الحراك الاجتماعي في مصر - مقدمة

بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7834 - 2023 / 12 / 23 - 00:18
المحور: المجتمع المدني
    

اي علاقه تبادليه لابد ان تتاسس على بناء منطقي وتسلسل طبيعي من خلال مركب واحد ومشترك هو الانسان القادر على الفعل وتلقي الفعل والاحساس به والقدره على صياغته وفق النسق المعرفي الخاص به والذي تم بناءه وفق تراتبية فكريه تاريخيه ومن هنا نستطيع القول ان قاعدةالاساس الحراك الاجتماعي وصياغه كلمه الحراك تمييزا لها عن مفهوم الحركه التي تاتي اما قدريه او توافقيه ولكن الحراك يتدخل فيه الفعل الانساني لتغيير مجرى الاحداث وخلق روى جديده للعالم.
ودوافع الحراك الاجتماعي ممثله في الحروب والاتفاقيات الدوليه التي تحرك حركه الثروات الطبيعيه وكذلك الاتفاقيات الدوليه الملزمه مثال ذلك الحروب العالميه كجزء من الحراك الاجتماعي العالمي والذي ولد ثقافه العنف على مستوى العالم وسيطره نمط القوي القادر على الرؤيه بديلا للضعفاء ،هذا على المستوى الدولي اما على المستوى الاقليمي والوطني فان القرارات السياديه تؤدي لنوع من الحراك الاجتماعي القهري الذي ادى الى حراك ثقافي في وجهته السلبيه.
ولعل الانفتاح الاقتصادي في مصر قد ادى الى نوع من الخلل المجتمعي حيث اثر على منظومه الاخلاق والتحالفات الثقافيه والخطط الموجهه للعمل الثقافي حيث كان ما قبل 74 من عداء للصهيونيه وتكثيف حركه الاقتصاد المصري باكمله لصالح تحرير الوطن ولما جاء اعلان القياده السياسيه ان حرب اكتوبر هي اخر الحروب جاء القرار السيادي بتغيير قناعات الهيئه الثقافيه وهو نوع من الحراك القهري ادى الى عده نتائج سلبيه:
١ ضياع مصداقيه ادوات تحقيق الحراك الثقافي وهي الصحافه والتلفزيون.
٢ ارتفاع مساحه التضييق على حريه ابداء الراي مما ادى لخلق نوع من التذمر الذي ادى لخلق نوع من الحراك المضاد في الاتجاه الصحيح مع خلق اليته الخاصه على ضعفها الا انها تنامت مع قسوه الحراك المخطط المرسوم بقوه الدوله.
٣ اتاحه الفرصه من خلال الاتاحه القانونيه لانجاز بديل تنظيم قاردر على ترسيخ لاهم المبادئ القيم المراد ترسيخها مثل القنوات التلفزيونيه الخاصه وكذلك الصحف الخاصه كمعادل موضوعي لفكره اشراك القطاع الخاص وهي فلسفة وفكره الانفتاح الاقتصادي.
٤ وضع قوانين غير مبرره وخارج نطاق التاريخ لوضع حد لحريه الحوار وكذلك نوعا من التقييد المقنن للغه الحوار تحت مسمى قانون العيب ومحكمه القيم وهما كارثه اخلاقيه.
٥ ادخال مفهوم الامن في الحراك الثقافي وهنا نوع من خلط الاوراق حيث جاءت السلطه لتوجه الثقافه لصالح تلك الجماعات المنتميه الى الاسلام السياسي واعطاء المساحه للجماعات الاسلاميه داخل الجامعه المصريه لخلق ادبياتها حتى ان بعض الجماعات داخل الجامعه قد تصرفت كدور نشر وخالق للادبيات.
٦ تراجع مساحه التنوير في الساحه المصريه وذلك بحكم اضطهاد اليسار المصري معقل التنوير الاصلي بحجة السلام الاجتماعي والبعد عن فكره المعايير العقليه في تحديد مفهوم الحرائق ومفهوم الثقافه وفكره الحريه المتاحه ولكن الدوله قد تخلت عن دورها لصالح السلطات الحاكمه ومن هنا جاءت الدوله موظفه لصالح الافكار الجديده الخادمه لفكره سيطره الراسماليه الحديثه على مصر.
٧ الازمه الاقتصاديه التي عاناها المثقفين الحقيقيين في مصر وكذلك مساحه التشوه التي حدثت في الراي العام المصري وذلك بحكم الهجره القسريه الى دول الخليج واستيراد انماط مغايره للنمط الثقافي المصري والنمط التنويري المصري، ومن واقع الاحباط الذي اصاب بعض المثقفين التنويريين مع ضعف امكانياتهم الماديه واضطرارهم للعمل في المناخ الخليجي الغير قادر على استيعاب مساهمات الواقع النهري في تطوير الفكر الانساني واستيراد انماط وقوالب جاهزه مما ادى الى تشويه الراي العامل المصري الذي هو في النهايه ظهير اجتماعي لاي مبدع او مثقف.
٨ اضعاف المناعه الثقافيه الخاصه بالمجتمع المصري والقائمه على فكره الحوار الطبيعي ما بين اشخاص طبيعيين ولكن تدخل الدوله بسلطتها الاعتباريه وامكانياتها السلطويه قد اضر بنمط ذلك الحوار وبالتالي خلق نوعا منه وبالتالي نوعا من الاحباط واحجام البعض عن المساهمه في الحياه الاجتماعيه واخراج البعض قصرا بفعل الابعاد السياسي وتقريب البعض حبا بفعل المصلحه الاقتصاديه والسياسيه هنا يصبح الواقع الثقافي منعدم الفاعلية بحكم ضعف المناعه اولا وعدم قدرته على مقاومه ذلك القادم من الخالق من الخارج بفعل العولمه القسريه التي ساهمت فيها ضعف مساحه مشاركه الدوله او توجيه ادوات الدوله لصالح ثقافه معينه دون اخرى وذلك لسياده النمط الاوتوقراطي في الحكم في مصر في فتره السبعينيات وما تلاها.

#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات