أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - الفرق الإسلامية (12): الأشعرية














المزيد.....

الفرق الإسلامية (12): الأشعرية


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7832 - 2023 / 12 / 21 - 00:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنتسب الأشعرية لأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتوفي في العام 330 هجرية، والذي ينتسب بدوره إلى الصحابي أبي موسى الأشعري. كان أبو الحسن في الأول على مذهب المعتزلة في علم الكلام وتتلمذ على يد أبرز شيوخها أبي علي الجبائي، حيث أقام على مذهب الإعتزال حتى سن الأربعين. جرت بينه وبين أستاذه الجبائي مناظرة إعتكف بعدها في بيته لمدة خمسة عشر يوما، دفعته أخيرا لترك الإعتزال وتبني الموقف الجديد.

يعتقد الأشعري أن الله عالم بعلم، قادر بقدرة، حي بحياة، مريد بإرادة، متكلم بكلام، سميع يسمع، وبصير يبصر. يعتبر الأشعري أن هذه الصفات أزلية وقديمة قائمة بذات الله. والدليل على أن الله متكلم بكلام قديم، يؤكد الأشعري، ومريدا بإرادة قديمة أنه قد أقام الدليل على أنه ملك، والملك من له الأمر والنهي، فالله آمر وناه.

علم الله يتعلق بجميع المعلومات من مستحيل، وجائز، وواجب، ومعدوم. قدرته واحدة تتعلق بكل ما يصلح من جائزات. وإرادته واحدة تتعلق بكل ما يقبل الإختصاص. وكلامه واحد يتعلق بالأمر والنهي، والخير والإستخبار، والوعد والوعيد. العبارات المنزلة على ألسنة الملائكة إلى الأنبياء هي دلالات على الكلام الأزلي، والدلالة مخلوقة محدثة، والمدلول قديم أزلي، فالذكر محدث والمذكور قديم.

الإستطاعة عند الأشعري عرض، فالمكَلف لا يكون قط قادرا، لأنه يقدر على إحداث ما أمر به فقط. فتكليف الإنسان ما لا يطاق جائز عند الأشعرية، لأن العبد قادر على أفعاله. في هذا قال أبو الحسن: المكتسب هو المقدور بالقدرة الحاصلة، والحاصل تحت القدرة الحادثة. فأخص وصف لله في هذا الصدد هو القدرة على الإختراع.

يعتقد الأشعري أن كل موجود يصح أن يرى، والله موجود فيصح أن يرى. ولا يجوز أن تتعلق به صورة، أو مكان، أو انطباع، فإن كل ذلك مستحيل. فرؤية الله علم مخصوص وإدراك وراء العلم لا يقتضي تأثيرا في المدرك، ولا تأثرا به. يثبت الأشعري أن السمع والبصر صفتان أزليتان، بينما يعتبر اليدين والوجه صفات خبرية.

الإيمان عند الأشعرية هو التصديق بالقلب، أما القول باللسان والعمل بالجوارح ففروعه. معرفة الله بالعقل تحصل، لكنها بالسمع تجب. أما صاحب الكبيرة فيكون حكمه لله، إما أن يغفر له، وإما أن يعذبه بمقدار جرمه، ولا يجوز أن يخلد في النار مع الكفار. تعتبر الأشعرية أن الإمامة تثبت بالاتفاق والإختيار دون الرجوع للنص، ولا يشترط فيها الأفضل. والكرامات للأولياء حق، وهي تصديق للأنبياء وتأكيد للمعجزات.

يؤكد الأشعري على أن أفضل الناس بعد الرسول هم الخلفاء الأربعة بالترتيب. وقال في عائشة وطلحة والزبير إلا أنهم رجعوا عن الخطأ، وفي معاوية وعمرو بن العاص إلا أنهما بغيا على الإمام علي، فقاتلهم علي مقاتلة أهل البغي. فقد كان الإمام علي على الحق في جميع أموره وأحواله، يدور الحق معه حيث دار.

إنتشر الفكر الأشعري في العراق ثم في مصر أيام صلاح الدين الأيوبي، وفي بلاد الشام والمغرب العربي، وأخيرا إعتنقه العثمانيون فتمدد بذلك إلى بقاع آسيا الصغرى.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق الإسلامية (11): الدروز (الموحدون)
- الفرق الإسلامية (10): الرافضة
- فوق القبر
- الفرق الإسلامية (9): المعتزلة
- الفرق الإسلامية (8): أهل السنة والجماعة
- الفرق الإسلامية (7): الصوفية
- أحرقوا الجثمان
- رسالة إلى أمي
- الفرق الإسلامية (6): الجهمية
- يوم مات الملك/الإله
- مشكلة المرأة
- الفرق الإسلامية (5): السبئية
- الفرق الإسلامية (4): السلفية
- الجنسانية و الإنحرافات الجنسية عند فرويد
- تفسير آية (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأ ...
- رسالة من القبر
- سيغموند فرويد: اليهود قتلوا موسى
- الفرق الإسلامية (3): الخوارج
- الفرق الإسلامية (2): المرجئة
- الفرق الإسلامية (1): الماتريدية


المزيد.....




- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...
- اتصالات هاتفية بين الرئيس الإيراني وقادة الدول الإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - الفرق الإسلامية (12): الأشعرية