عبدالرحيم قروي
الحوار المتمدن-العدد: 7835 - 2023 / 12 / 24 - 14:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اَلنَّصُ اَلْمُؤَسِّسُ وَمُجْتَمَعُه
اَلسِفْرُ اَلأَوَّلُ وَاَلثَانِى
خليل عبد الكريم
الحلقة الثالثة والعشرون والأخيرة
7ـ ترك اليهود أثرًا غائرًا فى بنى قيلة باعتبار أنهم أصحاب إسطير مقدس هو أقدمها جميعًا ( أخرج أبو داود والحاكم عن ابن عباس أنما كان أهل هذا الحى من الأنصار ( وهم أهل وثن ) مع هذا الحى من يهود ( وهم أهل كتاب ) كانوا يرون فضلاً عليهم فى العلم فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم ). [ لباب النقول للسيوطى ص21 ].
وقد رقمنا من قبل ما نقشه منهم الأثاربة رجالهم ونسونهم فى مسألة طيقة الجماع.
ولما وصل المنازيح إلى قرية الحرتين صار من الطبيعى أو البديهى أن تَزْرِب إليهم عدوى التأثر باليهود مباشرة أو عن طريق إخوانهم أعراب قرية ما بين الحرتين.
من بين ما اشتهر عن أولاد يعقوب موقفهم من المَرَة الحائض, فهم لا يؤاكلونها بل ولا يجمعها بهم بيت, واحد ولا شك أن الأوس والخزرج فعلوه ووصل خبره إلى المنازيح وجلهم من بنى سخينة ( قريش ) فحاك فى صدورهم لأنهم حتى ذياك الحين نظرتهم إلى بنى إسرائيل لم تتغير خاصة من ناحية احتيازهم لكتاب مقدس وفيهم علماء دين وعليه نص الذكر الحكيم { أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ } [ الشعراء : 197].
ونشد الانتباه إلى ملحظ وفير الأهمية هو أنه لم يصف رجال دين بعلماء إلا هم بل لم يذكر هذا اللفظ فيه كرة أخرى.
والذى خربش نفسية النزحة ليس هو عدم المؤاكلة فهذا مألوف لديهم حتى وهى طاهرة. [ العربة عندما غزوا مصر واستعمروها واستوطنوها واستنزفوا خيراتها أتوا معهم بهذه العادة الحضارية الرائعة حتى إنها ما زالت مهيمنة فى المناطق التى احتلوها مثل الصعيد رغم مضى أربعة قرنًا مع أن المصرى القديم لم يعرفها طوال تاريخه الطويل, ربما لأن المصرى القديم أخفض منهم درجة فى سلم المدنية أ.هـ ].
إنما عزل المرة فى مكان منفصل. لماذا؟.
لأنهم خاصة بنى سخينة لابد أن يعاسفوا زوجاتهم حتى وهن حُيض بأن تُحكم إزارها على منبع الدم ويباشر ما دونه: ما فوقه وما تحته وربما يرى بعضهم أنه لابأس من المفاخذة التامة.
إذن هذا الخطر أزعجهم وهذا القيد أربكهم وهذا النهى ضيّق عليهم, كيف لا وهو سوف يحرمهم من القيام بالطقس الذى يؤدونه ولو جزئيًا, ويمارسونه ولو ناقصًا .
إذن ما المخرج؟
ليس أمامهم إلا أن يهرعوا إلى " المستجيب" يسألونه حلاً ... وبذا قبت مشكلة : إذا خالف يهودًا, ربما تأولوه أنه مناكفة لخطة الموادة والملاينة التى شرع ينفذها كما سبق أن أوضحنا, وإن وافقهم حرم تبعه من عادة شبوا عليها, ويجدون فيها متعة بل هى الوحيدة التى لهم إذ ليس لديهم أنشطة ثقافية أو فنية أو أدبية.
وهنا يأتى القرآن بالحل:
{ أخرج الإمام أحمد مسلم والترمذى والنسائى وابن ماجة وغيرهم عن أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم أخرجوها من البيت ولم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها فى البيوت. فسئل رسول الله عن ذلك ...
فأنزل الله الآية :{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [ البقرة 222].
فقال رسول الله ـ ص ـ { جامعوهن فى البيوت واصنعوا كل شئ إلا النكاح } [ ( روح المعانى فى تفسير القرآن العظيم والسبع المثانى ) المعروف بـ ( تفسير الألوسى ) لأبى الفضل شهاب الدين محمود الأوسى, تحقيق محمود الشرقاوى الجزء الثانى ـ ص 181ـ 1415هـ / 1994م ـ كتاب الشعب الدينى ـ دار الشعب بمصر ].
والحديث أورده أربعة من أصحاب الصحاح الستة, بالإضافة إلى أحمد بن حنبل مما يقطع بصحته.
