محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ
(Mohamed Wagdy)
الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 06:35
المحور:
سيرة ذاتية
" إرفع الغمة " ....... ، فقام الجندي برفع الغمة ... كان هو فعلا ، لم تخطئ أذناي تمييز صوته ، وانبريت في حديث داخلي مع نفسي حول ما يمكن أن يحدث ، وما يمكن أن يقال .
" اسمك ؟ " ...... " عمرك؟ " ... " السن " .... " المهنة " ......
" مين اللي معاك ؟ " ... " في ايه " ..... " انت هتستعبط ؟ " .. مين شريكك في ترويج المنشورات وكتابة المذكرات والندوات اللي بتعملها كل يوم ؟ " .......
بهت . كنت مجرد شخص قد قرأ ، وبحث ، ودرس وناقش ، ولم أكن أتصور أن يأتي يوم أكون فيه أحد زعماء تنظيم ....
" مفيش حد معايا " ... قلت.... أمر الواقف خلفي : اضبطه ..
ثلاثة أيام لم أبرح فيها تلك الغرفة ، يتبادل علي التحقيق ضباط وجنود .. .
كنت أسمع قبلها عم يحدث في ذلك المبنى من أهوال تشيب لها الولدان ، ولكني لم أر ذلك التجرد م الآدمية ، ولم أختبره من قبل . لم كونوا مسلمين ، ولا يمكن حسابهم على المسيحيين أو أي دين يعلم أن هناك خالقا قادرا ضابطا للكل ، يحاسب الناس في يوم الدين ...... اختبرت معنى الإهانة ، وخبرتها ، وأنا لا أملك أي شيء لأدفع الأذى عن نفسي...
في آخر الأيام الثلاثة كانت الحصيلة : جروح في الذراعين .... حروق في أنحاء متفرقة من الجسد ... إهانة بقدر كبير لم تطفأ الأيام نيرانها بعد .
بعد التوقيع الإجباري على محضر الضبط ، طلب مني قراءة مقاطع مكتوبة ، وتم تسجيلها ، وكان التحذير : أهلك هيكونوا هنا لو مسجلتش .. .
.تمت إعادتي إلى الغرفة ، وأدخل الطعام والشراب ، ب وتم شراء أدوية على حساب الفرع ..... سخرت من نفسي .... هل تغير الحال ؟ ، ولكن في يوم الثالث من فبراير - على ما أذكر - عرفت السبب ، فقد تم عرضي على النيابة العامة ، ولم يكن من الممكن عرضي قبل أن أبدو شبه معافى سليم .......
في سيارة الترحيلات وجدت معي عددا لا بأس به ،لم أكن أعرف منهم شخصا واحدا ، ولا رأيته في يوم من الأيام ، ولكن وجدنا أننا كلنا متهمون في نفس التهمة ، وأعضاء في نفس التنظيم دون أن نعلم ... المهم أن الحكومة تعلم ، ولا أحد يعلم أكثر من الحكومة .
#محمد_وجدي (هاشتاغ)
Mohamed_Wagdy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