|
كركوك في معادلة أستقرار العراق
قيس قره داغي
الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 08:01
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لا حاجة لنا للوقوف كثيرا في تحليل أسباب التدهور الامني في العراق والمرور في دهليز الاسباب التي خلقت حربا أهلية حقيقية من دون الاعلان الرسمي عنها ويكفي أن نقول أن الحالة هذه وبهذه المواصفات والمعطيات الموجودة على الارض كانت غائبة أو شبه غائبة من ذهن كافة المحللين والباحثين للشأن العراقي وحتى معاهد ومراكز البحث الاستراتيجي في الولايات المتحدة الامريكية لم ترسم خارطة لجغرافية الصراع الدائر بين فئات وشرائح وأحزاب العراقيين بصورة عامة ، إذ كانت الافكار والتكهنات تتركز على ولادة عراق ديمقراطي حر وخال من الدكتاتورية والتوتاليتارية الشمولية التي أصبحت قالبا للحكم في العراق منذ القضاء على الملكية وقيام العهد الجمهوري وقد ترسخ وتجذر الطابع ذلك عند بدأ الحكم البعثي بمراحله الثلاثة : ● مرحلة القضاء على الزعيم الركن عبدالكريم قاسم ( 1963_ 1968 ) مرحلة انقلاب البعث في 17 تموز 1968 ولغاية 1979 ، حيث تمكن صدام من أغتيال قريبه الرئيس احمد حسن البكر والسيطرة على مقاليد الحكم بسيناريو واضح الخطوط ● والمرحلة الثالثة وهي الاخطر كان فيها صدام حسين المجيد الآمر الناهي وقد قاد العراق الى أتون سلسلة من الحروب لم تضع أوزارها الا في التاسع من نيسان عام 2003 وهو اليوم الاخير من فترة من أحلك فترات الحكم سوادا من تاريخ العراق . ● فلكي يحصل الباحث على الاجابة على مسألة تدهور استقرار الوضع الامني في العراق فلابد له أن يبحث عن الجذور التاريخية القديمة والحديثة للمسألة وثم ينعرج الى أي موضوع يود الحديث عنه ، أذ ان حصيلة الضياع في معمعة الاسباب الراهنة للمسألة هي في شكل من الاشكال سفسطة ودوران في حلقة فارغة ، حينما يحاول المرأ أن يبحث عن منطقة أو مدينة عراقية ليتخذها نموذجا فلا يجد أفضل من كركوك كمدينة وكمحافظة باقضيتها الحالية وباقضيتها المسلوبة منها بقرار من ما كانت تسمى في العهد السابق ( مجلس قيادة الثورة ) وأعني أقضية كفري وطوز وجمجمال وكلار ، حيث أنها نموذج صارخ بامكان المرأ أن يقرأ بين سطور وضعها السياسي والاجتماعي تبعات الماضي وآثار الحكم البعثي وارهاصات حالة أنفجار مرتقبة لحريق ربما تمتد الى أقصى جزء من العراق ويمكن تلخيص أهميتها في هذا الصدد بما يلي : ● كونها تضم كافة القوميات والاثنيات الموجودة في العراق حيث الكورد والتركمان والعرب والكلدوآشوريين والارمن وأينما كان خلاف أو أتفاق بين هذه الاثنيات ينعكس سلبا أو إيجابا على حالة كركوك . ● كون ساكنيها يتقسمون على الاديان المختلفة والتفاصيل الدقيقة لهذه الاديان حيث فيها المسلم والمسيحي والكاكايي ، والمسلمون ينقسمون بالتالي على مذهبي السنة والشيعة وهما نواة الصراع الرئيسي في العراق ، فالتركمان ينقسمون بالتساوي على هذين المذهبين تقريبا وهذ التنويعة أيضا لها أنعكاساتها كالحالة الاولي فالمدينة أما تتأثر بالعلاقات بين تلك الاديان أو تؤثر على المدن الاخرى وهذا الاخير ما يحدث أحيانا . ● كونها مدينة نفطية وتعد مركزا لبحيرة النفط الرئيسية في المنطقة و فيها أحتياطي كبير وخصوصا في مناطقها التابعة لها وهذا السبب كان مدخلا لصراع دام عقود طويلة بين الحكومات المركزية في العراق والحركات الكوردية وأحزابها حيث ألتزمت بعد الافراط بها مهما كلف الامر كون غالبية سكان المحافظة من الكورد ما جعلت الحكومات المتعاقبة تلك أن تتبع سياسة صارمة أزاءها وأبرز سمات تلك السياسة محاولة تغير واقعها الطوبغرافي وقد أخذت هذه السياسة حيز التنفيذ في عشرينات القرن المنصرم حينما كان فيصل الاول ملكا على العراق فأقدم أحد وزرائه ( الفريق ياسين الهاشمي ) على جمع شتاة عشيرة العبيد العربية الرحالة وأسكانها في غرب كركوك بعدما تم أنشاء مشروع الرياض الزراعي حيث تم تطوير المشروع شيئا فشيئا الى أن تم أستحداث قضاء الحويجة الحالية في حقبة اربعينات القرن النتصرم ، أما في زمن حكم البعث أخذت تلك السياسة تلوذ الى كل ما تراها مناسبا لتغيير واقع المدينة فأخذ البعث في بادئ ذي بدء بنقل الموظفين والعمال الكورد في شركة نفط الشمال وتعيين العرب بدلا عنهم وقد بدأت هذه الخطوة في بداية السبعينات حينما كانت الحكومة قد أبرمت مع الكورد أتفاقية 11 آذار عام 1970 حيث كان للكورد نسبة في التمثيل الحكومي بحجم خمسة وزراء ما جعلت العلاقة بين الحزب الحاكم _ البعث والحزب الديمقراطي الكوردستاني تتوتر شيئا فشيئا الى أن أنتهت بالقطيعة التامة وأستأنف القتال بين الفريقين بعد سكون دام أربعة سنوات ( آذار 1970 _ أذار 1974 ) ، ما