أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبداللطيف هسوف - ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة (2 من 8)‏















المزيد.....

ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة (2 من 8)‏


عبداللطيف هسوف

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 11:43
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة (2 من 8)‏

فيفيان فورستير‎( VIVIANE FORRESTER )‎‏ روائية في الأصل، كاتبة وناقدة في صحيفة لوموند ‏الفرنسية وعضوة في لجنة تحكيم جائزة فيمينا ‏‎( Prix Fémina )‎‏. أصدرت عدة كتب أدبية منذ سنة 1970: (فان ‏غوغ أو الدفن في حقول القمح)، (عنف الصمت) ، (هذا المساء، بعد الحرب)، (عين الليل)، (أيادي)...إلخ. لكنها ‏قررت سنة 1996 مساءلة الأفكار الاقتصادية والتوجهات السياسية بكتابها الذي حاز شهرة واسعة : (الرعب ‏الاقتصادي). كتاب حصل في نفس السنة على جائزة ميديسيس ‏‎( Prix Médicis )‎‏ وترجم بعد ذلك إلى 24 لغة.‏‎ ‎في شهر فبراير سنة 2000، يصدر لفوريستر كتاب آخر ينتقد الليبرالية في شكلها المعاصر تحت عنوان : ‏‏(ديكتاتورية غريبة). ‏
تقول فوريستير: إننا نعيش اليوم تحت سيطرة ما يسمى بالعولمة ونرزح تحت ثقل نظام سياسي كوني وأحادي ‏التوجه. هذا النظام يتخفى تحت غطاء الليبرالية المتوحشة التي تتحكم في العولمة وتستغلها لصالح عدد محدود ‏وضد مصالح الفئات الشعبية الواسعة. تنتقد فوريستر في هذا الكتاب الفكرة القائلة بأن الاقتصاد يهيمن على ‏السياسة، و تبين أن هذه السياسة المهيمنة والأحادية التوجه تخرب اليوم الاقتصاد لصالح المضاربة، لصالح الربح ‏الذي أصبح متعارضا مع توفير الشغل، مع كل ما يتعلق بالمجال الاجتماعي (الصحة، التربية والتعليم... الخ)، بل ‏ضد كل ما يرتبط بالحضارة الإنسانية. ترد فيفيان فورستير على الدعاية الغربية التي تروج خطأ بأن البطالة تكاد ‏تنعدم في الولايات المتحدة الأمريكية فتقول : (نعم لقد تقلصت البطالة مقابل ارتفاع عدد الفقراء، حتى وإن كانوا ‏يتوفرون على شغل. إنهم في الحقيقة يمولون بطالتهم وفقرهم). إنها دعوة لمقاومة هذه الديكتاتورية الغريبة التي ‏تقصي عددا كبيرا من الاستفادة من التقدم الذي حققته الإنسانية. نعم يمكن مقاومتها لأنها تحافظ رغم ذلك على ‏تمظهراتها الديمقراطية: إنه في آن واحد الفخ والأمل المنشود.‏
‏------------------------‏
الحلقة الثانية: ‏
‏(العولمة تقتضي...) و(التنافسية تستلزم...): عبارات أصبحت تتردد كأنما هي وحي منزل. لم تعد الأمور ‏تتعلق بحجج مقنعة وإنما هي مرجعية مذهبية أو عقدية تقضي على كل إرادة في المقاومة. ‏
مصطلح (عولمة) ينتمي إلى ذلك القاموس الواسع الاستعمال، والذي يتكون من مصطلحات انحرف معناه ‏وشوهت دلالتها لخدمة دعاية ناجعة تقنع دون أن تلجأ لاستعمال خطاب مسهب. النطق بمثل هذا المصطلح أصبح ‏كافيا للتحكم في العقول والتسليم بالأمور. مصطلحات أخرى من نفس القبيل يمكن أن نذكرها: (السوق الحر) الذي ‏يعني في الحقيقة (تحقيق الربح). (إعادة البناء) الذي يعني (القضاء على مقاولات و تعويضها بأخرى)، أي ‏‏(تسريح العمال). (تحضير برنامج اجتماعي) الذي يعني (تخريب مؤسف للمجتمع) أو أيضا (محاربة العجز ‏العمومي)، أي في الواقع (محاربة الربح العمومي). هذا الربح الذي يعتبره الاقتصاد الحر خسارة يجب تعويضها. ‏إنه يعتبر خسارة كل هذه المصاريف التي تلعب دورا هاما في تمويل المجالات الاجتماعية كالتعليم والصحة، هذه ‏المجالات الضرورية التي يتوقف عليها المستقبل وحياة أية حضارة.‏
إلا أن المصطلح الرائع الذي حققت الدعاية له نجاحا باهرا هو مصطلح (العولمة)، فهو يغطي جميع أفكار ‏هذا العصر تقريبا. لقد استطاع هذا المصطلح أن يحجب، بطريقة مبهمة، هيمنة هذا النظام السياسي الذي يصادر ‏مجموع السلط ويتحكم في كل القوى الكونية: إنها (الليبرالية المتوحشة) أو (الليبرالية الفائقة).‏
وللعلم، ليست (العولمة) هي التي تثقل كاهل السياسة وتجمد حركاتها، بل إنها تستغل لخدمة إيديولوجيا ‏محددة وسياسة مدققة تسمى الليبرالية المتوحشة. هذه الإيديولوجية هي التي تستعبد العولمة و تخضع بإذلال ‏الاقتصاد. يتعلق الأمر بسياسة لا تفصح عن اسمها، لا ترغب في الإقناع، لا تدعو لأي انتماء حقيقي، لاتسعى ‏لامتلاك أي سلطات رسمية، بل إنها تتجنب حتى الكلام عن مبادئها التي لا تهدف لشيء آخر سوى تحقيق أرباح ‏ضخمة لصالح اقتصاد السوق مهما كلف ذلك من ثمن.‏
