|
نعم نعم لوحدة شعبنا ولمشروع الحكم الذاتي
حبيب تومي
الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 11:41
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
في البحر الهائج تترنح وتتمايل سفينة شعبنا ، تتقاذفها الأمواج والرياح العاتية من كل حدب وصوب وهي تشرف على الغرق ، ونتساءل هل ندعهـا تلقى مصيرها فتتهاوى في غياهب الظلمات ؟ أم نتوحد في كلمة واحدة ونتضامن جميعاً في قلب واحد في إيصال مركبنا الى شاطئ السلامة لكي تبقى تزدهر وتزهو بنور الشمس دائماً وأبداً . العالم ليس دائماً حقيقياً ومنطقياً ، فنحن مرغمين في أكثر الأحيان على التعامل مع ما هو كائن على أرض الواقع وليس ما ينبغي ان يكون ، ويأتي دورنا للحراك والعمل على تغيير هذا الراهن الى ما ينبغي ان يكون . إن كنا نتوقع تضامن وتعاضد من أحزابنا الوطنية العراقية او من حكومتنا او من حكومة اقليم كردستان او منظمات المجتمع المدني او من الهيئات الدولية ، فعلينا أن نجعل هذه الجهات تشعر بكينوننتا ووجودنا على ارض الواقع . وهذه الحقيقة الموضوعية تتجسد حينما ينبض الحراك المجتمعي والسياسي والأعلامي ... الخ ، وإن الخمول والتقاعس لا يجلبان الأضواء . إن مصلحة شعبنا ليست محصورة في هبات خيرية من منظمات او جهات دولية ، او تأشيرات لجوء الى دول غربية ، بل مصلحة شعبنا تتصدرها لوائح بحقوق شعب كامل من الحرية والأرض والتاريخ والثقافة واللغة والكيان ، وكل مقومات الحياة الحرة الكريمة . إن مصلحة شعبنا الجوهرية تكمن في الوطن العراقي في التراب العراقي ، في حقوله في وديانه في سهوله ، في شوارع وأزقة حواضره وقصباته في أنهاره وجباله وفلاته .. في القوش وتلكيف وباطنايا وتللسقف وباقوفا وكرملش وبرطلي وبخديدا وعنكاوا وسرسنك ومنكيش وشقلاوة واينشكي وديريبون وفيشخابور وبغداد والموصل والبصرة وكركوك وعمارة ودهوك وأربيل وكل شبر من أرضنا الحبيبة ، إن جذورنا تمتد في أعماق التراب العراقي ، ويسقي هذه الجذور النهران العظيمان دجلة والفرات ، هذه هي أرضنا ، هذه هي حضارتنا هذه هي هويتنا . اليوم نقف على مفترق طرق وعلينا ان نبادر ، ان نتخذ القرار التاريخي الحاسم ، إنها لحظة تاريخية ينبغي ان نستثمرها ، إنها ثمرة الحكم الذاتي ، لقد كافح الأكراد لعقود وعقود وهم يحلمون بالحكم الذاتي لشعبهم . واليوم أمامنا هذه الفرصة التاريخية علينا أن نضع كل خلافاتنا جانباً ونسير بقلب واحد نحو الهدف المنشود . جدلية واو العطف لقد صرح الأستاذ سركيس أغا جان ان وضع الواو بين تسميات شعبنا يقسمنا الى قوميتين وشعبين ، ومن مبدأ ممارسة الديمقراطية وحرية الرأي نناقش الأستاذ سركيس آغا جان وتقديراتي ان الرجل يقبل بسماع الرأي الآخر وأن الأختلاف في الرأي حالة صحية بغية الوصول الى الحقيقة . شخصياً أعترض على صيغة الدمج القسري لتسمياتنا الجميلة من الكلدان والآشوريين والسريان الى ( كلدان آشوريين سريان : كاس ) ، فهذا الدمج برأيي يفقدها هيبتها المعنوية والكيانية ويصهرها في بودقة تؤول الى معدن جديد قد يمحو خواص المعادن الأصلية المكونة للمزيج إن صح التعبير . إن وضع الواوات بين مكونات شعبنا لا يعني مطلقاً تقسيمنا الى شعوب وقوميات . إن حرف واو العطف بموجب منجد اللغة العربية المعاصرة ، هو حرف عطف يستعمل لمطلق الجمع بين المتعاطفين ، نحو أخذ الدفتر والقلم والكتاب ، أو جاء أخي وصديقه ، وفي المصباح المنير للفيومي : الواو من حروف العطف .. ولها معان فمنها ان تكون جامعة عاطفة نحو جاء زيد وعمر .. إن الواو ليست مفرقة إنما هي عامل جمع . فلو رمينا الى تجميع شعبنا على اساس ديني يمكن أن نقول شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشورين والأرمن ونضيف ومن العرب ومن الأكراد ، لأن هناك مسيحيين من العرب ومن الأكراد ، لكن عندما نعني شعبنا من الناحية القومية فحسب سنقول شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين ولا نستطيع إضافة الأرمن او العرب الى هذه المعادلة . وهكذا فإن وضع الواوات كان مبادرة طيبة من