رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 7825 - 2023 / 12 / 14 - 20:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مستشرق فرنسي ، تعلم العربية وعلمها في معهد فرنسا عام(1920) ثم قدم مصر فانتدبته الجامعة المصرية (1925) أستاذاً لفقه اللغة العربية. وقد وجه عنايته إلى مصر الإسلامية.
آثاره:
له العديد من الكتب والدراسات منها كتاب : محمد وانتهاء العالم في عقيدة الإسلام الأصلية (باريس، 1910) الذي قال فيه : " إني أؤكد أن مذهب محمد الحقيقي إن لم يكن قد زيف فهو على الأقل ستر بأكبر العنايات، وأن ال أسباب البسيطة سأشرحها فيما بعد هي التي دفعت أبا بكر أولاً، ثم عثمان من بعده على أن يمدا أيديهما على النص المقدس، وهذا التغير قد حدث بمهارة بلغت حداً جعل الحصول على القرآن الأصلي يشبه أن يكون مستحيلاً". كما نلاحظ فان كازانوفا يتهم ابو بكر وعثمان بن عفان بتحريف القرآن بعد وفاة الرسول.
ويقول : " إن القرآن قد أدخلت عليه بعد وفاة النبي تغييرات قام بها خلفاؤه ليفصلوا... بين بعثة الرسول وقيام الساعة اللتين يرى ارتباطهما مباشراً، والدليل على ذلك ما ورد في الآية: {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [الرعد: 40] " فزعم كازانوفا أن أصحاب النبي حين رأوا أن الساعة لم تقم وضعوا في صيغة التعبير صورة الشك موضع اليقين, ولا يستبعد أن الآية قبل التبديل هي كالآتي: ((وسنريك بعض الذين نعدهم)) ويتساءل ، هل يعقل أن الإله ـ وهو سيد الأقدار ـ لم يستطع أن يحدد مسألة بسيطة، وأنه يجهل هل سيموت، أو يعيش إلى نهاية العالم في حين أنه علم بالساعة علم اليقين, ولكنه لم يشأ أن ينبئ بهذا العلم؟ ".
وليس لديه دليل، على مزاعمه، بل هي نتاج أفكاره المسبقة.
ان هذه المزاعم قائمة على مجرد التخمين والافتراض، وذلك حين ذهب إلى أن النبي لما كان مؤمناً بأن العالم لن يستمر بعد وفاته، وأن الساعة ستقوم قبل موته أو بعده مباشرة لم يجمع القرآن ولم يعيِّنْ من يخلفه، وقد استند في افتراضه الغريب هذا إلى فهمٍ غريب مفاده أن الرسول عليه السلام كان يعتقد بأن نهاية العالم قريبة، وذلك استناداً إلى قوله ((بُعثت أنا والساعة كهاتين)) قال: وضمَّ السبابة والوسطى .
إن مثل هذه الأحكام التي لا تستند إلى أي دليل تثير الاستغراب والتعجب؛ إذ من ذا الذي يملك دليلاً يدين به أمة كاملة بأنها لا تفكر إلا في الحاضر؟ وهل مجرد الفرض الخيالي يكفي في نظر العلم الصحيح أن يكون دليلاً؟
ينظر: النيسابوري، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، (ت 261هـ/875 م) .
صحيح مسلم ، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي ، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت. 4/2269 برقم 2951-135.
نجيب العقيقي ، المستشرقون (1/ 225) .
Casanova: Mohomet et la fin du monde Paris 1912- pp 6-10.
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