سهل أمر الحكومة العراقية في السير بمخطط التعريب دون أن يكون هنالك رادع و معارض ينهيه عن الامر الى بلغت سياسة التعريب ذروتها عقب حرب العراق مع أيران في 8 / 8 / 1988 وقد تزامنت مع تطبيق سياسة الارض المحروقة وأبادة الجنس الكوردي والتي حملت أسم الانفال نسبة الى سورة الانفال وتيمنا بحروب الاسلام ضد _ الكفار في صدر التاريخ الاسلامي والتي أجيز فيها ثالوث القتل والسلب والسبي ، ومن أجل أن يزيح النظام أية عوائق أمام تطبيق هذه السياسة أمر بتعين أبن عمه علي حسن المجيد الملقب فيما بعد ب ( علي كيمياوي ) ممثلا لرأس النظام في منطقة كوردستان بصلاحيات مطلقة والمعروف عن هذا الشخص أنه منزوع الضمير والرحمة ولا شئ عنده يعلو رضا ابن عمه الرئيس وقد أنيط به فيما سبق منصب مدير الامن العام فابلى بلاء سيئا وأذاق معارضوا الحكم مر الهوان وأشبعهم قتلا وتنكيلا ، وعلى هذا الاساس أصبحت كافة المؤسسات العسكرية والامنية والاستخبارية وحتى الدوائر الخدمية رهن أوامره فأستخدمها شر أستخدام في تنقيذ سياسات البعث ومنها تعريب كركوك ، ففي عهده أخذ التعريب يتطور بممارسات شوفينية عارية من أي غطاء ولم تبقى هنالك أية تأويلات لقرارات السلطة التي كانت فيما سبق تحمل بعض التأويل والتفسير ربما ، حيث تم تبليغ معظم الكورد في كركوك بخيارهم بين تغيير قوميتهم الى أصول عربية ( وأعدت لهذا الامر مجموعة من الكليشات الجاهزة ) أو خيارهم بترك المدينة والسكن في محافظات العراق الاخرى عدى مدينة بغداد خوفا من تزايد نفوس الاكراد فيها والذين يقدرون بمليون نسمة , وقد تبعت هذه السياسة سلسلة من الاجرائات الصارمة بحق الكورد منها نذكر على سبيل المثال لا الحصر : ● منع الكوردي من شراء دار سكن أو قطعة أرض . ● منع الكوردي من ممارسة الاعمال التجارية والصناعية وعدم منحه أجازة عمل حتي لاستخدام كشك صغير لبيع السيكاير . ● منع الكوردي من اعادة تعمير مسكنه أو بناء ملحقات فيها . ● منع الكوردي من التوظيف في دوائر الدولة بعد ما كان الحظر يشمل سابقا المؤوسسات النفطية وبعض الدوائر الاخرى . ● كل ما مر أعلاه تم تطبيقه على التركمان في فترة ما بعد الانتفاضة وسحب الدولة لاداراتها من محافظات السليمانية وأربيل ودهوك . ● وعليه أصبحت هناك عشرات الالاف من عوائل الكورد وعشرات العوائل التركمانية مشردين يعيشون هنا وهناك ، فبالاضافة الى المجمعات السكنية القسرية في ضواحي أربيل التي بنتها الحكومة خصيصا لمرحلي الكورد من كركوك ومناطق أخرى مثل خانقين وطوز وكفري وسنجار فتوزع المشردون في الدوائر والمعسكرات المهجورة في مدن أربيل ورانية وسيد صادق والسليمانية ومدن متفرقة أخرى هنا وهناك والميسورون منهم فقط أستقرو في المدن وأصبحوا يزاولون أعمالهم بشكل شبه روتيني ، أما العوائل التركمانية فتوزعوا على المدن أعلاه أما القسم الاعظم منهم فرحلوا الى تركيا فأصبحوا يزاولون أعمال شاقة بأجور زهيدة جدا بعد أن أستغلت أرباب العمل في مدن تركيا أقاماتهم غير المشروعة ولكن بالمقابل قامت تركيا بتجنيد عدد كبير منهم في مخابراتهم وانشئت لهم منظمات وأحزاب رديفة لها هدفها الظاهري النظال من أجل تركمان العراق أما حقيقة تشكيلها هي جمع أكبر عدد ممكن من تركمان العراق حول هذه المنظمات لاستخدامهم كورقة سياسية في العراق ليحفظ حصتها في العراق الجديد وهذه المسألة بحاجة الى المزيد من التحليل والتمحيص لا مجال هنا الوقوف عنده كثيرا ، فلكي ننطلق الى موضوعة البحث لا بد لنا الدخول الى حقيقة التنوع الاثني والديني في كركوك ففيها بيت البلاء أو أنها هي المستغلة في لعبة ما تشبه لعبة جر الحبل بين الايدولجيات المختلفة والتيارات المختلفة والدول المختلفة في المنطقة : ● الكورد / يشكل الكورد أغلبية سكان المحافظة ، ودليلنا أنهم فازوا بأغلبية أعضاء المجلس البلدي للمدينة في أول أنتخابات تجري في كركوك بعد إنهيار نظام صدام حسين ويزداد الدليل قوة حينما نعرف ان الانتخابات تلك جرت بغياب نصف الكورد أو أكثر من النصف في المحافظة وهذا النصف هم سكان أربعة أقضية تابعة لكركوك سبق وأن تم فصلها من المحافظة كوسيلة لتقليل نسبة الكورد فيها وهي : ● قضاء كفري وتتبعها النواحي : ● قره تبة . ● سرقلعة . ● جبارة . ● كوكس . ● ونسبة الكورد في القضاء تبلغ 85 % والباقي هم مزيج من التركمان والعرب يقيمون في القرى التابعة لناحيتي قره تبة وجبارة ويقدر سكان القضاء ب ( 55 ) ألف نسمة ، وقد تم إلحاق القضاء الى محافظة ديالى . ● قضاء كلار وتتبعها نواحي : ● بيباز. ● مجمع الصمود. ● تيلكو . ● شيروانه . ● ونسبة الكورد فيها 100 % ، أما عدد سكانها فتقدر ب 90 الف نسمة وقد تم إلحاقها بمحافظة السليمانية . ● قضاء جمجمال : ● وتتبعها