أخواننا الأكراد لاحترام مشاعرنا وليست من أجل تقسيمنا ، وعلينا ان نقبل هذه البادرة كما هي دون المساس بمضمونها باستثاء العمل لأضافة السريان الى المادة المذكورة ، فيكون اسمنا الكلدان والآشوريين والسريان ، وإذا ساهمنا بدفن تسمياتنا الجميلة سيحاسبنا التاريخ على هذا الفعل اللاعقلاني . التركيز على الكلدانيين نعم نحن الكلدانيين نتسم بالأفق الواسع في مسالة الأنفتاح والتعاون ولا يتسم خطابنا القومي بالتعصب ، لكن لا ينبغي ان تستغل هذه السمة الطيبة لتحقيق اغراض أخرى . ثم إن هذه الدعوة لماذا تعني الكلدانيين فقط ؟ لماذا لم يلتزم بها الآشوريون ؟ ولماذا بعض الأخوان من كتابنا الأجلاء يخاطبون الكلدانيون فقط في أمر التسمية ؟ لماذا لا يخاطبون الآشوريين ايضاً ؟ إن كان ينبغي الألتزام بها من قبل الجميع وليس الكلدانيين فحسب . ولكن .. ولكن إن كان هذا رأي العقلاء والأكثرية من شعبنا ، فنحن الكلدانيون لا نريد ان نكون في خانة التعنت والتعصب فنحن نبني قرارنا على اسس من التفاهم والتعامل الأخوي مع الآخرين دون لف ودوران . على الآخرين تحمل مسؤولياتهم في هذه المرحلة الدقيقة فالفرص التاريخية لا تتكرر كل يوم ، وإن التخندق الحزبي في هذا الوقت ، قد يكون له مردودات سلبية على مسيرة شعبنا في هذه المرحلة التي تتطلب التضحية ونكران الذات أكثر من أي وقت آخر . تحية للأستاذ منصور توما ياقو المقال الموسوم لا تجعلوا من نينوى غوانتانامو للمسيحيين العراقيين ، لقد كان تحليلك صائباً ، ولا أريد الدخول في كل تفاصيله ، لكن فقط أقول : إذا وضعنا الأوضاع الأستثنائية التي يمر بها العراق وما تتعرض له الأقليات غير المسلمة جانباً . فإن القرن الواحد والعشرين سيكون عصر الأقليات : الدينية المذهبية اللغوية الأثنية القومية .. الخ ، وإن كان منهج أقليم كردستان علماني الذي يحترم كل التنوعات فهذا أمر حسن فعلينا ان لا نقبل الحكم الذاتي فحسب بل ونطالب به . بقي ان أقول أن الحكومة العراقية المركزية لا اعتقد ان يكون لها اعتراض على هذا النوع من الحقوق ، لا سيما وإنها منتخبة ديمقراطياً ، ولا يمكن ان تقف بوجه حقوق الأقليات التي تمثل جزءاً اصيلاً تاريخياً من نسيج المجتمع العراقي . الذي اتفق معك هو التفاصيل العسيرة ، أجل دائماً تكمن الصعوبات في التفاصيل ، ويقال ان الشيطان يكمن في التفاصيل ، لكن هذا لا يعني ان نتوقف تماماً ، بل علينا المضئ الى الأمام حتى لوكان ذلك عبر خطوات بطيئة . حبيب تومي / اوسلو
#حبيب_تومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منصور أودا استاذ في الرياضيات والتراث الألقوشي
-
مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية -3
-
أحبائي الشيعة .. الأسلام السياسي الشيعي فشل في حكم العراق
-
وبعد مبايعة كنائسنا للسيد سركيس آغاجان .. ما العمل ؟
-
الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية الح
...
-
الأب يوسف حبي وعظمة بابل
-
الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية / ا
...
-
معذرة استاذ سركيس آغاجان دمج تسمياتنا يفقدها إصالتها التاريخ
...
-
ابن القوش .. ابن العراق الشهيد فلاح زرا .. لماذا يقتل ؟
-
قراءة نقدية لثلاث محطات من برنامج الحزب الشيوعي العراقي
-
قداسة البابا والعالم الأسلامي وجدلية حرية الفكر
-
حكومتا العراق وأقليم كردستان معنيتان بمنح الحكم الذاتي لمسيح
...
-
تسييس الدين وأخطار الحكم الثيوقراطي في العراق
-
عسى ان لا تكون قرارات الحركة الديمقراطية الآشورية حبر على ور
...
-
تهجير المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى من العراق .. ما الع
...
-
الكلدانيو او السريانية لغة واحدة لشعب واحد
-
ملامح العلاقة الأخوية بين الكلدان وكردستان
-
الأب يوحنان جولاغ فارس القوشي في رحاب الأدب والتراث - 2 2
-
ديمقراطية بوش ام ديمقراطية بوتين ترياق الوضع العراقي ؟
-
الأب يوحنان جولاغ فارس القوشي في رحاب الأدب والتراث 1-2
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|