أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - محنة خلق القرآن: محاولة عقلنة الخطاب الديني بالقوة














المزيد.....

محنة خلق القرآن: محاولة عقلنة الخطاب الديني بالقوة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 11:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان ظهور المعتزلة تأسيسا لما أصبح يسمى بعلم الكلام الذي اختص بدراسة قضايا العقيدة, أما في الواقع فقد مثل المعتزلة بداية التفاعل مع السائد الديني-المعرفي و الفكري في البلاد المفتوحة و بداية تعديل تفسير النص المقدس وفق أسس عقلية تحديدا..كانت مدرستي النقل في الحجاز و العقل في العراق في مقاربة القضايا الفقهية قد تمايزتا لتحددا المقاربتين الأبرز للنص المقدس..و هكذا إلى جانب القضايا السياسية الساخنة المتعلقة بقضية الإمامة و تبرير ظهور "الملك العضعوض" ( الحاكم المطلق) برزت قضية هامش و دور العقل في مقاربة النص المقدس و تفسيره..أراد المعتزلة أن يحلوا تناقضات النص المقدس بتأويل تلك النصوص بما يحقق انسجامها مع مقتضيات العقل فيم أقر الخطاب السلفي تلك النصوص كما هي خارج حدود و إمكانيات المقاربة البشرية معتبرا العقل البشري في وضع أضعف من مقاربتها أو القدرة على تفسيرها..من هذه المقدمة وصل المعتزلة إلى نفي صفات الذات الإلهية فأبطلوا أن تشاركه في القدم و من هذا النفي كان اعتبارهم القرآن مخلوقا أي محدثا..أيضا انتهت المقاربة العقلانية للمعتزلة في إطار إثبات العدل الإلهي للقول بالقدر و فعل العبد للخير و الشر و أن العقل البشري قادر على تمييز الحسن و القبح قبل ورود السمع عن الأنبياء في مقابل جبرية الخطاب السلفي و أن الحسن و القبح لا يوجب إلا بالسمع و أن العقل لا يوجب..
كانت السلطة العباسية الجديدة تبحث عن هوية خاصة لخطابها مع إلغائها للخطاب الذي اعتمده الأمويين في تبرير سلطتهم المطلقة من إرجاء و جبرية كجزء من سقوط الخلافة الأموية..كانت الحركة العباسية جزءا من الفرق التي تشيعت لأهل البيت و تنسب أحيانا إلى الكيسانية من فرق الشيعة لكنها لم تملك تعليما دينيا متقدما و مستقلا و كان بحثها عن خطاب يبرر هذا التغيير في السلطة و يحقق تفاعل خطابها التبريري مع معتقدات جمهور الناس قد بدأ على الفور و مرت فترة من الاضطراب الشديد بعد وصول الأسرة العباسية للسلطة شهدت ظهور لفرق من الغلاة على هامش خطاب السلطة و تحت تأثير إحياء معتقدات الفرس "الموالي" الذين أصبحوا الآن مواطنين كاملي الأهلية و شيوع "الزندقة" في هذه الفترة الأولى كعودة إلى المانوية و الثنوية أو المزدكية الثورية ( الخرمية)..كان اللقاء بين السلطة و المعتزلة مرحلة انتقالية في تكوين خطاب السلطة و لعبت فيه ظروف تاريخية خاصة لا سيما طبيعة شخصية الخليفة المأمون المحبة للعلوم و الفلسفة دورا هاما في بدء هذه العلاقة..مثل المعتزلة آنذاك الطرف العقلاني في المؤسسة الدينية مما جعل منهم الطرف الأقدر على مخاطبة شعوب البلاد المفتوحة التي أصبحت تشارك الآن بفعالية في الحياة السياسية و الفكرية للدولة كما أنهم الأقدر على الدفاع عن النص المقدس أمام كم الأفكار المتلاطمة ( و محاورة هذه الأفكار ) التي انفلتت من عقالها مع سقوط دولة الأمويين.. المعتزلة في سعيهم ( مع تمتعهم الآن بدعم السلطة ) لإحداث ( أو لفرض ) تغيير جذري في خطاب المؤسسة الدينية أرادوا فرض مفاهيمهم بطريقة مباشرة تمتطي جهاز الدولة القمعي و هنا ظهرت محنة خلق القرآن.. هنا كان من الطبيعي أن تدافع المؤسسة الدينية ( أو تلك الأجنحة منها التي تتلمذت على مدرسة النقل) عن خطابها و عن رؤيتها الخاصة للنص المقدس..كان الرد الأبرز في وجه الدعوة المعتزلية هو التمسك بحرفية النص و ظاهره و استنكار تدخل العقل البشري في تفسير النص كما فعل ابن حنبل..كانت السلطة قد رفعت بذلك الفكر المعتزلي إلى مستوى خطابها الرسمي و استمر ذلك بعض الوقت قبل أن تتوصل إلى أن فرض هذا الفكر على المؤسسة الدينية فشل في تغيير هذه المؤسسة و هدد التفافها ( و معها الجماهير الخاضعة لتأثيرها ) حول السلطة و أن رجال الدين المعارضين لعقلانية المعتزلة تمكنوا من كسب الشارع فانقلبت السلطة على المعتزلة و تبنت نهائيا كالأمويين الذين أطاحت بهم الفهم التسليمي للنص بعيدا عن أي تدخل ذي شأن للعقل البشري في تفسيره..تراجع دور المعتزلة و شعبيتهم فيم بعد كفرقة عقلية أما الخطاب السلفي فقد أصبح رسميا خطاب السلطة العباسية و ستلعب هذه الخلافة حالة مركزية بالنسبة لرؤيته السياسية لدرجة أن هذا الخطاب سيعتبر أية حالة شكلية من هذه الخلافة كما هو الحال في بغداد أواخر أيام الخلافة أو في وضعيتها كألعوبة في يد المماليك "حالة ضرورية جامعة للأمة"..أما المقاربة العقلانية فستستمر في الترقي متجاوزة حدود الخطاب المعتزلي حتى تتوج بظهور الفلسفة المشائية التي ستعتمد على العقل أساسا في بناء رؤيتها للعالم




#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيانة , العنف و السلطة
- لا يهم مع من تحالفوا فالمضمون واحد
- الفصام بين خطاب الأمس و ممارسة اليوم
- التغيير الديمقراطي في سوريا بين المعارضة و الخارج
- الحجاب من جديد
- أكثر من مجرد تغيير
- قصتنا في الشرق - صعود و موت النبي
- في ذكرى نجيب سرور
- الشرعية بين الشعب و الخارج
- احتمالات المواجهة بين سوريا و إسرائيل
- الليبرالية و الطائفية-افتراقات الفكر و الممارسة
- تعليق على البيان الموجه إلى القوى و الأحزاب الماركسية العربي ...
- أطروحة المجتمع الدولي
- الطائفية , المعارضة و النظام
- ماذا عن سياسات النظام السوري الاقتصادية؟
- حول تصريحات البابا الأخيرة
- منعطف كبير لكن إلى أين؟ عن الخيانة الزوجية
- مراجعة ضرورية
- من أجل بناء البديل اليساري في سوريا
- قراءة مغايرة ل 11 سبتمبر


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - محنة خلق القرآن: محاولة عقلنة الخطاب الديني بالقوة