نواحي : ● سنكاو . ● مجمع شورش . ● آغجلر . ● ونسبة الكورد في القضاء تبلغ 100 % غير أن عدد سكانها تقدر ب60 ألف نسمة وقد تم إلحاقها بمحافظة السليمانية . ● قضاء طوز خورماتو وتلحقها نواحي : ● سليمان بيك . ● آمرلي . ● نوجول . ● قادر كرم . ● يقدر عدد سكانها ب 60 ألف نسمة ونسبة الكورد هي 50% من سكان القضاء بعد ان تم تدمير ناحيتي قادر كرم ونوجول مع ما تلحقها من قرى عن بكرة أبيها أثناء عمليات الانفال وقد تم أعادة إعمار قسم من تلك القرى بمساعدة المنظمات الانسانية الدولية وحكومة أقليم كوردستان ، تم إلحاق القضاء الى محافظة صلاح الدين المستحدثة وعاصمتها مدينة تكريت مسقط رأس الدكتاتور السابق للعراق صدام حسين . ● بالاضافة الى فصل تلك الاقضية ذات الاكثرية الكوردية يجب أن نقول أن نسبة كبيرة من المرحلين لا زالوا يعيشون في المناطق التي تم ترحيلهم اليها وهم بانتظار تنفيذ المادة ( 140 ) من الدستور العراق الجديد التي تتم بموجبها أعادة المرحلين من الكورد والتركمان اليها غير ان المناخ السياسي المضطرب حال دون تنفيذها لحد الآن . ● ما سبق يبين واقع وجود الكورد على الارض غير أن البعض يحاول الطعن فيها بسبب نيات غير حسنة ويحاول نزع الهوية الكوردية من المحافظة دون أن يقدم اي دليل مادي وتاريخي لدحص تلك الحقيقة وتغطية إدعائه على الاقل ، ولكن الكورد يسوقون دلائل تاريخية كثيرة على كوردية المدينة ومن الغريب أن أكثر البراهين والوثائق المقدمة من قبلهم قد دونت في بطون مصادر تاريخية قديمة وحديثة باللغة التركية ومنها كتب الجغرافية والتاريخ الداخلة ضمن المناهج الدراسية في العهد العثماني وكذلك التقاويم السنوية ( السالنامات ) وهي وثائق شبه رسمية وكذلك جل ما صدر عهدذاك من كتب اكدت هذا الشئ ومن أهمها موسوعة قاموس الاعلام العثماني للعلامة شمس الدين سامي الذي يقع على أكثر من خمسة آلاف صفحة ( حيث قمت شخصيا بترجمة ما يتعلق بكلمتي ( كركوك ) و ( كوردستان ) في القاموس المذكور الذي طبع في مطبعة مهران عام 1315 للهجرة _ 1842 ميلادية ) ففي مادة كركوك نقتبس على سبيل المثال ما يلي : ● ● ((كركوك_مركز سنجق شهرزور في ولاية الموصل بكردستان , تبعد عن الموصل( 160 ) كيلومتر جنوبا . تقبع خلف سلسلة من التلال على سهل واسع في وادي ادهم (ادهم /الاسم القديم لنهر خاصة بكركوك) عدد سكانها ( 30000 ) نسمة. فيها قلعة و( 36) جامعا ومسجدا, ( 7 ) مدارس و( 15 ) تكية وزاوية ( كذا ) و( 13 ) خانا و(1282 ) محلا تجاريا ومستشفى واحدة و( 8 ) حمامات وجسر على النهر ومدرسة رشدية مع ( 18 ) مدرسة ابتدائية و( 3 ) كنائس ومعبد واحد لليهود . من احيائها محلة التبة ومحلة القلعة وما يجاورها من الاحياء السكانية في القسم الشرقي للنهر. ثلاثة ارباع السكان من الكرد اما الربع الباقي هم خليط من الترك والعرب , وسائر الاقليات هم ( 760 ) اسرائيلي ( كذا ) و( 460 ) كلداني . ● فقارئ القاموس حين يطالعه بدقة وتمحيص يتوصل الى أن المؤلف لا بد وأن زار المدينة ومدن أخرى تم ترجمة بياناتها في كتابه نظرا لدقة المعلومات من جهة ووفرتها وخصوصا البيانات الميدانية ولا بد أن المؤلف قد اقتبس الكثير من البيانات من مصادر رسمية ومن المؤكد ان المصدر كانت خالية من أي مصدر كتبه كورد سواء باللغة الكوردية أو باللغات الاخرى . ومع كل ذلك نجد ان الاطراف الاخرى ينكرون حقيقة هذه الاغلبية للكورد وفي الوقت نفسه يحاولون بشكل خفي وعلني وضع العصي في عجلة التطبيع الوارد ذكره في المادة ( 140 ) من الدستور العراقي الدائم مما يحول الى خلق حالة من التشنج الدائم الذي يقود المدينة والمنطقة الى حالة أشبه بكرة من البارود قابل للاشتعال قي أية لحظة . ● التركمان : التركمان يشكلون القومية الثانية في كركوك بعد الكورد و نسبة وجود التركمان فيها يفوق نسبتهم في أية مدينة أخرى في العراق سوى مدينة تلعفر التي تعتبر المدينة العراقية الوحيدة التي تحظى بغالبية العنصر التركماني فيها غير إنها لا تحظى بالاهتمام التركي لا بسبب كون سكانها يعتنقون المذهب الشيعي بل لان تركيا وكما هو معروف قد طلقت الاسلام منذ أفول نجم الدولة العثمانية ولا شأن لها بالاسلام بشقيه السني والشيعي غير أن تركيا تعتقد جزما بان التركمان الشيعة لهم ولاء مطلق بإيران ولا يعيرون ثم اهتمام بالدولة التركية ولذلك صبت أهتمامها الكلي بالعناصر القومية من التركمان السنة وجلهم يقيمون في مدينة كركوك حيث نادرا ما نجد تركمانيا في مدن مثل كفري وقره تبة وخانقين والسعدية وحتى طوزخورماتو يقترب من الاحزاب التركمانية الضعيفة التي تقدم لها المساعدات العينية وهي الاحزاب المنضوية في تشكيلة الجبهة التركمانية ، وكلمة ضعيفة أنما نابعة من حجمها