وأتى به عبدالله شحاته فى تفسيره برواية أنس بن مالك أيضًا نقلاً عن مسلم وأحمد أبى داود وأضاف : غيرهم. [ تفسير القرآن الكريم: لعبدالله شحاته ج/2 ـ ص353 ].
ومما يثبت وجهة نظرنا أن سؤال التبع انصب على مقطع محدد وهو معرفة الاقتراب من المَرَة ولا تهم المؤاكلة والمشاربة أن الآية الكريمة خلت مما يخص غيره ( = الاقتراب ) وما بيّنه الهادى من إباحة كل شئ إلا الجماع ولعل مما يوثقها ما حمله تفسير الأوسى عند تناوله لآية { فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ }
وإن اختاره الإمام وقال: إن المعنى اعتزلوا مواضع المحيض. [ المصدر ذاته ص 183].
فى التفسير الوسيط:
جاء أن سبب النزول هو ما ورد بالحديث الذى نسخه الألوسى وبذات الإسناد: مسلم واحمد أبو داود.
بهن ( المقصود باعتزالهم فى المحيض هو تجنب الاتصال الجنسى. [ التفسير الوسيط للقرآن الكريم: تأليف لجنة من العلماء : إشراف مجمع البحوث الإسلامية الجزء الرابع ص 363 وما بعدها ت الطبعة الأولى 1393هـ/1973م من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية ـ الأزهر مصر ].
ونضع تحت باصرة القارئ اللوذعى الفطن عبارة ( واللمس نحو ذلك ) وهى حجة تنضم إلى ما سبقها على صحة ما إرتأيناه.
وإن المرء يتولاه العجب من أولئك العربان الذين لا يتوفقون عن إشباع غريزتهم حتى ولو أن الزوجة غريقة فى طوفان دماء الحيض لا يعتقونها. [ الواحدى فى ( أسباب النزول ) ص 46. السيوطى فى ( لباب النقول ) ص 30 ].
ساعتئذ حلّت هذه الآية الكريمة التى نفحها الحق المحكم لـ " فضل الله" ـ المشكلة التى أصابت الصحبة بالسهد وضربهم بالأرق وألزمهم السهر, ولا شك أنهم بعد سماعهم إياها منه تنفسوا الصعداء وعادوا إلى زوجاتهم البائسات يصنعون معهن كل شئ إلا النكاح وما اكرم المعصوم كيف صبر على كل هذه الخُشالات التى لايكاد يمضى يوم إلا ويصدمونه بها سواء فى جلهم أو ترحالهم. ولاشك لانه لم يكف عن حمد الله على أن الذكر الحكيم يلازمه كظله فى عَدَنه وظعنه وانه انبثق نجومًا ليواكب تعاريج واقعه.
8 ـ التجارة فى مواسم الحج: أوضحنا فيما سلف الظروف البيئية والإجتماعية التى دفعت أولئك العربان لاحتراف التجارة وبالمثل الكراء ( = الأجرة سواء للدور أو الدواب ) ولم ينقطعوا عن ممارستها حتى فى المواسم الدينية التى جعلت أساسًا للذكر والعبادة’ فلما جاء الإسلام أسقط فى أياديهم المتربحة ولم يدروا ماذا يفعلون وكالعادة ليس امامهم إلا الموقن فأزلفوا إليه مستفسرين:
روى البخارى عن ابن عباس قال: كانت عكاظ ومجَنّة وذو المجاز أسواقًا فى الجاهلية فتأثموا أن يتجروا فى الموسم فسألوا رسول الله ـ ص ـ عن ذلك فنزلت { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ } [ البقرة 198]. فى مواسم الحج.
وعكاظ وذو المجاز ومَجَنّة دأبوا على إقامتها على هامش موسم الحج وبمناسيته.
ويقول ابن جزئ الكلبى { فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } التجارة فى أيام الحج أباحها الله تعالى. ويضيف معلومة فى غاية الأهمية , وقرأ ابن عباس: { فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فِى مَوَاسِمِ اَلْحَجَّ } [ ( كتاب التسهيل لعلوم التنزيل ) لابن جزئ الكلبى ص75 ج/1 ].
عن ابن عباس قال: كان ذو المجاز وعكاظ متجر ناس فى الجاهلية فلما جاء الإسلام كرهوا ذلك حتى نزلت: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُم } ـ فى موسم الحج.
وروى مجاهد عن ابن عباس قال : كانوا يتقون البيوع والتجارة فى الحج يقولون أيام ذكر لله فأنزل الله تعالى الآية فَإتْجِرُوا }. [ ( أسباب النزول للواحدى ـ ص 38 ].
