة رسم عملية السلام متوازنة. وهذا ما تدرك خطورته اسرائيل وتحاول منعه. لذلك باعتقادي انها قررت ضرب لبنان ليس للقضاء على حزب الله، انما لمعاقبة لبنان على سكوته عن حزب الله، ولتجعل من بيروت وسيلة ضغط على حزب الله في اي حرب مقبلة (بعدما نجحت وسيلة الضغط سابقا) وهي بذلك تلغي مايسمى "قواعد الاشتباك" ولضرب مشروع توازن الردع في مهده.
ان مقدمات هذه الحرب المقبلة تم التمهيد له سياسيا، فقد طرحت اسرائيل "مبادرة سلام" مع لبنان تطالب فيه من حزب الله الرجوع الى ماوراء نهر الليطاني مقابل الانسحاب من اراضي لبنانية حدودية تحتلها اسرائيل (وتستطيع اعادة احتلالها بسهولة). المبادرة طرحت بطريقة يرفضها حزب الله وبذلك فان مبررات الحرب تكون مشروعة.
تدمير المستشفيات بات جزء من استراتيجية الحرب اسرائيل على غزة، وذلك دفع الفلسطينيون للهجرة بعدما تختفي المشافي ولقتل المصابين، ومنها البحث عن جثث الاسرى الاسرائيليون ومنها سرقة الاعضاء الداخلية (الكبد، الكلى، العيون) وبذلك فان الفلسطيني لايسلم حتى بعد استشهاده من اسرائيل.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات على حرب غزة
- شهادة جندي عراقي على حرب 2003
- هوامش اجتماعية على احتلال العراق
- اجتماعيات الطقس الشيعي بالعراق (-زيارة الإمام الكاظم- انموذج ...
- خواطر سياسية في الشأن العراقي
- الحسد في المجتمع العراقي المعاصر
- الألٌوهَةً في علم الاجتماع
- افكار حول تظاهرات الشباب
- المِلكية في المجتمع العراقي الحديث
- تصورات اجتماعية حول تظاهرات الشباب
- مدخل اجتماعي لأسباب قيام تظاهرات الشباب في تشرين
- افكار حول تظاهرات الشباب (تشرين)
- مدخل اجتماعي لدراسة الإلحاد في المجتمع العراقي المعاصر*
- أزمة العراق الاجتماعية المعاصرة
- -رائد جورج- مسلة العراق الموسيقية
- دراجة ال-تكتك- بين الاستهجان والامتهان في المجتمع العراقي
- اجتماعيات العشيرة العراقية
- الثقافة الغذائية الصحية
- آداب قضاء الحاجة في المجتمع العراقي المعاصر
- العيد في المجتمع العراقي المعاصر


المزيد.....




- راكبة تلتقط بالفيديو لحظة اشتعال النار في جناح طائرة على الم ...
- مع حلول موعد التفاوض للمرحلة الثانية.. هل ينتهك نتنياهو اتفا ...
- انفصال قطعة كبيرة من أكبر جبل جليدي في العالم!
- 15 قتيلاً على الأقل خلال انفجار سيارة في مدينة منبج في سوريا ...
- روسيا تعلّق الطيران في عدة مطارات عقب هجوم أوكراني بالطائرات ...
- عواقب وخيمة لوقف أمريكا المساعدات الخارجية.. فمن سيعوضها؟
- الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي أكثر قدرة على الصمود
- انتشال رفات 55 شخصا ضحايا اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية ...
- لبنان .. تغيير أسماء شوارع وساحات تذكر بالنظام السوري السابق ...
- الرئيس الجزائري: أبلغنا الأسد رفضنا للمجازر بحق السوريين


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد لفته محل - حرب غزة واعادة رسم عملية السلام