الحقيقي الذي تمخض في انتخابات المجلس البلدي في كركوك وانتخابات المجلس النيابي العراقي حيث رغم الدعم اللامحدود من تركيا فقد خرجت بمقعد يتيم يجلس عليه رئيس الجبهة التركمانية ، ورغم ذلك فان لهذه الجبهة دور خطير في تشنيج الوضع السياسي في مدينة كركوك ، فحقيقة التركمان في كركوك لا يمكن تحجيمها بمقعد واحد في البرلمان ، إذ ان الاغلبية من التركمان المتمسكون بالوطن العراقي قد دخلو مع الكورد في قائمة واحدة وهم يرون أن من مصلحة التركمان أن تنضم كركوك الى اقليم كوردستان حيث الامان والازدهار و التطور الذي لا يقارن باي شكل من الاشكال مع وسط وجنوب العراق على عكس الجبهة التركمانية التي لا شأن لها بمصلحة التركمان العليا الا عندما تستخدمها كشعار لترجمة ما تلقيها من أوامر وتوجيهات من جهات استخبارية خاصة في تركيا ، حيث قامت تلك الجهات بتجنيد عدد كبير من التركمان حينما كانوا متواجدون في الاراضي التركية اثناء الحرب العراقية الايرانية وقبلها ومعلوم أن تركيا ومعها كافة العناصر المنضوية في الجبهة التركمانية كتمت أنفاسها ملتزمة الصمت المطبق تقريبا ولم تتخذ موقفا ضد نظام صدام حسين الذي قام بمعاملة التركمان أسوة بمواطنيهم الكورد من قتل وتشريد وتهجير وتدمير لقراهم وأحياءهم السكنية كحي تسعين في قلب كركوك الذي تعرض مع قرى تركمانية في ناحية تازة وبشير الى عمليات الانفال والقتل الجماعي ، حيث كانت لتركيا آنئذ مصالح تجارية كبيرة مع العراق ولم تنوي بائ شكل من الاشكال الافراط بتلك المصالح حتى لو أبيد التركان باكملهم في العراق ، غير انها أليوم أصبحت بعبعا في طريق تطبيع الاوضاع الشاذة التي تركها البعث في المدينة وتستخدم أقصى طاقاتها السياسية والدبلوماسية وأحيانا التهديدات العسكرية بشكل علني تحت مظلة الدفاع عن التركمان تلك الشماعة الدائمة التي تعلق عليها تركيا أوراقها للتدخل في شؤون العراق ، وهذا العامل يصعب أزالته بسهولة في طريق اعادة الاوضاع الى الحالة الطبيعية لانها أي تركيا تشعر بان الدور الايراني في العراق الجديد كبير جدا وعليه تريد ان تخلق لها موطئ قدم لها في العراق فلا ترى شماعة أقوى من شماعة الدفاع عن التركمان بعد أن عارضت حليفتها الولايات المتحدة الامريكية ولم تتعاون معها في دخول العراق من الجبهة الشمالية ولم تحسن الارتباط بالزعامات الكوردية القوية التي كانت التخمينات تشير الى اسمائهم في قيادة العراق الجديد وحتى المحلل التركي الاشهر محمد علي ميراند قالها علانية في برنامجه الاسبوعي في شبكة سي إن إن التركية غداة مشاركته بمؤتمر المعارضة العراقية المنعقدة في كردستان قبل بدء الاعمال الحربية حيث قال ان الحكومة التركية ترتكب أكبر خطأ حينما تتخلى عن جلال طالباني ومسعود بارزاني ويتعلق بعناصر الجبهة التركمانية وقد توقع لهاتين الشخصستين أن يكونا أبرز من يقود العراق غير ان عناصر الجبهة التركمانية فلا أمل في لعبهم أي دور في العراق الجديد وسيبقون في هامش الاحداث وقد تححق حدس الرجل بالفعل وكانت النتيجة كما نشاهدها اليوم ، وبالتالي أصبحت تركيا تشكل عاملا في زعزعة الاستقرار في العراق من خلا ل تدخلها في شؤون كركوك ما لهذه المدينة أهميتها في العراق . ● والتركمان ليسوا شعبا طارئا في العراق ، فانهم قدموا الى العراق بوجبات مختلفة ، ففريق منهم أستقدمهم أحد قادة الجيش الاموي وهو عبدالله بن زياد واستخدمهم في البصرة وثم توالت مجوعات أخرى منهم أثناء غزو التتر للعراق ولا زالت هنالك في ناحية قره تبة التابعة لقضاء كفري قرية تحمل ( تاتران ) والاف والنون المصاحب لمفردة تتر+آن هي أداة جمع باللغة الكوردية حيث كانت المنطقة تسكنها أكراد من قبيلة ( زند ) المشهورة ولا زالت تحمل اسم منطقة زنكاباد منذ حكم كريم خان الزند ولهذه اللحظة وعندما أستقرت تلك المجموعة التترية بينهم أطلقوا عليم _ تاتران على وزن العربان اوالاكراد جمعي العرب والكورد فبقت التسمية الى الوقت الحاضر ويلاحظ المرء الملامح الاسيوية الواضحة في سيمائهم رغم اندماجهم مع الكورد في المنطقة ، وتلت تلك المجموعات مجموعات أخرى منهم مجموعات أستخدمهم السلطان العثماني مراد الرابع في غزواتهم في المنطقة ليستقروا في الخط الذي كان السلطان يراه خطا دفاعيا ضد الهجمات الايرانية على مملكته وواضح ان الخط ذلك يبدأ من مدينة تلعفر شمالا لينتهي في مدينة مندلي جنوبا دون أن يشكلوا أغلبية سكانية في أية مدينة واقعة على ذلك الخط وقد كان أغلبهم من المذهب الشيعي غير ان الدولة العثمانية التي كانت في صراع طويل مع الدولة الصفوية تعمل بالترغيب والتهديد لتغيير مذهبهم الى المذهب السني فأثرت حملتها على قسم كبير منهم ، ومن طريف ما يذكر بهذا الصدد أن تركمان