أى حاك فى صدورهم قلق بشأن بيوعهم ومتاجرهم فى مواسم الحج فإما أن ينقطعوا أى يكفوا عنها وفيه خسارة لهم ومفارقة لإلقهم وإما أن ينصرفوا لذكر الله فى الموسم الدينى الكبير كما يحضهم عليه الإسلام فلجأوا إلى الكريم علهم يجدون لديه الحل.
والعدوى ابن الخطاب يوثق أن البيع والشراء هما العمود الفقرى لخولهم عن أبى صالح مولى عمر, قال: قلت يا أمير المؤمنين كنتم تتجرون فى الحج قال: وهل كانت معيشهم إلا فى الحج. [ ( التيسير خلاصة تفسير ابن كثير ) بقلم محمود محمد سالم ص 90 ].
ونلفى توثيق حديث ابن عباس عند صاحب القبول فيذكر:
أخرجه البخارى فى صحيحه فى كتابى الحج والتفسير وأخرجه الحاكم بنحوه وصححه وأقره الذهبى وأورده ابن جرير فى تفسيره, أما المنصف ذاته فوصفه بأنه صحيح. [ المقبول للأزهرى ص 108 / ونضيف أن ابن كثير أورده فى تفسير التيسير ص 90 ].
ويذكر عبدالله شحاته فى تفسيره أن الحديث رواه البخارى عن ابن عباس وعبد الرزاق فى مصنفه وسعيد بن منصور وأن هناك حديثًا مماثلاً فى ذات الموضوع رواه أبو داود وغيره عن ابن عباس. [ تفسير القرآن الكريم: تأليف عبدالله شحاته ـ ص 303 ج/3 ].
وهكذا بلغ هذا الحديث درجة من الصحة بحيث يمتنع على المُقسط العادل الذى يبتغى وجه الحق أن يمارى فيه.
أولئك العَرَبة يجرى فى دمائهم التعيش من الدخول الريعية التى تأتى دون بذل أى مجهود وقد رأينا فيما سلف كيف أنهم ارتكزوا فى معايشتهم على عرق العُبدان بل وعلى ما تدره أفخاذ جواريهم دون أن يشعروا فيه بأى معرّة أو منقصة إو إخلال بالرجولة أو خدش للحياء والفحولة أو مساس بالكرامة.
ومن بين الموارد الريعية كِراء أو تأجير دورهم ودوابهم للحجاج.
{ أخرج أبو داود والإمام احمد والحاكم وغيرهم عن أبى أمامة التيمىّ قال:
كنت رجلاً اكرى من هذا الوجه وكان أناس يقولون لى إنه ليس لك حج فلقيت ابن عمر , فقلت: يا ابا عبد الرحمن أكى فى هذا الوجه وإن ناسًا يقولون لى ليس لك حج.
فقال: ألست تُحرم وتُلبّى وتظوف من عرفات وترمى الجِمار؟.
قال: قلت: بلى, قال: فإن لك حج.
رجل أتى رسول الله ـ ص ـ فسأله عن مثل ما سألتنى عنه, فسكت عنه رسول الله ـ ص ـ فلم يجبه حتى نزلت هذه الآية ...
فأرسل إليه رسول الله ـ ص ـ وقرأ هذه الآية وقال: لك حج } [ المقبول للأزهرى ص 110, 11 ].
ويهمنا أن يتيقظ القارئ للعبارة التى ضمها الحديث : { فسكت عنه رسول الله ـ ص ـ فلم يجبه حتى نزلت هذه الآية }.
وممن ذكر الكراء فى الحج ابن عطية الغرناطى فى تفسيره { قال ابن عمر فيمن أكرى ليحج, حج تام ولا حرج عليه فى ابتغاء الكراء } [ المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز: لبى محمد عبد الحق بن عطية الغرناطى ـ 481هـ /541هـ تحقيق وتعليق أحمد صادق الملاح ـ ج/1 ص55 ـ الطبعة الأولى 1394هـ / 1974م ـ لجنة القرآن والسنة ـ بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية مصر ].
وينفحنا الغرناطى بمُعطى شديد الخطر وقرأ ابن عباس وابن مسعود وابن الزبير : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ " فِى مَوَاسِمِ اَلْحَجَّ } [ المصدر ذاته ونفس الصفحة ].
وأورد الزمخشرى فى كشافه : وقرأ ابن عباس : { فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ " فِى مَوَاسِمِ اَلْحَجَّ } [ الكشاف للزمخشرى ـ المحلد الأول ـ ]
وقد نسخنا فيما تقدم ما رقمه مفسرون آخرون خلاف الزمخشرى زابن عطية ـ عن قراءة للآية بإضافة { فِى مَوَاسِمِ اَلْحَجَّ } ومع ذلك جاء المصحف العثمانى خُلْوَا منها.
