ذكرى عيد الاستقلال المجيد

الحزب الشيوعي السوداني
(Sudanese Communist Party)

الحوار المتمدن-العدد: 46 - 2002 / 1 / 26 - 17:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

الميدان – العدد 1966 – ديسمبر- ‏2001‏

تهل علينا الذكرى السادسة والأربعين للاستقلال وقد جردت سلطة الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة الاستقلال من كل مضامينه وأهدافه، وأجهضت نضالات وتضحيات شعبنا عبر السنين ضد الإستعمار حولت السودان إلي ملكية خاصة بها – ترفاً وملذات وقصور وعربات فارهة وشركات ذات عائد سريع تحافظ به على مستوى حياتها البذخي وتغدق منه على أجهزتها الأمنية القمعية التي تحرس نظامها، بطشاً وتنكيلاً بالمعارضين.
فدولة الرأسمالية الطفيلية التي تصرفت في مؤسسات القطاع العام، خصخصة وإعادة هيكلة ونهباً .. الخ- ولدهشة الجميع ودون حياء – أنشأت 600 شركة تجارية اتبعتها لوزارات اتحادية وولائية ولجهاز الأمن وتنظيمها العسكري داخل القوات المسلحة وسجلتها كشركات عامة كيلا تخضع لرقابة المراجع العام وتتمتع في ذات الوقت بحرية الصرف خارج الميزانية وتوفر غطاءاً للنشاط الرأسمالي الطفيلي التجاري للوزراء والولاة وكبار ضباط القوات المسلحة. وتفشت ظاهرة الشركات بمتوسط قدره 569 شركة في العام حتى بلغ مجموعها 2847، بينما كان المتوسط السنوي لتسجيل الشركات في حدود 66 شركة خلال 64 عاماً منذ صدور قانون الشركات في عام 1925م حتى عام 1989 – وكان مجموع الشركات 4221 شركة. ان إعفاء تلك الشركات من الجمارك والضرائب بقرارات سبادية، حرم الميزانية من35 من الإيرادات.
قاد كل ذلك النهب المقنن إلى استقطاب الثروة وتمركزها في يد حفنة من الطفيليين لا يتجاوز عددهم 3 مع الإفقار المطلق لبقية الشعب. لقد أشار التقرير الاستراتيجي للأعوام 97 – 1999 وتقرير وزارة التخطيط وتصريحات رئيس اللجنة الحكومية لدراسة الفقر إلى ان نسبة الفقراء في المجتمع السوداني كانت في عام 1990 77.5 ، ارتفعت إلى90.2 ثم قفزت إلى 95 في 1999. وأكد ذلك أمين ديوان الزكاة عام 1997 عندما صرح بأن 97 من الموظفين لا زكاة عليهم لأن مرتباتهم تقل عن النصاب البالغ 935 ألف جنيه في العام.
وتأتي موازنة العام2002 تجسيداً للانهيار الدرامي لما يسمي بالمشروع الحضاري بعد تجربة أثني عشر عاماً من الحكم، افترض ان تكون تتويجاً لـ(الاستراتيجية القومية الشاملة للفترة 1992 – 2002) فجاءت نذير شؤم بالمزيد من الإفقار للشعب، وميزانية تصعيد للحرب وتوسيع لآليات الأجهزة الأمنية، وابتعاداً تاماً عن التنمية وتدنياً في الإجور الحقيقية والخدمات العامة الأساسية للمواطنين وتحميل الشعب ما فوق طاقته لافرازات عجزها وفشلها في كافة مناحي الحياة.
ففي الوقت الذي يبلغ فيه الصرف على الأمن والدفاع وحزب السلطة 52 من الموازنة لا يتعدى الصرف على التنمية 10 ويبلغ الصرف على الإجور والخدمات العامة وكل المصروفات الجارية 38. وحتى هذه سينفق معظمها، لا لسداد مرتبات ومتأخرات العاملين واستحقاقات المعاشيين، بل ستحول إلى صرف بذخي على الوظائف العليا في الدولة وحزبها، والمؤتمرات الاحتفالية المظهرية والنهب المقنن.
تغيير هذا الوضع المأسوي غير ممكن بدون عمل شعبي جماهيري متسع، صبور ومثابر. تنظم فيه الجماهير صفوفها وتنسق معاركها في المطالب والحقوق العادلة ذات الطابع المشترك. فإضرابات المعلمين المتواصلة، واحتجاجات المزارعين، واعتصامات وتظاهرات الطلاب ومواكب الأسر وربات البيوت وغيرهم من الفئات من الممكن ان تصبح أكثر ضغطاُ وفعالية إذا تم توحيدها – ما أمكن ذلك - في كافة أنحاء البلاد في وقت معلوم .. الخ. هذا الدور التنظيمي والتنسقي يقع على القيادات المعارضة في التجمع الوطني الديمقراطي أو خارجه وبين قواعد النقابات والناشطين في تنظيمات المجتمع المدني. وهذا أمر ممكن كما برهنت تجارب شعبنا الثرة.
لتكن ذكرى هذا العام نضالاً من أجل:
رفع قانون الطوارئ وإلغاء كافة القوانين الاستثنائية التي تعيق حركة الجماهير وتبيح الاعتقال والاستدعاء والقهر وتهيئة المناخ لحل أزمة البلاد.
ضد الخصخصة وإعادة الهيكلة ووقف التشريد الناتج عنهما.
التحقيق في النهب والاختلاسات وتقديم مرتكبيها للمحاكمة بهدف استرداد أموال الشعب المنهوبة وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين.
إننا إذ نهنئ الشعب السوداني بذكرى عيد الاستقلال، نحني هاماتنا إجلالا للتضحيات الجسيمة التي قدمها أبناءه من كافة الاتجاهات السياسية ونثق بلا حدود في قدرات شعبنا على هزيمة السلطة الإرهابية الفاسدة والخروج من الأزمة وفتح الطريق أمام التحول الوطني الديمقراطي لسودان موحد ترفرف في سمائه رايات السلام والاستقرار

#الحزب_الشيوعي_السوداني (هاشتاغ)       Sudanese_Communist_Party#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات