أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - سجين سياسي_ثرثرة














المزيد.....

سجين سياسي_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 10:51
المحور: سيرة ذاتية
    


"أحداث وأشخاص هذه الأقصوصة حقيقية مئة بالمئة, وإن حدث ما يتعذّر على التصديق والقبول فلأسباب تخصّ الشخوص الحقيقية, ودرجات انحرافها الفعلية, إنسانيا وأخلاقيا".
أتخيّل الآن نفسي يساري في عهد شاه إيران, في السنة الأخيرة قبل الثورة.
_هل توافق على تجاوزات الأجهزة وأصحاب الحظوة؟
بالطبع لا.
_هل ستكون ضد مشروع الإصلاح, حتى غير المثالي؟
أحتاج للإيضاح أكثر.
_يوجد أشخاص, مستعدون للتضحية بأنفسهم, للتسريع بعملية الإصلاح, وبلا مقابل.
ارتبكت, وتذكّرت خوفي وضعفي. هل هم موجودون بيننا!
_ لا يطلبون منك ومن سواك شيئا, إنهم يفعلون ويقدمون التضحيات, لأنهم أبطال.
أربكتني كلمة البطولة وتخيّلت حجم الألم الذي يفوق طاقتي, لن أبخل عليهم....
وحدث هذا لسنين عدة, إنهم يستحقون تلبية الحاجات والرفاه, قلت لنفسي.
شعرت بسخف ألم الكلية, وسخف حادثة تخرّجي من الجامعة, وسخف قصص الحب
وانتظرت بشوق رؤية الأبطال, أو أحدهم.
*
بعد عشر سنين.
التقينا مع البطل المنتظر. كان شخصا عاديا جدا, إعاقته واضحة, وكان يشبه العم أو الخال أو الجار , أو صاحب مصلحة(نجار , حداد, خياط, مدرس لغة أجنبية...) في الشارع والحيّ.
_فريدة السعيدة, أمّ الفقراء والتي تذكّر بأغنية الشيخ إمام :بستنظرك رغم الأساوة بمنظرك....
انحدرت باتجاه البطل, واختصرت كعادتها المسافة مع الغريب, راقصته, لم أعترض.
بعد أقلّ من شهر. عادت من زيارة بمحض إرادتها, ودون اعتراضي للحق والواقع.
_ألا تريد أن تعرف ما حدث مع_س_ ؟
قال أنه معجب بي, وظننت أنني أحبه, ....بكاء, وألم حيواني...
ليس من الصنف الذي يعجبني, لكنني أحببت اهتمامه, لن أعيدها... بقية الكلمات المعروفة.
_المسألة تخصّك وتخصّه, بالطبع بعد ثورة غضب وجنون, لست مغفلا, ولا أقبل...
طرق بابي الشخص نفسه بعد أيام, أنا من فتح الباب له, وأعلم القصة كاملة...
عانقني. شعرت بالحرج الشديد. تفضّل, قلت له, وأدخلته بيتي للمرة الثانية.
ظننته, يرغب بالاعتذار مني, أو بمعرفة ما تريده السيدة الفاضلة, وأفسحت المجال فعليا للمصالحة, أو لمحاولة الفهم,
في السهرة كرر البطل أمام العديد من الأشخاص, فهلويته, بعدما اعتقدني سكرت, دخل المطبخ وأعدّ القهوة مرّات, ,وكرر إشارات يستخدمها اللصوص فقط, كما كنت أظن , ولأنه سجين سابق, قلت لنفسي يحتاج للمعافاة ويستحق العناية.
على الباب أمسكته بصدره, بدون تحقير: نحن نعيش في الضوء......قلت له .
ما زال الألم ينمو في صدري وعقلي ونفسي, لا تسامحهم يا إلهي.....
*
أعرف أنني لا أعرف.
سقراط ترك وصيّته: اعرف نفسك.
قد يكون منظرا سياسيا أو ناشطا في حقوق الإنسان أو سجين سابق و ربما حالي, قد يكون أي شيء, لكنه لا يصلح كنموذج حتى لنفسه.
بدل أن يدخل أمثالنا إلى المصحّات المتخصصة, نصول ونجول ونعبث في المجتمع, تحت تسمية أبطال, نتزوج ونتوالد, ونزيد هذه الأرض شكوى ومعاناة.
لست أفضل من أحد أعرف وأعترف, لكني لم أرى في هذه البلاد شخصا واحدا أتعلّم منه.
هل هذه شعر أم شكوى؟
_هو كلامنا الملقى في الطرقات, نصفه دم ونصفه وحل.
هل أنت يساري؟
ليبرالي؟
أم أنت عدمي تبحث عن الخمر والشراب؟
أنا الفراغ, لست شيئا, ولا احد
أمامي قبر
وخلفي قبر
وما رأيته يدفعني إلى الصمت وإلى النسيان.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممر ضيق تضيئه ايمان مرسال_ثرثرة
- شتاء في غرفة_ثرثرة
- شيفرات الكلام_ثرثرة
- جمرات تحت الرماد_ثرثرة
- متى كان الوقت غير متأخر_ثرثرة
- ضحايا الابتزاز العاطفي_ثرثرة
- هيجان فكري سلوكي_ثرثرة
- صوت آخر_ثرثرة
- قمر يضيئ اللاذقية_ثرثرة
- ثقوب سوداء في الحاضر_ثرثرة
- الجهة الأخرى_ثرثرة
- بدائل الأم السيئة_ثرثرة
- السعادة ليست في الطريق_ثرثرة
- قبر حسين عجيب_ثرثرة
- سيرورة الحداد الناقص(حلقة كآبة)_ثرثرة
- تورّط عاطفي_ثرثرة
- رسائلي أنا إليهم
- فنون المتعة والاستمتاع_ثرثرة
- رسائلهم_ثرثرة
- مستقبل الشعر_ثرثرة


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - سجين سياسي_ثرثرة