هذه السياسة المتخفية تكتفي بزرع الفوضى في عالم الأعمال والمرور من اقتصاد السوق إلى شكل آخر ‏للاقتصاد يعتمد على المضاربات. إنها تعطي الشرعية لتفكيك وحدات عمالية وتهريب الرساميل. كما أنها تعمل ‏على تقديس أو تخريب عملات على حساب أخرى، بالإضافة إلى تهريب التدفقات المالية وتشجيع الحركات ‏‏(المافيوزية).‏
استطاعت الليبيرالية المتوحشة، سواء رحبنا أو نددنا بها، أن تتخفى تحت غطاء العولمة وتظهر كما لو ‏أنها واقع محتوم يؤول إليه التاريخ. هل نثور ضدها؟ إن السؤال المطروح لم يعد هو: هل نحن مع أو ضد ‏الليبيرالية الفائقة؟ فقد يسخر منك بعضهم فيقول: من يستطيع أن يرفض التكنولوجيا المتطورة وكل ما يرتبط ‏بالتقدم الذي يعد ميزة هذا العصر؟ نرد بدورنا فنقول: أكيد لا يمكن فصل التكنولوجيات المتطورة عن العولمة، ‏لكن ما دخل الإيديولوجيا (الليبيرالية) التي تلبس لباس العولمة في ذلك؟
لقد سمحت هذه التكنولوجيا بانتصار الليبرالية، إلا أنهما لا تتطابقان. إن الليبرالية هي التي ترتبط بالتكنولوجيا، ‏هي التي تستعملها وتستغلها. وإن حدث وانفصلتا، فلن تشتكي التكنولوجيا من ذلك، بل بالعكس، ستجد نفسها آنذاك ‏مهيأة لاستعمالات جديدة بدل مصادرتها، ستصبح أخيرا التكنولوجيا تستعمل لصالح الفئات الواسعة عوض أن ‏تمثل شؤما ونحسا عليها. الخلاصة إذن هي أن مصطلحي (الليبرالية المتوحشة) و (العولمة) ليسا مترادفين. ‏
عندما نظن أننا نشير إلى العولمة (تعريف هادئ ومحايد لحالة العالم المعاصر)، فإننا في الغالب نتكلم عن ‏الليبرالية (إيديولوجيا نشطة هجومية). هذا الخلط يسمح للآخرين بنعت أي رفض لهذا النظام السياسي (الليبرالي) ‏على أنه رفض للعولمة وما يصاحبها من تقدم تكنولوجي. بل يعطي لمداحي الليبرالية الفرصة للسخرية من ‏منتقديهم ونعتهم بالمتحجرين الرافضين للتاريخ والتقدم.‏
إننا في الواقع نخلط بين عجائب التكنولوجيا الجديدة التي لا يمكن إيقافها اليوم، ونظام سياسي يستغلها ‏ويسخرها لمصلحته. إنه في الأساس دهاء و تحايل يعتمد على قاموس حرفت مصطلحاته. ويبدو الأمر كما لو أن ‏رصيد الحرية الهائل وحركية المجتمع التي عرفتها الإنسانية عن طريق الأبحاث، الاكتشافات والاختراعات ‏العظيمة ألقت بالجميع في أحضان دمار مميت. هكذا، فهم يلصقون اليوم بالتاريخ صفة الخلود، في حين أنه عبارة ‏عن انفلاتات وطوارئ وتحولات. على الدوام كان التاريخ وسيبقى أداة للحركة. هذه الحركة الأبدية هي التي ‏تعرف التاريخ ولا تجعله ثابتا خلال مرحلة من المراحل. لا ننسى أبدا أننا لا نعيش (نهاية التاريخ)، رغم أن ‏الاستراتيجيات المعاصرة تسعى لإقناعنا بعكس ذلك، بل إننا نعيش هيجانا قويا تطبعه طفرة حضارية أسست ‏باستمرار على العمل الذي يتعارض مع اقتصاد المضاربة الذي أخد يسيطر على العالم. هذا التوجه الجديد في ‏الاقتصاد يؤدي إلى البطالة، إلى تكريس الأجور المجمدة أو المخفضة، إلى بدائل الشغل، أو إلى أشباه أجور لا ‏تكفي للعيش. ‏
عوض أن نبني مجتمعا على أسس جديدة، وذلك بتحملنا حزن مجتمع يسير نحو التحول، نجد أننا، مستفدين ‏وضحايا، نتجنب القيام بأي شيء في هذا الاتجاه. إذ ليس هناك أسهل بالنسبة للدعاية (الليبرالية) من مواصلة ‏إقناعنا، كما لو كانت دينا منزها، بأن لا حول لنا ولا قوة وبأننا وقعنا في فخ لا مناص منه، كما لو أن الأمر ‏قضي. من هنا فإن ادعاء الشجاعة، والاتصاف ب(الدونكيشوتية)، أو إبداء أدنى مقاومة لم يعد له أي مبرر. لا ‏نملك إذن سوى أن نجادل دون الوصول إلى نتيجة، إننا سجناء داخل بنيات لا تتبدد وإن كانت تتفكك ويعاد ‏تشكيلها كل يوم. باستمرار يتم إقناعنا بفوات الأوان، كما لو أن جميع الأبواب قد غلقت.‏
إنها دعاية ناجعة. ذلك أننا إن لم نع الاستعباد الذي تخضع له الكرة الأرضية، ستسيطر علينا هذه الدعاية ‏دون التمكن من تحليلها. سنسلم للشعور بالإحباط أمام ما نظن أنه ثقيل، منيع ولا هروب منه. حقا، إننا نعيش اليوم ‏مرحلة انتصار الليبرالية، انتصار يتعزز وإن صاحبته بعض الهزائم التي لم تتمكن لحد الآن من إحداث تصدع ‏كبير في ركائزه. انتصار يتزايد كما لو أن الكوارث التي تحدثها الليبرالية تغدي غطرستها وتؤكد نجاح أهدافها ‏الحقيقية التي سبق أن أبرزناها ونددنا بها.‏
ومع ذلك، فإن هذا الانتصار لن يستمر إلى الأبد. كم من نظام صلب، كان يظن أنه لن يخور، انهار ‏وسقط. لكن الفرق بين هذه الأنظمة والليبرالية المتوحشة هو أن الأولى كانت أنظمة سياسية واضحة يمكن ‏مواجهتها، أما قوة الثانية فتستمدها من كونها تعمل على نطاق عالمي واسع. إنها غير معروفة، متخفية ويصعب ‏إدراكها، لذا فهي أكثر قهرا و جبروتا. ولكي نتحرر منها يجب قبل كل شيء إبراز جوانبها المتخفية وإزالة ‏الغطاء عنها.‏



