|
إنتخابات أم إعلان حرب ؟
عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 07:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إنتخابات أم إعلان حرب؟
بيت القصيد يا أعزائي في كل المشكلة العراقية ؛ يكمن في الفوارق الطبقية والحقوقية و المحاصصة التي إمتصّت دم الفقراء .. و التي هي عكس (التوحيد) و تخالف أهم أصل إنساني و إجتماعي و ليس ديني فقط .. و كما ألمحنا مرارا و تكراراً ولا علاقة له بهذا الفصيل أو ذاك أو هذه الجهة الموافقة و تلك الجهة المخالفة أو المحايدة؛ تصور وصل الأمر اليوم .. لأن تعلن الحكومة العراقية الانذار المشدّد للجيش العراقي و للشرطة و الأمن و المخابرات و المليشيات .. لأجل إقامة الأنتخابات! و الأنتخابات شعبية كما تعلم .. و ليست عسكرية .. بل لاعلاقة لها بآلهجوم و الحرب و الدفاع أو دخول حرب مع بلد آخر ...
و لك أن تتصور عاقبة هذا الأمر .. إذا علمنا بأن معظم الشيعة ناهيك عن غيرهم سيُقاطعون الأنتخابات لأسباب باتت معروفة و كما فصلنا الكلام فيما سبق .. و أهمها :
رفض المرجعية الدينية للعملية السياسية و نظام الحكم جملة و تفصيلا .. رفض تيار السيد مقتدى الصدر للعملية السياسية و يمثل الأكثرية الشيعة بحسب ألأنتخابات السابقة. رفض المتقاعدين و عوائلهم و هم بحدود 12 مليون نسمة للأنتخابات. رفض أطراف أخرى كآلتشارنة و المستقليين و نصف السُّنة تقريباً للأنتخابات .
و المربط بين تلك الأسباب و العلة الأساسية في رفض الأنتخابات من قبل الأكثرية هي بحسب المزاعم الواقعية و المؤكدة هي :
لا جدوى من إجراء و تكرار الأنتخابات ما دامت العملية السياسية هي هي .. نفس المنهج ؛ نفس الأشخاص ؛ نفس النهب و السرقات ووو .. حيث العملية كلها ترتكز على المحاصصة (يعني محاصصة قوت الفقراء و عامة الشعب من قبل الأحزاب و المليشيات) و يعني : إدامة بل تفاقم الفوارق الطبقية و الحقوقية و الخدمية و الأجتماعية و الفساد عموماً .. مما تسبب في تشتيت و تضعيف و تمزيق النسيج الأجتماعي و مكونات الشعب العراقي على جميع الأصعدة .. إضافة إلى فقدان الثقة بين تلك المكونات؛ بل حتى بين العائلة الواحدة و آلجماعة و العشيرة الواحدة كنتيجة لفساد أخلاق الناس و التي إنعكست عليهم بسبب سوء تصرفات السياسيين و نهبهم لحقوق الناس و بآلقانون الذي فصّلوه حسب مقاساتهم و منافعهم لتحقيق الربح السريع على حساب الوطن و المواطن .
خلاصة الكلام ؛ بيت القصيد يكمن في إزدياد الفوارق الطبقية والحقوقية يوما بعد آخر .. و كما ألمحنا آنفاً ؛ و لو تمّ حلّ هذه المعظلة الأساسية و كذلك إرجاع الأموال المسروقة من قبل الأحزاب و هي بحدود ترليوني دولار أمريكي .. فأنك بعدها سوف لا و لن تجد عراقياً واحداً يرغب حتى في إستلام السلطة و المسؤولية من رئاسة الحكومة و البرلمان و الدولة بمن فيهم الوزراء و النواب و حتى درجة مدير عام لسببين ؛
الأول : عند تطبيق العدالة .. لا توجد أموال و لا تجارة و لا حصص و لا سرقات و لا نهب و لا فساد .. و هذا ما لا يعجب العراقي الذي تعلم الفساد من الحكومات السابقة .. و هذه نتيجة طبيعية للتربية الفاسدة التي نشرتها الأحزاب على مدى عقدين حين أشاعت بكون الحكومة و السياسة و المنصب لأجل ضرب الرواتب و الأموال و تأمين الحياة من دم الفقراء !؟
الثاني : لأن المنصب سيكون من ورائه حساب و كتاب و طامة كبرى .. مع متابعات و مسؤوليات و مشاكل و تحقيقات و محاكمات إن قصر المسؤول في أدائه و مخصصات وزارته أو مؤسسته فأنه سيتعرّض للمسائلة و العقوبة لا محال خصوصا في حال وجود فساد .. و سيوجد فساد لا محال!
