أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - العولمة الاقتصادية ما زالت بخير














المزيد.....


العولمة الاقتصادية ما زالت بخير


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 19:58
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


العولمة الاقتصادية لم تمت . حالتها الصحية فوق الممتازة . نسبة التجارة الخارجية في حساب الإنتاج المحلي الأمريكي يقارب الان ربع حجمه, فيما وصل معدل هذه النسبة في بقية دول العالم اكثر من 70%. بمعنى انها أصبحت اكبر قطاع اقتصادي في العالم.
العولمة , وان أصبحت موضوع يتداول بين الاقتصاديين والسياسيين حول منافعها ومضارها في العشرين سنة الماضية , الا انها موجودة منذ عرف الانسان الزراعة و صيد الحيوانات . الصياد كان يبادل ما صاده اليوم مع بعض المنتوجات الزراعية التي يحتاجها بيته . ومن هذه اللحظة انطلقت التجارة الداخلية والخارجية وكانت المحرك للنمو الاقتصادي لبلدان البائع والمشتري , المصدر والمستورد . عندما يبيع العراق نفطه الى الهند , فأنها تستفاد من هذه السلعة النادرة فيها , فيما يستفاد العراق من موارد هذه المادة الوفيرة في ارضه , وبدونها لكانت جميع حكومات العراق الماضية في مشكلة عظيمة , منها ان لا تستطع دفع رواتب موظفيها.
في بحث مهم قدمه المؤرخ الاقتصادي , Angus Maddison , بين تاريخيا , انه كانت ثلاث مصادر للتنمية الاقتصادية في العالم : استغلال الأراضي ذات الموارد الطبيعية الكثيرة والمتنوعة , التجارة الخارجية , و التكنلوجيا .
العولمة في الوقت الحاضر والتي بدأت في ستينيات القرن الماضي مازالت تعتمد على هذه لعوامل , إضافة الى عوامل جديدة ومنها رخص كلفة النقل , ظهور أسواق جديدة , و تخفيض في حجم التعريفة .
هذه العوامل شجعت ازدهار التجارة العالمية و انتجت منها فائدة عظيمة لجميع المجتمعات العالمية . التجارة العالمية رفعت من الدخل الحقيقي للأسر بين 7000 و 13000 دولار منذ نهاية الحرب العالمية الثانية , ولو تم رفع بقية العقبات على التجارة الخارجية لإضافة دخل جديد بين 4000 و 12000 دولار.
منفعة أخرى للتجارة الدولية وهي زيادة تنوع السلع والخدمات في الأسواق . بدون التجارة , العراقيون سوف لن يتعرفوا على فاكهة الموز او المانجو او الأناناس او الجوز الأمريكي او جوز الهند. وبدون شك سوف لن يستطيعوا شرب الشاي او القهوة في الصباح . وبدون التجارة الخارجية سوف تبقى سفرتهم من بغداد الى كربلاء تأخذ على الأقل ثلاث أيام . السيارة الحديثة حولت الثلاث أيام الى ساعتين في اسوء الأحوال.
سلسلة التوريد أصبحت جزأ مهما في التجارة الخارجية والتي تشمل البحوث والتطور و الإنتاج , إضافة الى التسويق وتوزيع . أجزاء الحاسوب , السيارات, وطائرات نقل الركاب أصبح انتاجها ليس من الضرورة في داخل الشركات المذكورة , وانما أجزاء مهمة منها تصنع خارج هذه الشركات وفي شركات اجنبية لا تعود لهم . على سبيل المثال 90% من أجزاء طائرة بوينك 787 تصنع خارج شركة بوينك . ومنذ 1970 , حصة استيرادات الأجزاء الخاصة للصناعات زاد من 10% الى 40%.
على ان الاختلاف الكبير بين عولمة الماضي والحاضر هو حجم الطبقة العاملة التي تعمل في قطاع التجارة . ان دخول الصين والهند كمصدرين مهمين للسلع والخدمات يعني ان الكثير من عمالهم اصبحوا ينافسون مباشرة عمال الولايات المتحدة الامريكية , اليابان , المكسيك . ان دخول هاذين البلدين في سوق التجارة الخارجية انتج عنه ضغطا على نمو الأجور في الدول المتقدمة (تجميد الأجور) يقابله ارتفاع الأجور في الصين والهند . وبذلك فان التكامل الاقتصادي ينفع العمال في الدول ذات الدخل المنخفض من خلال الوصول الى أفكار و تكنلوجيا جديدة , الامر الذي يزيد من إنتاجيتهم ودخلهم الحقيقي.
