أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مرشد مصرى ومرشد سنغافورى .. وبينهما -حجاب- حاجز














المزيد.....

مرشد مصرى ومرشد سنغافورى .. وبينهما -حجاب- حاجز


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذهبت إلى الكويت، بدعوة من بنك الكويت الوطنى، لمقابلة مهندس نهضة سنغافورة وقائدها التاريخى "لى كوان يو" الذى قاد بلاده فى مسيرة مدهشة نقلها من أسفل السافلين إلى مصاف الدول المتقدمة والنمور الاقتصادية.
وبينما كنت منهمكاً فى متابعة كل حرف يقوله هذا الزعيم الاستثنائى على أمل الاستفادة من تجربته والتعرف على "سر" المعجزة التى حققها، فوجئت بالصحف الكويتية تعطى اهتماماً مماثلاً لـ "حدث" مصرى نافست تغطيته الزيارة التاريخية للسيد "لى كوان يو" الذى يحمل لقب "الوزير المرشد" بعد أن ترك الحكم.
أما الحدث المصرى الذى خطف الأضواء من "الوزير المرشد" فهو تصريحات وزير الثقافة فاروق حسنى عن الحجاب. فأصبحت تصريحات "المرشد العام" للأخوان المسلمين تنافس تحليلات وتأملات الوزير المرشد لسنغافورة.
ومرة أخرى .. كشفت "تصريحات الحجاب" الحالة المزرية للعقل العربى.
فالعالم العربى الذى لا يهش ولا ينش عندما تحل به كوارث مروعة تهدد بقاءه قد انتفض وهاج وماج بسبب تصريحات فاروق حسنى، بما يعنى أن موضوعاً مثل الحجاب أهم لديه من قضية فلسطين المغتصبة أو العراق المحتل أو لبنان المهدد أو السودان الذى تحدق به أخطار فظيعة، أو أوضاع الاستبداد والتخلف والقهر التى تنتشر من المحيط إلى الخليج!
والملاحظة الثانية هى أن بعض أشقائنا العرب، المصابين بحساسية مفرطة إزاء أى ملحوظة مصرية على أى أمر من أمورهم ويعتبرونها تدخلاً غير مقبول فى شئونهم الداخلية – حتى لو كان هذا الأمر يمس أمننا القومى المشترك – قد أعطوا لأنفسهم الحق فى تقرير ما يجب أن يقوله "وزير" مصرى وما لا يجب أن يقوله. بل وذهب بعضهم إلى المطالبة باقالة فاروق حسنى ورفته من الحكومة المصرية باعتبار أن تصريحاته "مصيبة حلت بديار الاسلام" وليس بأرض الكنانة فقط!
والملاحظة الثالثة هى أن هذا الاهتمام العربى بتصريحات فاروق حسنى جاءت امتداداً لـ "هوجة" مصرية تحالف فيها الحزب الوطنى مع الاخوان المسلمين فى سابقة جديرة بالتأمل.
ويبدو من تصريحات عدد من أقطاب الحزب الوطنى ان الحكومة قررت التضحية بفاروق حسنى استرضاء للأخوان المسلمين .
وياليتها قدمت هذا التنازل فى قضية صحيحة تستحق ذلك، وقررت التخلى مثلا عن وزير أهدر المال العام او سرق أموال الشعب أو باع البلد للأجانب أو انتهك حقوق الانسان وأهان الشعب، وإنما تراجعت هذا التراجع المخجل والمهين فى قضية تتعلق بحرية الرأى وحق التعبير، واختارت الحكومة أن تنحاز فيها إلى جانب الوصاية على خلق الله وتكميم الأفواه.
فإذا كان ارتداء الحجاب والدعوة إلى نشره حقاً لمن يرى ذلك لا يجب تقييده، فان عدم ارتداء الحجاب والتعبير عن عدم تحبيذه حق مماثل لمن يرى ذلك، وإلا لكان من حق الحكومة إصدار "فرمان" يفرض الحجاب على الجميع بالإكراه.
والتمسح بالدين بهذا الصدد، بدعوى أن الحجاب واجب شرعى، لا يحل المشكلة ولا يمكن أن يكون ذريعة للاعتداء على حرية الرأى وحرية التعبير. فاذا كان الله سبحانه وتعالى قد أعطى الانسان حق أن يؤمن أو يكفر به، فليس من حق فتحى سرور أو أحمد نظيف او المرشد العام للأخوان المسلمين أن يقيد حرية التعبير فى موضوع أدنى من ذلك كموضوع الحجاب.
وإذا كانت هذه المناسبة التعيسة قد جعلتنا نضبط الحكومة متلبسة بالانتهازية والنفاق، فإنها كشفت أيضاً سقوط الأخوان المسلمين فى أول اختبار جدى للديموقراطية بعد وصولهم إلى البرلمان بكتلة معتبرة، حيث كشفوا عن معاداتهم للحرية ورغبتهم فى فرض وصايتهم على المجتمع وإرهاب من يختلف معهم واغتياله معنوياً. وعلينا أن نسأل أنفسنا: إذا نجح الأخوان المسلمون فى قضية الحجاب اليوم فماذا يمكن أن يفعلوا فى غيرها من القضايا الأكثر أهمية غداً، وأى مصير ينتظر هذا البلد فى ظل هذا الارهاب الفكرى ؟!
كما يجب أن نسأل أنفسنا أيضاً: هل هذا هو نوع القضايا التى يجب أن تنشغل بها الأمة فى هذه الفترة العصيبة، وهل هذا هو الدرس الذى تعلمناه من سنغافورة وغيرها من البلدان التى كانت فى مؤخرة العالم وتقدمت إلى الصدارة بينما نحن نسير إلى الخلف؟!
إن القضية يا سادة ليست قضية فاروق حسنى، الوزير أو الفنان والمثقف، وإنما هى قضية الحرية التى إذا غابت أو قيدت ضاع معها مستقبل هذا البلد وأصبح أى حديث عن الاصلاح والنهضة مجرد لغو وكلام فارغ.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر.. إلى أين ؟ 4-4
- مصر.. إلي أين؟! 1
- مصر .. إلي أين؟! 2
- مصر.. إلي أين؟ 3
- الدين والسياسة
- العرب وأمريكا.. وتراجيديا الحب من طرف واحد
- إسماعيل صبرى عبدالله .. فارس الفكر والثورة
- ذئاب .. وأغنام .. وكلاب
- تعديل التعديل
- -إبسن- .. و-دنقل-
- فراشة »كفاية«.. تحلق في أجواء ملبدة بالغيوم.. والنيران الصدي ...
- ..إلاّ الماء والهواء يا حكومة
- باقة ورد إلى محمد عوده
- وادى دجلة .. فى خطر
- شكوى الفلاح الفصيح من بنك الائتمان الزراعى
- نوبل .. والفقراء
- كابوس إقطاع العصور الوسطى يهدد الحلم الأمريكى
- صحة الشعب أخطر من أن تترك للبيروقراط
- كلام المصاطب.. وتقارير العسس
- جرائد .. قبرصية


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مرشد مصرى ومرشد سنغافورى .. وبينهما -حجاب- حاجز