عسى حّبْر الأمة ابن عباس اعتمد فى تلاوتها أو قراءتها على القرآن العظيم الذى كنّه صدره.
ربما طرحناه فى هذه الفاضلة يثبت أن الكراء أيضًا يتضام مع البيع والشراء كنشاط اقتصادى لم يتوقف غالبيتهم عن مزاولته ومن بينهم عدد من الصحابة الكبار المقربين ومن متقديميهم ومتنفذيهم كما اعترف بذلك العدوى دون مواربة أو لف أو دوران: {.. قلت يا أمير المؤمنين كنتم تتجرون فى الحج قال: وهل كانت معيشهم إلا فى الحج }.[ المصدر ذاته ].
ولنلاحظ أن ابن الخطاب جاءت إجاباته بالجمع ( معايشنا ) مما يشى بهيمنة ذياك المنزع على جُلّهم, يضاف إليه ما عُرف عن بنى سخينة حبهم للتجارة.
ولنتساءل هل "النبى الكريم" كان شريكًا لهم فى هذه التجارة.
من جِماع ما سبق نقوا تحدد الموقف فى هذه المشكلة كالآتى:
الصحا ومن بينهم مرازبة جحاحج صناديد يتكسبون مكاسب جزيلة من التجار والكراء فى مواسم الحج وهذا ما ألفوه قبل أن يدخلوا الإسلام. والحج شرع للعبادة وذكر الله والتبتل والقيام بالمناسك وهذا ما نص عليه ( المُحكم / التذكرة ) بصراحة.
ومن ثم فعندما سألوا " اللبيب " أطيقت الأحاديث على أنه توقّف ولم يجبهم على الفور, لأنه لو نهاهم لأحزنهم ذلك لجرمانهم مما يدخل جيوبهم الوسيعة من مال شبّوا منذ نعومة أظافرهم على احتيازه. وبوده ألا يدخل على قلوبهم غمًا ولا يملأ صدورهم همًا قهم جنوده الأوفياء وأعوانه المخلصون وتبعه المناصرون له وعدته فى نشر الديانة الجديدة التى يشيعها والدولة التى يُعلى بنيانها.
ومن رجا آخر, فإن الحج وتوابعه مواسم دينية سُداها الذكر والدعاء والتضرع .. إلخ ولحمتها التجرد من مشاغل الدنيا.
بيد أم الذكر الحكيم لم يترك " أذن خير الناس" أن يتوقف طويلاً فسرعان ما بزغت الآية التى نسخناها قبل وهى الثامنة والتسعون بعد المائة فى سورة البقرة أخبرت الصحابة التجار أو التجار الصحابة وسائر المسلمين من بعدهم ألا إثم عليكم فى البيع والشراء والكراء فى مواسم الحج فانفرجت أساريرهم وطابت نفوسهم وقّرت عينهم فباعوا واشتروا وربحوا وزاطوا .... وحجوا!!!.
وفى كل مرة يقدم لنا البرهان تلو الآخر على أن الذكر الحكيم يأخذ بحُجُزته ولا يدعه نهبًا للحيرة وأن قدومه نجومًا مثّل غاية الحكمة التى خفيت على اليهود الذين اعتبروها منقصة لأن توراتهم أقبلت دفعة واحدة كاملة تامة, وكذلك خفيت على كفار قريش الذين أعتقدوا لجهلهم أن البطاركة الكوامل لابد أن ياتوا بكتبهم لأقوامهم وهى مستوفاة وجاهزة وعلى سنجة عشرة وإنه ( البلاغ / المطهر ) أقام علاقة جدلية مع الواقع المعاش . يعنى حسب الطلب!!!.
وبهذه الواقعة نكتفى بضرب أو تقديم الأمثلة التى توثق بأن هناك شطرًا وسيعًا من القرآن الكريم وآياته طلعت مشرقة تلبية لرغبة " المصطفى" إما عن تشوّف وإما عن توقع وإما عن تربص وإما عن ترضية وإما عن رغبة وإما عن فك أزمة......
وسرعان ما تناصره وتؤازره أو تنافح عنه وفى ذات الوقت تضع فى حجر الفَطِن النَقِه اللوذعى الحُجّة الساطعة والبرهان القاطع على أنها وشيجة الصلة بالواقع المعاش لاتفاصله وبالحياة اليومية لا تفارقها ةبأنشطة الدائبين لا تباينها وهو سر انبثاقها نجومًا متفرقة.
انتهى مؤلف اَلنَّصُ اَلْمُؤَسِّسُ وَمُجْتَمَعُه
اَلسِفْرُ اَلأَوَّلُ وَاَلثَانِى
لخليل عبد الكريم . وإلى فرصى أخرى ضمن سلسلة " من أجل ثقافة جماهيرية بديلة"
#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