مدينة كفري قد تأثروا بالحملة السلطانية وغيروا مذهبهم الى المذهب السني بعد ما كانوا شيعة أثني عشرية فكافأ السلطان المدينة بتغير أسمها من مدينة كفري الى مدينة الصلاحية وهي كبرى أقضية كركوك آنئذ ( أربل ، كويسنجق ، راواندوز ، كفري ) حيث كانت مدن طوز خورماتو وداقوق وكلار ( شيروانه ) ودربنديخان تابعة لها ، وجاءت التسمية باعتبار سكانها قد تم اصلاحهم بعد تغيير مذهبهم ولم تتغير التسمية الى بعد سنين من تشكيل الحكم الوطني في العراق ، هذا وان بقايا الموظفين والعسكريين الاتراك الذين استقروا في العراق ظلوا متمسكنين بمذهبهم السني ، واليوم يتناصفون مع التركمان من الشيعة التركمان غير ان العلاقات السياسية والاجتماعية تكاد تكون معدومة بينهما فليس هناك شيعي ينتمي الى الاحزاب التركمانية الموالية لتركيا ولا سنيا ينتمي الى التشكيلات الشيعية كالمجلس الاعلى وحزب الدعوة وجماعة مقتدى الصدر وحتى حينما أشتد العنف على المناطق الشيعية التركمانية في العهد السابق توجه من نجى من الملاحقة الى ايران واستقر معظمهم في مدينة قم الايرانية ولم يختار أحد منهم مدن تركيا الا نادرا . ● المسيحيون في كركوك ● انهارت الدولة الاشورية عام 605 ق.م. على ايدي البابليين والميديين، غير ان الاشوريين حافظوا على وجودهم في مدنهم واراضيهم كما حافضوا على تقاليدهم المميزة، خاصة لغتهم التي ما زالت ينطق بها حتى اليوم ، وهي تعود في اصولها الى مزيج من اللغات الاشورية والآرامية والبابلية القد يمة ● ● ● أختصارا ، نستخدم مصطلح المسيحيون للدلالة على كل من يعتنق الدين المسحي في كركوك وهم الكلدان والاشوريون والارمن وهنالك لغط حول الاشوريين المتواجدين في كركوك حيث هم يعتقدون بانهم من سكنة المدينة القدماء ، غير أن المصادر التاريخية تقول بان التياريين الذي استقدمهم الانكليز حين أحتلالهم للعراق عام 1917 من الاراضي الجنوبية الغربية لتركية ليشكلوا منهم ميليشبات شبه رسمية عرفت بقوات الليفي وهنالك تفصيل للمسألة في كتاب ( تاريخ الوزارات العراقية لمؤلفه المؤرخ عبدالرزاق الحسني ، عدى أحداث الشغب التي قامت بها التياريين هؤلاء في سوق كركوك في الأوائل القرن المنصرم فمسيحيوا كركوك يتسمون بالهدوء وعدم اثارة المشاكل وأعمال الشغب غير أن الجماعات الارهابية قدمت على استهداف دورهم و كنائسهم ودور عباداتهم ، حيث أنهم ينظرون الى هذه الشريحة الآمنة في العراق على انهم ( نصارى ) وكفار ويعتبرون قتلهم على الهوية نوع من الجهاد هذا ما أدى الى تركهم لدورهم والتوجه الى المحافظات التابعة لاقليم كوردستان حيث هنالك مساحات كبيرة للتسامح والامان وقد أصبحت الهجرة والتهجير ملاصقا للمواطن العراقي على مد الدهور وتلك أيضا ظاهرة جديرة بالدراسة حيث يستحيل ضبط الاحصائيات لعدد الاثنيات في مدن العراق بصورة عامة وفي كركوك بصورة خاصة فما كان موجودا قبل خمسين سنة لم يعد موجودا في كركوك أثناء حكم صدام وبالتالي ما كان في عهد صدام قد تغير الان ومن يدري ربما تطرأ تغيرات جذرية على ما هو موجود الان سواء عن طريق أعادة المهجرين اليها او أنفجار الوضع بشكل يستحيل العيش فيها للسكان المدنيين . ليس هنالك أرقام وبيانات رسمية حول عدد الالمسيحيين في العراق سوى تلك التي تقدمها الكنائس بعض الاحيان ولكن عددهم في دول أوروبا وأمريكا تكاد تكون صحيحة أو قريبة من الصحة ، فاذا علمنا انه يوجد ما يقارب الـ 70 الف كلداني حسب أدعاء أحد مراجعهم المهمة في المجلس الكلداني بروما في اوربا فقط يظهر لنا حجم الحيف الذي لحق بهم في بلدهم الاصلي العراق ، ان كلدان العراق هم اكبر بكثير من كونهم اقلية عددية. فهم يمثلون البقية التاريخية لسكان بلاد الرافدين القدامى. واكثر من هذا فأن مناطق تواجدهم التاريخية تقع ضمن الحدود الحالية لدولة العراق ● عرب كركوك ● لم يكن قبل تنفيذ سياسة التعريب عربا في كركوك سوي عشيرة صغيرة باسم الحديديين ، وحتى لا توجد هنالك في المدينة مقبرة خاصة بهم ، حيث ان للكورد والتركمان مقابرهم الخاصة ، وفي السجل الاساسي لثانوية كركوك الوحيدة لم يعثر على اسماء طلاب عرب سوى أبناء بعض الموظفين من المحافظات الاخرى ، ولم يعين أي عربي لمنصب محافظ كركوك أو رئيس بلدية كركوك أو أية وظائف كبيرة منذ تشكيل الحكومة العراقية عام 1921 ولغاية سيطرة البعث على الحكم فكان المرحوح ناظم التكريتي أول محافظ لكركوك من القومية العربية وكما يبدوا من اسمه انه من مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين ، فقد تولى الكورد المناصب العليا في المحافظة حتى في العهد العثماني ، وأثناء تشكيل الدولة العراقية مثل كرديان من كركوك في المجلس التأسيسي وقد توالى الكورد بالدرجة الاولى في تمثيل