#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبيرالية المتوحشة ...
- هل سيحكم النساء العالم بعد أن فشل الرجال؟ سيكولين رويال تفوز ...
- المغرب: أحزاب سياسية مريضة يسيرها زعماء لا ديمقراطيون
- المغرب الكبير: بين تغييب البعد الأمازيغي واللعب على وتر العد ...
- الأحزاب المغربية لا ترشح للانتخابات سوى مرتزقين وانتهازيين ج ...
- الأمريكيون يحاسبون رئيسهم بوش عن سياساته الرعناء - إقالة وزي ...
- اتحاد المغرب (العربي) الكبير:‏‎ ‎ضخامة تكلفة انقسام ‏
- المغرب (العربي) الكبير مؤجل إلى حين: السعي وراء زعامات فارغة ...
- المغرب خلال عشر سنوات الأخيرة: تعددية حزبية مفبركة وحكومة تن ...
- حزب الاتحاد الاشتراكي المغربي: انفتاح على فعاليات وطنية بديل ...
- المغرب: انعدام الأمن وإرهاب المواطنين في وضح النهار، من المس ...
- في الكتابة وعشق الكلام المرصع
- الثماني المباركون في القاهرة يتآمرون على الرباعي المنبوذ بحض ...
- عروبة مفقودة
- الدين الرسمي وأحزاب اليسار في مواجهة الأحزاب الإسلاموية: ردو ...
- شافيز ذاك الرئيس المدهش: وصف بوش بالشيطان ودعا الأمريكيين لق ...
- توالد الذرائع بعد ذريعة 11 سبتمبر‏
- لم تكن محقا يا بابا الفاتيكان.
- المحافظون الجدد بأمريكا، الصهاينة والحكام العرب: تحالف ضد من ...
- ما بعد 11 سبتمبر، الفوضى الخلاقة أم الضغط يولد الانفجار؟


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبداللطيف هسوف - ديكتاتورية غريبة: في نقد فيفيان فوريستير لليبرالية المتوحشة (2 من 8)‏