أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - شهداء العراق عنوان الخلاص ومعارضة السلطة البائدة














المزيد.....

شهداء العراق عنوان الخلاص ومعارضة السلطة البائدة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 521 - 2003 / 6 / 22 - 11:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                       

الأسماء التي وردت في قوائم الأعدام لأسباب سياسية تمثل نخبة متميزة من خيرة شبابنا المثقف والواعي والمتفاعل مع قضية شعبه .
الأسماء التي تم أعدامها دون قرارات حكم أو محاكمة أو تحقيق ودون أتباع الأصول والأعراف التي تليق بأدنى حد من حدود أحترام حقوق الأنسان ، الأسماء التي تم أعدامها وتم تغييبها عن أهلها ، فلم يتم تسليمهم الجثث ولاشهادات وفاة ، أمعاناًُ في زيادة عذاباتهم وحزنهم على فراق الأحبة .
الأسماء التي أوردتها سجلات الأمن العام والمخابرات والشعبة الخامسة لاتمثل توجه سياسي معين ، مثلما لاتشير الى حزب بالرغم من أنتماء هذه الأسماء لآحزاب معينة ، حيث أنها تمثل حالة النقاء العراقي المعارض للسلطة .
والمتمعن جيداً في أسماء الشهداء وطاقاتهم الخلاقة وكفاءاتهم الوطنية ، يدرك حجم المااسأة التي حلت بالعراق ، قوائم بأعداد لافتة للنظر تمثل نخبة متخرجة من  كليات علمية أو طلبة دراسات علياً أو طلبة في مرحلة الدراسة الأعدادية أو أعضاء في منتخبات رياضية وطنية ، لقد حلت مأساة وكارثة جديدة في العراق غير ماحل به من كوارث بفعل قرارات السلطة   حين أقدم النظام البائد بخطة محكمة أبادة جميع العقول الخيرة والـــنيرة والخلاقة في العراق ، وتشريد القسم الآخر ، وأبتكار أساليب في الترويع والقتل لم تدركها أساليب القرون المظلمة .
القوائم التي تم العثور عليها بأعداد الذين تم تغييبهم وأعدامهم وأنهاء حياتهم حرصاً من السلطة البائدة على تضييع الحقيقة ، التي ربما توهمت أنها أستطاعت أن تغيبها في عقول بعض الأخوة العرب ، لكنها ظهرت واضحة للعيان مثل الشمس .
أسماء الشباب التي وردت في قوائم الأعدام التي حكمت العراق لم تكن وثيقة عراقية ، بل هي أدانة صارخة لكل من هادن أو نافق أو أصطف مع سلطة الجلاد ، مثلما هي أدانة أنسانية قوية بوجه السلطات والأحزاب التي وقعت في شباك خداع السلطة البائدة بسذاجة .
هذه الأسماء العراقية الناصعة لم تختلف مع السلطة حول حصتها من النفط ، ولم تحاسب السلطة على ضياع الخزينة والمال العام ، ولم تسأل عن الأيرادات ،  ولم تقترف جريمة من الجرائم التي يشملها قانون العقوبات العراقي ،  ولم تخالف منطق الحياة .
كل جريمتها أن لها صوتاً عراقياً يختلف عن صوت السلطة ، رأيا يختلف عن رأي الدكتاتور .
وعدم تقبل الرأي الآخر ليس حالة طارئة في عقل السلطة والدكتاتور ، بل هي عقيدة راسخة بدأ بها حياته وممارساته المريضة .
المأساة أن العالم يقف مشدوهاً وفاغراً فـــمه تجاه مايظهر من المجازر والمآسي الأنسانية في العراق ، وتبدو المأساة أكبر حجماً حين لاتبدي المنظات الأنسانية والمطالبة بحقوق الأنسان أي أكتراث لهذه المأساة البشعة التي حلت بشعب العراق منذ سنين طوال .