المحافظة في المجالس النيابية والاعيان في بغداد وكان أكثرهم من رؤوساء الجاف وشيوخ الطالبانية ، أما العرب فقد تم الاشارة الى أستيطانهم عن طريق تأسيس مشروع الرياض الزراعي عهد الوزارة الهاشمية _ الفريق ياسين الهاشمي ، حيث تم أستقدام عشيرة العبيد التي كانت في صراع دائم مع عشيرة العزة ولذلك يمكن تصنيف اسكانهم في المحافظة من قبيل مسألة تلاف لمشاكل عشائرية أرهقت قوات الشرطة في ضبطها وعدم أعتبارها بداية لعملية التعريب كما يسميها بعض الباحثين ، وفي الاربعينات تم أستحداث قضاء الحويجة بعد ما تم اسكان كافة العبيد فيها وأصبحت بذلك أول قضاء ذات أغلبية عربية في المحافظة وكان ذلك في عهد الوزارة العمرية ( وزارة أرشد العمري )، (( ومن طريف ما يذكر هنا عن الفريق ياسين الهاشمي أنه من أصول كوردية ومن الطائفة الكاكائية وأجداده كانوا يعيشون في مدينة كفري وإحدى عماته زوجة رئيس الكاكائية السيد ولد أغا المشهور وله شقيقة تزوجت من الشخصية الكوردية خالد الشيخ علاء الدين بياريى النقشبندي وبيارة مركز ناحية في منطقة هورامان وفيها تكايا وزوايا الصوفية من أتباع مولانا خالد النقشبندي المدفون في دمشق، ألتزمه ولد آغا المذكور بعد وفاة والده سلمان وأكمل الدراسة مع شقيقه طه سلمان في رشدية كركوك فارسلهما ولد آغا الى الاستانة ليلحقا بالمدرسة الحربية فتخرجا بنجاح ليصبحا ضابطين في الجيش العثماني وأشتركا في معارك كثيرة الى تم أسر ياسين في معركة أمام جيش فيصل بن الحسين في الشام وهو جريح وهناك أدعى أنه سيد وهاشمي ناكرا أصله ليكون أحد أركان فيصل وأحد أبرز وزرائه فيما بعد وكذلك الحال مع شقيقه طه سلمان الكاكائئ الذي عرف بالفريق الركن طه الهاشمي ، والانكى أنهما عرفا كأثنين من أبرز دعاة القومية العربية في العراق ) ، إذ حاول الاول عزل الملك غازي وجعل نفسه على رأس العراق كدولة عربية فتم كبحه من قبل الكوردي الفريق بكر صدقي العسكري ( العسكر قرية تابعة لناحية آغجلر التابعة لقضاء جمجمال ) في عام 1936 والثاني كان مرجعا للمربع الذهبي ( الظباط الاربعة _ صلاح الدين الصباغ ) الذين كانوا وزراء حركة رشيد الكيلاني في مايس 1941 )) وما هذا الامر بغريب وان كان ملفتا للانتباه ، حيث هنالك الكثير من الاسماء الكوردية التي أنكرت قوميتها وأصبحت دعاة متطرفون في الحركة القومية العربية حتى في الوقت الحاضر فخذ مثلا طه ياسين الجزراوي الذي صرح مؤخرا بانه ليس كورديا بل هو من عشيرة العباسي العربية ، وكذلك وميض جمال عمر نظمي حفيد الوزير الكوردي عمر نظمي من عشيرة الونداوي الكوردية في كفري الذي يعد منظرا للقومية العربية في حين تقلد جده ست مقاعد وزارية في العهد الملكي على أساس كورديته ، ولا تستغرب أذا قلت أن أول من قرأ البيان الاول لانقلاب البعث عبر تلفزيون بغداد في 17 تموز 1968 كان كورديا من مدينة السليمانية اسمه عثمان فائق ( قتله الملازم جوامير المندلاوي أمام دائرته في ساحة الخلاني ببغداد فالقي القبض عليه مع ثلاثة من رفاقه أعدموا في بغداد ، وهذه الظاهرة جديرة بالتقصي والبحث ولا مجال للحديث عنه هنا حيث أن النماذج كثيرة فحتى ساطع الحصري الذي يعد المنظر الاول للقومية العربية ويعد مرجعا لميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار هو التالي كان من منظري الطورانية في العهد العثماني لينقلب عروبيا بعد التحاقه بفيصل بسوريا وأصطحابه له الى العراق )) . ● على كل حال ، قام البعث فبكل ما يؤدي الى زيادة نسبة العرب في كركوك كما مر الذكر فاصبح يمنح كل عربي ينتقل للسكن في كركوك تسهيلات ومغريات خيالية بدئا من منحهم قطع أراض سكنية الى تكاليف البناء ومرورا بمنح مالية ووظائف جيدة وبرواتب عالية ,احيا يتم منحهم الدور التابعة للكورد والتركمان المرحلين قسرا من المدينة ، وهكذا دق النظام مسمار العداء بين أبناء هذه القوميات المختلفة في كركوك وأراد أن يزرع نفس العداء بين الكورد والتركمان فلم يتمكن ، حيث قام بنصب تمثال لخيرالله أفندي أحد مشاهير التركمان في كركوك في قلب المدينة لا حبا بالرجل بل لتذكير التركمان بمقتل الرجل في فتنة كركوك عام 1959 ، حيث ذهب ضحية فوضى الفتن التي أججها فريق من الطورانيين بتشجيع من الفريق ناظم الطبقجلي قائد الفرقة الثانية للجيش العراقي ومقره في كركوك وفريق محسوب على الحزب الشيوعي العراقي وجلهم من الكورد تلك الحادثة التي تعلقت بها تركيا والجبهة التركمانية وأعتبرتها كقميص عثمان يبرزانه كلما دعت مصالحهم أبرازه . ● توقفت ماكنة التعريب بتوقف قلب النظام عن النبض ، وبدأ المرحلين يعودون الى المدينة بعد تحرير المدينة وكانت آخر مدينة عراقية تتحرر حيث كانت فلول البعث تتوجه إليها وكان مقر عزة الدوري