احد الاقتصاديين المتخصصين في التجارة العالمية ,Jagdish Bhagwati, شدد على ان حضور الشركات العالمية في الدول الفقيرة تساعد على تعرفهم على التكنولوجية الحديثة و فن الإدارة اكثر بكثير من الشركات المحلية . وبمرور الزمن فان الكثير من العمال والذين عملوا في هذه الشركات سوف يتركوا هذه الشركات وينضموا الى شركات محلية او تأسيس شركات خاصة بهم , وبذلك تعم المنفعة على جميع افراد المجتمع . الدراسات تؤكد ان فروقات الدخول بين الدول قد انخفض في السنوات العشرين الماضية , بعد ان دخلت الهند والصين و بقية الدول الأسيوية سوق التجارة الخارجية .
الا ان منافع العولمة لم تقتصر على العمال في الدول الفقيرة وانما شملت الدول المتقدمة صناعيا . احد الدراسات كشفت ان المنافسة العالمية دعمت الإنتاجية في الولايات المتحدة الامريكية . الدراسة كشفت ان الشركات المتعددة الجنسيات في الولايات المتحدة سواء منها الامريكية او الأجنبية كانت المسؤولة عن زيادة اكثر من نصف النمو في إنتاجية العمال في القطاعات الغير زراعية في نهاية التسعينيات من القرن الماضي . هذا النمو ظهر من خلال طريقين . الأولى , ان زيادة المنافسة العالمية اضطر الشركات المحلية الى استخدام احدث التكنولوجية الموجودة في السوق , والثانية هو نقل الصناعات الاستهلاكية الى الدول ذات الأجور المنخفضة مما أدى الى زيادة الطلب على العمالة الخبيرة.
انتقادات كثيرة وجهت الى العولمة , الا انها بقيت مؤشر مهم من مؤشرات الإنجازات الاقتصادية للأمم. أمم لم تخرج منها انتقادات ضد العولمة لأنها استطاعت جني ثمارها , فيما بقيت أخرى تندد وتندد , والحقيقة انها فشلت في اجتياز اختبار المنافسة الدولية في تقديم افضل السلع باقل الكلف.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد الحصان والعصفور
- امريكا في الشرق الاوسط بعد حرب غزة
- سوق الغزل يقتل الحياة البرية في العراق
- ماذا بعد انهيار غزة ؟
- هل تنازل عمر بن الخطاب و صلاح الدين الايوبي عن القدس لليهود ...
- ماذا كشفت حرب غزه للعالم ؟
- رسالة غزه الى الحكومات العربية
- غزه .. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
- من هي الجزر ( الدول ) الثلاث في المحيط الهادىء التي تقف مع ا ...
- غزه .. غاب القط .. العب يا فار
- ماذا قالوا عن الحرب على غزة؟
- شكرا غزة
- ماذا ستخسر الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط بعد حر ...
- ازدواجية الغرب في تعامله مع القضية الفلسطينية
- يجب وقف استهزاء الغرب بالعالم العربي والاسلامي
- الاستهتار الصهيوني والصمت العربي
- متى تراجع الطبيب عند ظهور آلام الظهر؟
- من ذاكرة التاريخ : هل كانت المشاركة في ادارة الدولة العراقية ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف استطاع ابو مصعب الزرقاوي اختراق الوحد ...
- من ذاكرة التاريخ: موقف العرب من التغيير في العراق


المزيد.....




- ترامب: سنفرض رسوما جمركية على أوروبا
- مساع حكومية لحماية العملة الوطنية في العراق وتعزيز أمنها الا ...
- هل تترجم مذكرات التفاهم العراقية المصرية إلى منافع اقتصادية؟ ...
- هل يجب إرغام الاقتصاد السويسري على احترام حدود الطبيعة؟ 
- رئيس مؤسسة النفط الليبية: نركز على تعزيز الإنتاج والشفافية
- الاقتصاد السوري بين متطلبات بناء الدولة وطموح المطالب الشعبي ...
- الهند تلغي الضرائب على واردات العديد من المكونات الإلكترونية ...
- ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي تفشل لأول مرة في تحقيق أهداف مل ...
- ضمن حربه على التزوير.. العراق يعزز أمن عملته
- خبير ألماني يكشف عن المستفيد من ضعف اقتصاد بلاده


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - العولمة الاقتصادية ما زالت بخير