أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حبش كنو - قرابين على مذبح الأوهام














المزيد.....

قرابين على مذبح الأوهام


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 07:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل شعرت يوما وأنت تنام أنك على وشك السقوط فتنتفض فزعا ..؟؟؟

هذا الشعور شعر به غالبية البشر ولو لمرات قليلة في حياتهم وهو يرجع إلى العصور القديمة للبشر حين كانوا ينامون في أماكن عالية خوفا من المفترسات وكانوا حذرين خوف السقوط وما زال ذلك مزروعا في أدمغتنا حتى اليوم .

البشر الأوائل بعد أن تطوروا وفقدوا الكثير من صفات الحيوانات كالمخالب والفرو والتسلق المرن على الأشجار والمرتفعات بدأوا يخافون من كل شيء حولهم ثم احتموا بالكهوف واكتشفوا النار واستعملوا الأحجار والعصي لحماية أنفسهم .

لكن أهم وسيلة حماية عرفها الإنسان هي إعطاء جزء من طعامه للغير اتقاء لشره وربما هذا كان سببا في تدجين الكلاب حيث تقربت من الإنسان بسبب إطعامها وعاشت حول كهفه وحذرته وحمته من المخاطر .

كان الإنسان يرمي بقايا طعامه للضباع والوحوش وحتى يتقاسم طعامه مع بشر أقوى منه ممن كانوا يفرضون سيطرتهم وكانت بداية لظهور فكرة الزعيم الذي يقود مجموعة ما .

مع تطور الدماغ وتطور الخوف بدأ البشر بتقديم طعامهم لأشياء وهمية لا وجود لها بل صنعتها مخيلتهم فقط وذلك في طريق بحثهم عن أصل الوجود وهكذا بدأ بتقديم طعامه للأنهار والجبال والشمس والأحجار ظنا أنها إله وظهرت طبقة الكهنة ورجال الدين الذين أحبوا هذه اللعبة ورسخوها أكثر فهم يحصلون على الطعام مجانا ويتحكمون بالناس عن طريق رعاية الأحجار والأوهام .

كان هذا بداية ظهور فكرة القرابين والتي تطورت في الحضارات السالفة فأصبحت لها طقوس ومراسم ففي مصر القديمة كانت هناك أعياد للقرابين يذبحون فيها الأبقار والجواميس ويقدمونها للآلهة لكن الفكرة المرعبة فيما بعد أن الأمر تطور بتقديم قرابين من البشر للآلهة ولم تخل حضارة في العالم من ذلك حتى الحضارات البعيدة كالأزتك في المكسيك .

في كل الحضارات القديمة كان يتم تقديم القرابين البشرية .. في الصين والهند وبلاد الرافدين كل حسب معتقده والقربان يقدم للنيل مثلا أو للصنم أو لإحدى آلهات الشر حتى يكف شره عن البشر وكانت الديانة الإبراهيمية أول ديانة بدلت ذبح البشر بذبح الكباش لكن الأديان التي تمخضت عنها أتت بفكرة أخرى هي قتل النفس في سبيل الله .

لم يتخلص البشر من فكرة تقديم القرابين لكن فقط تطورت وتغيرت المفاهيم فقد حارب اليهود من أجل القدس واعتبروا القتيل شهيدا في سبيل الله وحارب الصليبيون من أجل القدس واعتبروا القتيل شهيدا في سبيل الله وحارب المسلمون من أجل القدس واعتبروا القتيل شهيدا في سبيل الله .

آلمني جدا مشهد رأيته قبل أيام لأب مات ابنه في غزة وهو يقول ليس خسارة في الله ..؟؟؟!!!!

أي كلام هذا وأي إله هذا الذي يرضى بقتل طفل من أجله وما حاجة الله إلى دم هذا الطفل سوى أنها أفكار مزروعة في الأدمغة منذ العصر الحجري بأنك يجب أن تقدم قرابين من الأطفال إلى الله .

لا يمكن للعلم الذي تطور وكشف الكثير من أسرار الكون والمجرات والنجوم والأفلاك أن نستبدله بعوالق من عصور بائدة .. لا يمكن أن نتمنى لطفل إلا أن يلعب ويدرس ويضحك ولا يمكن أن نفكر أن نقدمه قربانا لإله نظنه مصاص دماء .

تحتاج البشرية اليوم إلى الكثير لتغيير المفاهيم العالقة ومن أهمها أن لا نقدم أحدا قربانا على مذبح الأوهام .
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0VzZf18j21MJ9GaB8ZuDFQw8meZsymuuonBzG7XrHNXvWq4BNVJBp6GqkdqG3vgnl&id=100003739388584



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الصراصير والنووي والبنات والكاكاو وأشياء أخرى
- ذات حضن
- ما ضاع حق وراءه مشاغب
- إن يكن قلبي جريحا .. موشح على الطراز الأندلسي
- الحجاب عادة أم عبادة . نظرة تاريخية على ضوء قضية شهيدة الحجا ...
- رواية سفر الرجوع
- سوريا والتحركات الكردية بين واشنطن وموسكو .. حلول مؤجلة كردي ...
- وطن أحمر
- حينها أدركت بأنني كردي
- إلا رسول الله كلمة حق يراد به باطل
- البرلمان هو الحل المنقذ لأكراد سوريا
- فلسفة الوجود واللاوجود
- عن كورونا والسياسة والقمح والشعير
- حرب المعابد
- الأزمة السورية وملاحم آخر الزمان
- معركة إدلب الكبرى بين الوهم والحقيقة
- حتى لا يتحول الكرد إلى السمكة الثالثة
- دراسة عن تنظيم القاعدة والعمال الكردستاني كنموذجين في الحرب ...
- تناقض الصراعات الداخلية الأمريكية تلقي بظلالها على مشاريعها ...
- وداوها بالتي كانت هي الداء .. عفرين وآخر أوراق الكرد


المزيد.....




- السعودية: 4 ملايين مصل ومعتمر في ليلة 29 رمضان بالمسجد الحرا ...
- خطوات تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUR EL – JAN ...
- موعد صلاة عيد الفطر 2025 في العراق واهم المساجد التي يقام في ...
- خطوات تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUR EL – JAN ...
- حرس الثورة الإسلامية والجيش يعلنان استعدادهما لمواجهة أي تهد ...
- الفاتيكان يطمئن: -تحسن طفيف- في صحة البابا
- الأمير محمد بن سلمان وعبد الفتاح البرهان يؤديان الصلاة في ال ...
- الشرع: نسعى لإعادة بناء سوريا ولا يخفى على أحد مسؤولية الفتو ...
- الرئيس الإماراتي يتصل بشيخ الأزهر بعد المرض المفاجئ
- الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي وجهاء من الطائفة الشيعية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حبش كنو - قرابين على مذبح الأوهام