لهذا يجب حلّ تلك المشكلة(المحاصصة و الرواتب) و بدونها فأنّ الأوضاع لا تتغيير و ستتحول من سيئ إلى أسوء .. و كما شهدنا!؟
تصور حتى مجرد عملية إقامة الأنتخابات اليوم باتت مشكلة غريبة و معظلة كبرى .. بحيث إن الحكومة الحالية أعلنت إستنفار القوات العسكرية و الجيش و الشرطة و الأمن و أدخلتم في إنذار (جيم مشدّد) بدءاً من يوم الخميس القادم و حتى إسبوع, و هذه تشبه إنذارات حكومة صدام التي كانت تتكرر للجيش و الأمن و المخابرات .. و سيستمر لمدة إسبوع لحماية قيام الأنتخابات .. و لكم أن تتصوّروا ماهيّة ديمقراطية يحميها سلاح الجيش و قوات المليشيات و أجهزة الشرطة بقوة السلاح و الإرهاب !؟
و هذا الأمر بآلمناسبة يقع لأول مرّة زمن اليونان القديم قبل 5 آلاف عام و للآن لأجراء إنتخابات بحماية قوات الجيش و القوات العسكرية و المليشياوية!
لأنه و بمجرد دخول الجيش الحكومي و قوات الشرطة المدججة بآلسلاح وسط الشوارع يوم الأنتخابات؛ تظهر وجهاً سيئاً للديمقراطية نفسها بل و تخالف معنى الديمقراطية و فلسفتها و الموضوع الذي من أجله يريد أن ينتخب الشعب ممثّليه ..
هذا في حال لو أراد الشعب أن ينتخب بتمام حريته و إختياره - و آلحال أن الناس مختلفين في ذلك من الأساس و يوجد خلاف عميق كما أشرنا في متن هذا الموضوع على أصل الأنتخابات و غيرها فيما سبق للأسف .
نسأله تعالى أن يتوحد صفوف الأمة و ينصاع السياسيون لمشيئة الله و التوحيد على الأقل .. لأنه علة العلل في فلاح أمة أو سوقطها, و إن إعلان النفير ا لعسكري العام من قبل حكومة السوداني المالكية بمثابة إعلان حرب ضد اكثرية الناس الأحرار و البادئ أظلم. ولا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم. عزيز حميد مجيد
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعليق بمقام دستور للعراق :
-
تعليق بمقام دستور :
-
الأنتخابات عادت .. كن بأيّ حال؟
-
قطاع السكن تحتاج ل 6 ملايين وحدة سكنية :
-
سؤآل للمُرشَّح و المُرشِّح؟
-
و أخيراً نطق بآلحقّ شيخ شجاع :
-
نعمة المعرفة فلسفياً
-
قصّة الشعب الفيلي دامية :
-
ألمفقود في ثورة الفقراء :
-
مع قرب نهاية العام 2023م : العالم في خطر !
-
بسم الله قاصم الجباريين :
-
إدانة نقدية للطبقة السياسية الحاكمة :
-
ألفيلسوف الشهيد روجيه غارودي :
-
تأثيرالثقافة على تشكيل الأتجاهات الفكرية :
-
خبرٌ و صور من القطب الشماليّ :
-
اسعادة و المستقبل بات في عدم :
-
ألنظرية المعرفية الكونيّة (1)
-
نظرية المعرفة الكونيّة أو (معرفة المعرفة الكونيّة)(1)
-
أربعة عوامل ستفشل الأنتخابات :
-
شهادة كبرى ضد الفاسدين :
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|