ستالين الطيب

رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 10:53
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

كان مؤلف كتاب :ستالين الطيب معارضاً أثناء الحقبة السوفييتية، فهو مواطن روسي، وكان قد ساهم في كتاب جماعي مع مجموعة من أصدقائه عن روسيا من دون موافقة رجال بريجينيف، وهو أيضاً مؤلف كتاب شهير تحت عنوان «حسناء موسكو».

في هذا الكتاب الجديد، يعود المؤلف إلى الحديث عن الحقبة السوفييتية، ولكن من خلال الكتابة عن أسرته، وتحديداً عن والده الذي كان دبلوماسياً، كما كان قد عمل خلال سنوات شبابه مترجماً لدى جوزيف ستالين في بعض لقاءاته. وكان أيضاً أحد مستشاري «مولوتوف» قبل أن يعمل سكرتيراً للسفارة السوفييتية في موسكو خلال سنوات الخمسينات من القرن الماضي.

«ستالين الطيب» الذي يتحدث عنه المؤلف هو «فلاديمير ايروفيف» والده.. أو ستالين صغير إذ «في كل أسرة كان الأب ستالين. إذا عاقب بشكل أنيق فإنه يكون ستالين طيب.. وإذا عاقب بواسطة الصرامة فإنه ستالين طيب»، حسب قوله قبل أن يضيف بأن هذا الوالد كان «سوفييتياً شريفاً» وكان على عكس أقرانه «يتحلى بنزعة غربية في ممارساته وفي ذوقه وفي فن حياته». لكن هذا كله لم يكن يدفعه إلى التشكيك بالعقائد التي كان يؤمن بها.

إن والد المؤلف «ستالين الطيب» لا يزال على قيد الحياة ويعيش في موسكو.. وهو يصف نقاشاتهما المشتركة بالقول: «عندما يتحدث أبي عن مولوتوف أو عن ستالين، فإنه يتحدث دائماً كسوفييتي. أما عندما يتحدث عن غورباتشوف أو عن بوتين فإنه يتحدث عنهما كإنسان حر». وقد أصبح هذا الأب بعد إحالته على التقاعد أكثر تعلقاً بالغرب من أي يوم مضى. وخاصة بفرنسا التي يقرأ تاريخها.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف يعود في هذا الكتاب إلى الحديث عن حياة أسرته في باريس عندما كان والده دبلوماسياً حيث أقام علاقات ودية مع العديد من رجال الأدب والفن في فرنسا، وفي مقدمتهم الممثل والمغني ايف مونتان وزوجته آنذاك الممثلة الشهيرة سيمون سنيوريه.. ومع الشاعر لويس أراغون الذي كان «يشتكي» لوالده كثيراً من «اليزا» ذات الأصل الروسي والتي كان قد كتب أجمل الأشعار «كرماً لعينيها».

كتاب عن تاريخ روسيا السوفييتية عبر سياق حياة أسرة كاتبه.. الذي يؤكد أن «نصف الروس يعتقدون أن ستالين كان طيباً بعمق».

#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات