أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالرحيم قروي - 204 من أجل ثقافة جماهيرية بديلة














المزيد.....

204 من أجل ثقافة جماهيرية بديلة


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 7833 - 2023 / 12 / 22 - 00:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اَلنَّصُ اَلْمُؤَسِّسُ وَمُجْتَمَعُه
اَلسِفْرُ اَلأَوَّلُ وَاَلثَانِى
خليل عبد الكريم
الحلقة الواحدة والعشرون

3ـ بنو سخينة وأساليب النكاح: جرى المال فى أيديهم لأسباب يند ذكرها عن سياق بحثنا ومن سمة المترفين فى كل زمان أن يتلذذوا بكل ما تصل أيديهم إليه.
ورجالهم فى نطاق الإتصال بنسونهم لا يكتفون بقضاء الوطر وإشباع الغريزة والحصول على الخلفة بل يتغنون فى أوضاع المعاسفة, فمرة مقبلة وأخرى مدبرة وثاثة باركة ورابعة مُجبية, وخامسة شَرْحًا وبفضل أن يجئ مُنكرًا إمعانًا فى الحصول على أعلى قدر من المتعة .. وأمسى هذا المسلك من قبل القرشيين عُرفًا مستقرًا وأمرًا ثابًا وتقليدًا راسخًا يقوم به رجالهم وترحب يه نساؤهم أيما ترحيب.

فى حين أن الأثاربة الأعاريب على العكس لايبغون من مجامعة النساء سوى أن يقضوا وَطَرهم وعلى الحرف مع اكبر قدر من الستر, ولعل مآبه علتان:
الأولى: أنهم تاثروا باليهود الذين ربطتهم بهم علاقات متعددة كما رقمنا, وهؤلاء ـ خاصة طائفة الفريسيين ـ ينظرون إلى العلاقة الجنسية نظرة ضيقة أى يتعين أن تؤدى تحت ضغط الغريزة وبأبسط صورة. احترامًا للمراة وقداسة الزوجية.
الأخرى: أن بنى قيلة أوضاعهم المالية أخفض من مثيلاتها لدى بنى سخينة.

فلما نزح بنو سخينة إلى يثرب نقلوا معهم تلك العادة الرائعة !!. وعند نكاح بعضهم لنسون بنى قيلة أراد ممارستها معهن فاستهولتها الأقريبيات واستنكرنها واستقبحنها ورفصنها بالكلية لأنه حسب علمهن أنها تُرتكب مع الجوارى والإماء والسرارى والمحظيات وملك اليمين أما مع الزوجة الحرة فلا,

عنئذ طقت تساؤلات من فبل الأثربيات توجهن بها إما مباشرة وإما بالواسط إلى " صاحب السلطان" الذى وجد نفسه فى منتصف المسافة فإذا وافق الأثاربة ضاق المنازيح بنو سخينة ذرعًا وهم أجناده الأوفياء , وإذا أرضاهم تململ بنو قيلة وهم الذين آووا ونصروا.

إذن ما المخرج؟

أن يشرق جبريل بآية أو أكثر من القرآن المجيد تضع الأمر فى نصابه الصحيح ويحتفظ للرسول الأمين بأحلافه ورجاله المقاتلين من المنازحين والأثاربة , ولا يستطيع أحد من الفريقين أن ينبس بعدها ببنت شفة.

{ قال ابن عباس إن هذا الحى من قريش كانوا يتزوجون النساء ويتلذذون بهن مُقبلات ومُدبرات فلما قدموا المدينة تزوجوا من الأنصار, فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة فأنكرن ذلك وقلن هذا شئ لم نكن نُؤتى عليه, فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول الله ـ ص ت فأنزل الله تعالى فى ذلك { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } [ البقرة 223 ]. قال: إن شئت مُقبلة وإن شئت بَركة وغنما يعنى بذلك موضع الولد } [ ( أسباب النزول ) للواحدى ص47 . وقال رواه الحاكم / و ( لباب النقول فى أسباب النزول ) للسيوطى ص 31 ـ أضاف أبى الحاكم أبا داود وهو واحد من الصحاح الست / و( المقبول ) لأبى عمر نادى الأزهرى ص 126, 127, 128 ـ وأورد حديثًا مشابهًا قال عنه: أخرجه النسائي عن نافع مولى ابن عمر ].

وهناك خبرًا عن رجل من حمير أتى " أبا القاسم" فقال له:
{ غنى أحب النساء وأحب أن آتى امرأتى مجيبة أى منكبة على وجهها فكيف ترى ـ فأنزل الله تعالى الآية { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } [ المرجع السلبق ص 129].

ولنلتفت فى هذا إلى ملحظين:
أ ـ قول الحميرى إنى أحب النساء مما يقطع أنه مكون اساسى فى نفوس أولئك العَرَبة الأجلاف الأوباش , وهذا مآبه كما رقمنا فى كتابات لنا سوابق أن حيواتهم تَصْفُر من أى نشاط اجتماعى أو ثقافى أو فنى أو رياضى ومن ثم فليس ثمة أمامهم إلا هذا النزوع.
ب ـ أنه استبيان مباشر توجّه به صاحبه إلى " الفخر " ولا يتصور أن يذر الإعرابى دون إجابة شافية خاصة أنه لابد أن لمح من لهجته وانفعاله وكيفية نطقه أنه يعتبرها بالنسبة إليه مسألة حياة أو موت.

تدخلت هند أم سلمة فى خبر ثالث وأدت دور الوسيطة بين اثربية وبين " الظَفُور" واستوضحته نيابة عنها لأن المرأة هابته واستحيت أن تتقدم إليه مباشرة خاصة أن فى السؤال حساسية: { أخرج الترمذى واحمد عن أم سلمة قالت: لما قدم المهاجرون المدينة على الأنصار تزوجوا من نسائهم وكان المهاجرون يُجِبون وكانت الأنصار لا تُجبى, فأراد رجل من المهاجرين امرأته على ذلك فأبت عليه حتى تسأل رسول الله ـ ص ت قالت فاستحيت أن تسأله, فسألته أم سلمة فنزلت الآية: { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } [ المقبول ص 130 ونلفت النظر إلى أن من أخرجه الترمذى أحد الصحاح الست وأحمد فى المسند, ووصف المصنف أن إسناده حسن. وأم سلمة لأمينة الحسنى ص 221, 222 ].

قدّ أحسن القصص موقف " المصطفى" فى هذه المسالة التى إمتازت بقدر من الدقة لأن بنى سخينة يحتل موضوع " معاسفة الإناث" مساحة طويلة عريضة من نفوسهم ووجدانهم وغرائزهم.

فى حين أن بنات قيلة علقنها على الكرامة والمكانة والاعتبار الشخصى لأنها ببساطة شديدة تحولهن من حرائر إلى إماء , وإجابة أى طرف لمبتغاه سوف تثير لدى الآخر قدرًا من الغضب المكتوم والحنق المدسوس والغيظ الخبئ, من هذا المنطلق أسعفه بآية لابد أن يتقبلها الجميع بالرضا ويتلقفها بالتسليم ويتناولها بالإذعان, ومما لا مشاحة فيه أن " ذا المقام المحمود" شكر الذكر الحكيم على وقوفه معه يحل له الأزمات.
يتبع



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 203
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة102
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة101
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 100
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 99
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة98
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة97
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة96
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة95
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة94
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 93
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة92
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 91
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة90
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 89
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة88
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة87
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 86
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة85
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 84


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالرحيم قروي - 204 من أجل ثقافة جماهيرية بديلة