نائب ما يسمى بمجلس قيادة الثورة هناك ، فأخذ العرب المستوطنون يتركون المدينة خوفا من أنتقام الكورد والتركمان العائدين الى المدينة ، غير أن القيادات الكوردية سيطرت على مسلحيها ومنعتهم من أرتكاب أية أعمال عنف ضد العرب ما ساعد البقية الباقية من العرب بالبقاء في المدينة وحتى الذين تركوا المدينة بعد أستلامهم مبالغ نقدية من أصحاب الدور التي أحتلوها طفقوا يعودون الى المدينة مرة ثانية على أمل الفوز بتعويضات مالية من قبل الحكومة العراقية على ضوء قرار التطبيع إذ أنهم لا يرتبطون بذكريات عميقة مع المدينة وعندما قدموا اليها كانوا طامعين للمنحات النقدية والعينية التي تقدم لهم ضمن عمليات التعريب ، وهكذا أصبح هناك تضخم سكاني في المدينة وأن عناصر من هؤلاء الوافدين لم ترق لهم تغير النظام لانهم كانوا يعملون في الاجهزة القمعية لنظام البعث كالمخابرات والامن والاستخبارات وتشكيلات الجيش الشعبي التابع لحزب البعث فباتوا اوتوماتيكيا أعضاء نشطين في التشكيلات الارهابية التابعة الى بقايا البعث والقاعدة فخلقوا حالة من الفوضى في المدينة وقد ساعدتهم الانقسامات السياسية في البلد إذ أن تأخير عملية التطبيع كان عاملا آخرا لتقوية هؤلاء وأتساع رقعة تنظيماتهم لتصبح المدينة وكرا خطيرا للجماعات الارهابية ، فحكومة الدكتور ابراهيم الجعفري شلت لجنة التطبيع التي كانت برئاسة حميد مجيد موسى عضو مجلس النواب وسكرتير الحزب الشيوعي العراقي وبالمقابل اعضاء من الكورد في إدارة كركوك يعدون عائقا آخرا في طريق التطبيع كونهم متقوقعين في جحر التحزب الصرف وعدد منهم متورطون في الفساد الاداري ، حيث تهمهم خدمة مصالح أحزابهم ومنافعهم الذاتية ولا يعيرون شئ من الاهتمام والجدية لخدمة المدينة ، هذا والقوات الامريكية المعسكرة في المدينة تعد عاملا آخرا لتوتر اوضاع المدينة ، حيث ثبت أنهم يعالجون الامن بطريقة تنم عن جهلهم المطبق بالحياة الاجتماعية لاهل العراق ، فانهم ولاسباب أقليمية لا يفسحون المجال للقوات المحلية للعب دورها المناسب في أستتاب الامن ، بيد انهم لا يمكنهم السيطرة على أوكار التخريب والارهاب في المدينة ، ولا ينكر ان عناصر الارهابيين الذين يقعون في قبضة العدالة في كركوك يشكلون نسبة اكبر من أقرانهم في أية مدينة أخرى ولكن هنالك مشكلة بالمقابل في المحاكم والقضاة الذين هم تحت مدية التهديد الارهابي حيث ذهب عدد غير قليل منهم ضحايا هذا التهديد ما جعل ميزان العدالة مختلا ، ونحن نتكلم عن الارهابيين يجب ان لا نغض الطرف عن الميليشات المسلحة الذين يعدون الوجه الآخر من عملة الارهاب وأخطر نوع منهم هو جماعة ما تسمى بجيش المهدي الجناح العسكري لتيار مقتدى الصدر ، فمقتدى الصدر هو أبن السيد محمد صادق الصدر احد مراجع الشيعة في العراق ألذي برز حينما أعلن عن نفسه ممثلا عن الحوزة الناطقة فأغتيل في ضروف غامضة أتهمت الاجهزة القمعية بأغتياله في بغداد وبعد زوال حكم البعث بفترة قصيرة ظهر ابنه مقتدى في الساحة العراقية مختلفا مع المرجعية الدينية ومع معظم التيارات والاحزاب الشيعية وكان سببا في أغتيال الكثير من العراقيين ولازال ، مؤخرا هاجم اتباعه مراكز الشرطة في العمارة وخلقوا جوا من الفوضى جلب أنتباه كافة وكالات الانباء والصحف والقنوات العالمية وفي بغداد يقوم منتسبيه بقتل أي سني على الهوية مقابل أي شيعي يقتل من قبل الارهابيين ، وإن كانت جغرافية عمل هذا التيار تقع في المدن الجنوبية للعراق وأحياء في العاصمة بغداد غير أن جماعات مسلحة منهم توافدوا الى كركوك وباتوا ينظمون أنفسهم بين أبناء الشيعة من الوافدين العرب بكركوك وكذلك قسم صغير من التركمان الشيعة وبدؤا يطلقون التهديدات النارية ضد الكورد ، فان كانت تلك التهديدات لا تشكل خطرا على الكورد في المدينة لانها تحظى بالاكثرية فان خطورتهم تكمن في التجائهم الى الاغتيال وهو السمة البارزة لهم في بغداد ، فحينما يقدمون على أغتيال شخصية من التركمان السنة أو العرب السنة فهنالك جهات تحيل الاتهام على الكورد لاغراض معروفة فتتأهب الجماعات المتفرقة للانتقام فيحدث ما لا يحمد عقباه ، وهذا ما يفتح الباب مفتوحا لاحتمال اندلاع الحرب الاهلية التي يتكهنه المراقب السياسي . ● وعلى ضوء ما تقدم فان كركوك كمدينة عراقية تكمن في دائرة الخطر بحاجة ماسة الى الدعم والاهتمام وأهم ما يجب أتخاذه هو ، ● عدم افساح المجال للدول الاقليمية بالتدخل بشؤون المدينة وبالاخص تركيا بالدرجة الاولى وايران وسوريا ، حيث ان الاولى تتدخل تحت غطاء ومسمى حماية التركمان في حين لم تتدخل كما اسلفنا حينما أقدم النظام السابق على هدم حي تسعين أحد أكبر أحياء المدينة وأعدم العشرات من أبناء التركمان بتهم واهية ، والثانية