أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - متى نشطب صدام من ذاكرتنا ؟














المزيد.....

متى نشطب صدام من ذاكرتنا ؟


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 520 - 2003 / 6 / 21 - 11:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                  
وأسأل متى ننسى أسم  الرئيس البائد  ؟
متى نستعيد أنفاسنا فنزيح كابوسه من هواجسنا وكوابيس أحلامنا ؟
كيف لنا أن نلغيه من ذاكرتنا وأن نشطبه من زماننا ، وأن لاندع تأثير الخوف من الأسم   داخل أرواح أطفالنا ، كيف نتمكن أن نرميه من أيامنا القادمة فنحن على أعتاب زمن عراقي  جميل تخلص من صدام  ، وطن خالي  من كل منغصات الحياة وعوائق الروح  .
كيف نجعل الأطفال يلغون من ذاكرة الطفولة البريئة كلمة مرعبة ، وزمن رديء أسمه صدام  ، وأن نتخلص من  كل ما يمت للرئيس البائد بصلة ، حتى نجعل الناس  يعيشون أياماً خالية من الموت والرهبة والرعب والاعتقال والزنازين والأنفاق والظلمة والليل والأقفال   وخوف السؤال والحروب  .
كيف لنا أن نمسح صدام البائد  من ذاكرة نساؤنا وهن يرتعبن من مجرد ذكر الأسم ، وهن اللواتي سفحن الدموع في ليالي الصمت والوحشة والوحدة ، وهن يتطلعن الى السماء يناجين الله من ظلم السلطان وماحل بالعراق  .
علينا أن ننسى أسم  صدام الذي أحال وطننا الى جحيم ودروبنا الى طرق موحشة ومدننا الى مقابر مفتوحة وثقافتنا الى مسرحية هزلية نحن ممثليها ومتفرجيها ؟ يجب أن  ننسى ونمسح الأسم من ذاكرتنا المرهقة والممتلئة بالوجع والألم ؟ آن  لنا أن نرميه بعيداً عنا ؟؟
حين كان الحزن يتلبس أرواح أهلنا يتوجهن أمهاتنا  الى قبور الأولياء والى قبور الأهل ، ينحبن قريباً منها ويتخلصن من حالة الكبت والانقباض بالبكاء المرير ، فترتاح الروح ويتخفف عبء النفس ، وحين يرجعن الى مطحنة أيامهن تعود كل محنة العمر تكلكل أيامها فوق ماترسب من حزن في أرواحهن ، فتستحيل الوجوه النظرة الجميلة الى هرمة وأكلها الزمن وعصرتها السنين العجاف وعفرها الزمن بالأنين  .
هل نستطيع أن ننسى ؟؟ وأية نعمة وهبها الله لنا أن ننسى كل هذا التراكم الهائل من الوجع والدماء والموت الذي كنا نستنشقه مع الهواء .
ومع أن الزمن كفيل للمساهمة  بالنسيان   ، وهو عامل مساعد للأنسان يساهم في نزع الصورة من الذاكرة ، لكننا نريد أن نستعجل هذا النزع من الذاكرة فلانجعل للأسم والحالة التي ألغت زماننا العراقي وعطلت بهجة أعمارنا  وصادرت  ابتسامة أطفالنا وغيرت لون السعف وزرقة السماء  .
عليكم أيها الشعراء أن تلغوا من ذاكرتكم أسماً لايليق بشعركم ولاينسجم مع تموجات بحوركم وموسيقاها ، عليكم يا كتاب القصة القصيرة والرواية أن تشطبوا على الأسم من مدوناتكم لئلاً تجعلوا دماملاً من القيح الأسود بين سطوركم  ووحشاً يفترس كل قصصكم الجميلة  ، أيها الفنانون أشطبوا الأسم من لوحاتكم وجدارياتكم لئلا تصير ألوانكم هجينة لالون لها ولالغة لها وأرسموا لنا ورداً عراقياً من كل الأوان الزاهية  .
أيها الفلاحون أشطبوا الأسم من الذاكرة وتمعنوا في زرعكم وأرضكم .
   أيها العمال أشطبوا الأسم من ذاكرتكم  فأنه سيرحل خارج الذاكرة و  خارج مكان العمل حيث لاتجانس بينهما .
أيها الزمن العراقي القادم أهلاً تعال الينا  نعيش حياة مليئة بالأحلام ، لا تشرخها لحظات الوهم والجنون والموت والرصاص والقبور والدماء مع أسم الطاغية  ، دع أحلامنا ملونة يرقص فيها أطفالنا على نغمات موسيقانا الشعبية ،  أرسم معنا صلواتنا ودعواتنا نمارسها  بحرية كاملة في جوامعنا ومقاماتنا وأضرحتنا  وكنائسنا  ، نصفق لمسارحنا الخالية من كل هجين  .
دعونا سوية ننسى الأسم فلانردده شفقة لمشاعرنا وأحاسيسنا وزماننا الجديد ، دعونا نتفق أن لا نردد الأسم لئلا نستعيد جزء من ذاكرة الزمن الذي ضاع منا وعمر أنزلقت أيامه مثل الرمل مابين أصابعنا .
دعونا ننسى الأسم حتى لانهرس أرواح أمهاتنا وشيوخنا ، وأن لانجعل جثث أطفالنا المدفونين مع أمهاتهم تفز وجلة من بشاعة الأسم .
دعونا ننزع الأسم من تاريخ هذا العراق الجميل فلانجعل النخل يرتعد وشجرة الجوز تسقط حملها قبل الأوان ويمتنع الرمان أن يزهر  ، دعونا نتمعن قليلاً أليس لنا أن نترك الأسم في بعيداً عن التاريخ العراقي ننتزعه انتزاعا ونقلعه كما نقتلع الفالول من الأيدي الصحيحة ونرمية بعيداً عنا ؟
دعوا الأسم فقد أتعبنا وأرهقنا حينما كان يمتص من دمنا وأرواحنا ، وبات حتى بعد صريره يخدش الذاكرة ، ولن نتغلب على كل هذا الا بشطبه من ذاكرة كل هذا العراق . 

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقطع أذن عبد حمود التكريتي ؟
- تعقيب على مقالة الدفاع عن قناة أبوظبي
- بالمحبة والتسامح نبدأ حياتنا العراقية الجديدة
- القاضي العراقي لايعمل أو يعين بأمر الحاكم الأمريكي
- الأحزاب والحركات السياسية وضرورة الجبهة الوطنية
- حزب الكتائب الحاضر في قناة العربية
- أعادة العقارات والحقوق المصادرة مهمة وطنية مستعجلة
- القوانين والقرارات يجب أن تكون عراقية
- الطاغية صدام مناضل في قناة ( العربية
- من وقف مع صدام عليه أن يعيد أموال العراق
- رسالة الى المحامي الأردني
- أعادة تأهيل القضاء العراقي
- العدالة
- العراق الحلم الذي تحقق
- حق أكراد العراق في أختيار الشكل الدستوري للحكم
- جابر عبيد – قناة أبو ظبي يتاجر بالمستندات العراقية
- ساحة عبد الكريم قاسم
- طرد مدير قناة الجزيرة عبرة للغير
- الداخل والخارج
- الوقاية خير من العلاج


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - متى نشطب صدام من ذاكرتنا ؟