وليس فقط الأنتهاكات المريرة لحقوق الأنسان ماتميز السلطة البائدة ، وليس فقط الحملة التي شنها النظام بقيادة المجرم قصي صدام بقتل الالاف من السجناء السياسيين تنفيذاً لحملة سميت     ( حملة تنظيف السجون ) ، وليس في المحافظة على ألأدلة الثبوتية ووسائل التعذيب والموت وقاعات التعذيب التي يمارس بها النظام أرهابه وتسلطه ، أنما في الأعداد الكبيرة  المغيبة من قبل السلطة  من رجال السياسية الوطنية والعلماء والأختصاصيين ،  والتي لم يعرف مصيرها منذ عشرات السنين ولاتم التعرف على طريقة أعدامهم والتخلص من جثثهم أذا كانت السلطة قد قتلتهم دون محاكمة . 
ويقولون لك أن الشعب العراقي كان مستكينا تحت سكين الطاغية ، وهذه التضحيات الجسام ، وهذه العطايا التي حصدتها أجهزة القمع في دولة الظلم والظلام دليلاً على أستمرار العراقي في معارضة السلطة الباغية ، ودليل على همجية السلطان البائد ، وقدرة العراقي على تواصل النضال والكفاح من أجل أسقاط كل مايمت للسلطة البائدة بصلة .
لم يصبر العراقي حتى تتحول المقابر المجهولة والسرية الى مزارات يتمعن فيها العالم وتستذكرها البشرية كزمن من أزمان الموت والعذاب الذي حل بالبشرية ، لم يصبر العراقي ليجمع عظام الشهداء مجهولي الهوية والأسماء ليصير لها نصباً تذكارياً عالمياً تقرأ فيه أجيال العراق وجميع الأمم المحبة للسلام شاهداً من شواهد عصر الموت الصدامي ، لم يتم تجميع شهادات الشهداء ولاحاجاتهم الشخصية لتصير متحفاً للتضحية والعطاء بأشراف الأمم المتحدة ، لم يتم جمع ظفائر الحلوات ولاأساور الأطفال المدفونين تحت التراب لتصير قرائن على زمن عاهر عاث فيه الحاكم المستبد ليس في قدراته وثرواته وأنما أستخف بحياة شعب بأكمله دون أستثناء .
قوائم لايتسع لها الورق وأسماء لاحدود لها ماتتضمن قوائم الشهداء والمغيبين وضحايا السلطة البائدة ، مقابر تم أكتشافها ، ومقابر لم تكتشف بعد ، فهل كنا نمشي على تراب يضم هذه الأرواح النجيبة والأجساد الطاهرة ؟ هل أن أرض العراق أستحالت الى مقابر متوزعة في كل الأركان ؟
متى سننتهي من تجميع موتانا وبناء قبورنا ؟ متى نلم حزننا ونداري وجعنا ؟ بعد أن خلصت أرواحنا من فقدان أولادنا وفراق أحبتنا .
أسماء الشهداء لايميزها سوى أنها الأكثر عطاءاً للعراق ، فأنصفوا هذا العطاء الذي أوصل لكم العراق بحالته هذه وقبل أن يتمكن  أن يحيله الطاغية أرضاً بلابشر .




#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نشطب صدام من ذاكرتنا ؟
- من يقطع أذن عبد حمود التكريتي ؟
- تعقيب على مقالة الدفاع عن قناة أبوظبي
- بالمحبة والتسامح نبدأ حياتنا العراقية الجديدة
- القاضي العراقي لايعمل أو يعين بأمر الحاكم الأمريكي
- الأحزاب والحركات السياسية وضرورة الجبهة الوطنية
- حزب الكتائب الحاضر في قناة العربية
- أعادة العقارات والحقوق المصادرة مهمة وطنية مستعجلة
- القوانين والقرارات يجب أن تكون عراقية
- الطاغية صدام مناضل في قناة ( العربية
- من وقف مع صدام عليه أن يعيد أموال العراق
- رسالة الى المحامي الأردني
- أعادة تأهيل القضاء العراقي
- العدالة
- العراق الحلم الذي تحقق
- حق أكراد العراق في أختيار الشكل الدستوري للحكم
- جابر عبيد – قناة أبو ظبي يتاجر بالمستندات العراقية
- ساحة عبد الكريم قاسم
- طرد مدير قناة الجزيرة عبرة للغير
- الداخل والخارج


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - شهداء العراق عنوان الخلاص ومعارضة السلطة البائدة