كما يبدو تريد أحتكار الساحة العراقية لها فهي لا تكتفي بوسط وجنوب العراق ومدينة البصرة العريقة نموذج واضح حيث تبدو وكأنها محافظة ايرانية تقودها البسيج ، والثالثة هي سوريا التي فتحت دولتها وحدودها مع العراق للارهابيين يخربون ، فالدعم اللوجستي تأتيهم من قياديين لهم هناك والسلطات الامنية السورية تغفل عينها عنهم ومعروف ان قياديين من البعث المنحل قد توجهوا اليها بعد انهيار النظام ولاقوا الترحاب من قبل السلطات السورية ، فواجب الحكومة العراقية أن تمارس دورها كدولة ذات كرامة وتطوي صفحة علاقاتها السابقة كمعارضة مع تلك الدول وعليها عدم قبول تدخلاتها التي من شأنها فقدان أمل الاستقرار في العراق . ● العمل على تطبيق المادة 140 الخاصة بتطبيع الاوضاع في كركوك ، حيث يتم بموجبها عودة المهجرين الى ديارهم وبالتالي استئناف أعمالهم ووظائفهم الروتينية ، وبالمقابل أعادة الوافدين اليها وفقا لسياسة الاستيطان الىأماكن سكناهم الاصلية بشكل رسمي وسلمي ومنحهم تعويضات مناسبة لاعادة تكوين أنفسهم في مدنهم ومرابعهم الاصلية . ● ألتطبيع الاداري للمحافظة كما كانت عليها قبل قرار مجلس قيادة البعث حيث أن أقضية كفري وكلار وجمجمال وطوز كانت ومنذ بداية تشكيل الدولة العراقية وحتى في العهد العثماني تابعة لولاية شهرزور وعاصمتها كركوك وإن كانت هنالك أية معارضة لهذا الاجراء فيمكن الاستعاة والعودة الى رأي أهالي تلك الاقضية الاربعة بأجراء أستفتاء رسمي تحت مراقبة دولية وعندئذ لا يبقى مجال لكائن من يكون أن يطعن في أراء الناس فاية مدينة تصوت للعودة الى ادارة كركوك فلتعد وان ارادت الاغلبية البقاء في المحافظة الحالية فلتبقى . ● أعادة انتخاب مجلس اداري نزيه وازاحة كل من اضطلع في أعمال فساد مالي وأداري في شبه غياب القانون وثم تشكيل لجنة لمراقبة عمل المجلس الجديد ومدى جديتها لخدمة المدينة بعيدا عن الولاءات الحزبية والقومية والطائفية الضيقة . ● تخصيص ميزانية معقولة لاعادة بناء المحافظة التي حلبت منذ حفر أول بئر فيها عام 1927 ولحد الان وغذت بها حروب صدام وحماقات من حكموا العراق قبله ولم تصرف منها شيئا لتطوير المدينة . ● احياء الحركة الثقافية للمدينة ودعم الجمعيات التي تهدف الى تقوية أواصر المواطنة بين أثنيات المدينة وتنظيم مهرجانات المحبة لمسح آثار التوتر القائم في الوقت الحاضر . ● ربط المدينة بشبكة من طرق المواصلات الحديثة و ربط المدينة بالعاصمة بغداد والسليمانية وأربيل بخطوط السكك الحديدية وتهيئة المطار الموجود فيها بشكل حديث لكي تبدو المدينة كواجهة حضارية في البلد . ● العمل على تطوير قوى الامن الداخلي والعمل على توعية السكان على كيفية تعاونهم مع التلك القوى بشكل يؤدي الى قطع دابر الجريمة في المدينة ولا يتم تطبيق هذا الامر الى حينما يتكامل الوعي والشعور الوطي واحساس المواطنة الحقة لكافة سكان المدينة كما هو موجود لدى المواطن الاوروبي . ● الاهتمام بالاعلام الارشادي والتوجيهي ورفده بطاقات المدينة من كافة القوميات لكي تطغي على وسائل الاعلام المسموعة والمقرؤة والمرئية التابعة للاحزاب والتي تعمل ضمن آفاق وأهداف محدودة . ● لا يمكن انجاح أعلاه وكل خطوة أخرى تؤدي الى أعادة تأهيل المدينة الا بتفعيل عامل السرعة الزمنية ، فلا بد الاستعجال بالبت في الامر لئلا تنفلت الامور من زمام الحل وهذا ما نرجوه من الحكومة العراقية وكل من له صلة بالموضوع .
#قيس_قره_داغي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشنق لمن شنق الابرياء
-
قصةالعم ابراهيم محمد علي مع امن كفري
-
نصيحة مجانية الى الفريق الركن نزار الخزرجي
-
المظاهرات في كوردستان بين الاستغلال والقمع
-
خطب الجمعة قنابل موقوتة ، خطبة مسجد الحاج إبراهيم في أربيل ن
...
-
هل تركيا جادة في أجتياح كوردستان العراق ؟
-
حمه رشيد هرس وإذاعة صوت كوردستان
-
ثوابتك متحولات عندنا يا مقتدى الصدر
-
العراقي يوسف ابو الفوز
-
اعيدوا حقوقهم في ذكرى تهجيرهم القسري
-
الانفال .. دروس وعبر
-
الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى ميلاده الميمون
-
فلنفتح نافذة للحوار بين الكورد والتركمان في كركوك
-
رسالة من أخ تركماني
-
!لا أحد يمثل گرميان في البرلمانين العراقي والكوردستاني
-
أول خرق دستوري عند انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان العراقي
-
حلبجة الشهيدة من عيون الشهيد شوكت حاجي مشير
-
الالتفات على آذار وكركوك او القيد الذي ألتف على معصم العراق
...
-
المرأة وطريقها الصعب في الوصول الى مركز صناعة القرار في العر
...
-
هذا ما قالتها الصحافة التركية حول زيارة الجعفري
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|